أعلنت قافلة بين سينمائيات عن فوز مشروع الفيلم التسجيلي "يوم الغضب: حكايات من طرابلس" بجائزة الدورة السابعة لورشة القَطْع الأوَّلي للعام ٢٠٢٤، وقيمتها ٤٠٠٠ يورو.
وتدور فكرة الفيلم الوثائقي من إخراج رانية رافعي، وإنتاج جنان داغر من لبنان، حول خمسة ناشطين ينتمون لأجيالٍ مختلفة من مدينة طرابلس تطلب منهم المخرجة أن يعاونوها في إعادة خلق مشاهد تحاكي أحداثاً واقعية كان لها أثراً حاسماً في تشكيل هوية سكان المدينة.
وتم اختيار الفيلم من بين ستة مشاريع أفلام لمخرجات من أنحاء العالم العربي، عرضت على مدار ثلاثة أيام عبر الإنترنت في الفترة من ٢٨ إلى ٣٠ نوفمبر على لجنة تحكيم متخصصة من السينمائيات العرب، لمناقشة إمكانيات تطوير المشاريع في مرحلة المونتاج. ضمت اللجنة المونتيرة وصانعة الأفلام سارة عبد الله، والمخرجة وفنانة الفيديو رانية اسطفان، والمنتجة ومستشارة السيناريو ديمة عازر.
وأشارت المخرجة أمل رمسيس، مديرة ومؤسسة قافلة بين سينمائيات، إلى أن لجنة التحكيم اختارت فيلم "يوم الغضب: حكايات من طرابلس" لنيل الجائزة بناءً على "أصالته وسرده المتعدد الطبقات ونهجه الإبداعي ورؤيته الفنية القوية التي تكسر النمطية لإعادة إحياء التاريخ غير المروي وكشف قصص غنية من مدينة مهمشة."
وتعيش المخرجة والفنانة البصرية رانية رافعي وتعمل بين طرابلس وبيروت. وتنوعت أعمالها بين الأفلام التجريبية، وتركيبات الفيديو، والأفلام الروائية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الأفلام الوثائقية التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية. نالت إشادة نقدية ودولية عن فيلمها الروائي الأول "74: استعادة لنضال"، الذي أخرجته بمشاركة أخيها رائد رافعي وفاز بجائزة GNCR من مهرجان مارسيليا الدولي للأفلام الوثائقية (٢٠١٢)، وجائزة أفضل فيلم في المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بمهرجان كوريتيبا الدولي بالبرازيل (٢٠١٣).
كما فاز فيلمها القصير "سلام" بجائزة أفضل فيلم قصير مع تنويه خاص من مهرجان فريبورج السينمائي الدولي بسويسرا (٢٠١٧).
أما جنان داغر، فهي منتجة لبنانية تخرجت في جامعة السوربون الجديدة في باريس عام ٢٠٠٦ بدرجة الماجستير في الدراسات السينمائية والسمعية والبصرية وانضمت عام ٢٠٠٨ إلى شركة "أرجوان للإنتاج" في بيروت حيث أنتجت العديد من الأفلام البارزة مثل "شيوعيين كنا" (٢٠١٠)، و"مخدومين" (٢٠١٦) للمخرج ماهر أبي سمرة، و"٧٤: استعادة لنضال" (٢٠١٢) إخراج رانية ورائد رافعي، و"آخر أيام رجل الغد" (٢٠١٧) للمخرج فادي باقي.
الأفلام المشاركة في الدورة السابعة
وشارك في الدورة السابعة لورشة القَطْع الأوَّلي في قافلة بين سينمائيات هذا العام من لبنان فيلم "عرسال، عرش إيل" للمخرجة غِنا عبّود، وفيلم "والأسماك تطير فوق رؤوسنا" للمخرجة ديمة الحر، وفيلم "يوم الغضب: حكايات من طرابلس" للمخرجة رانية رافعي. كما شارك من سوريا فيلم "بين هنا وهناك" للمخرجة مادونا أديب، ومن الجزائر "رحلة اللقلق" للمخرجة سمية هيدالغو جدو بالتعاون مع المخرجة بيرتا فيسينتي سالاس. ومن مصر، شارك فيلم "مواقع فيلم عائلي" للمخرجة فيولا شفيق.
ورشة "القطْع الأوَّلي" في قافلة بين سينمائيات انطلقت في عام 2018، واستمرت على مدى سبع سنوات بمشاركة مجموعة واعدة من مشاريع الأفلام لمخرجات عربيات، حظي عدد منها بتقدير عربي وعالمي واسع من خلال اختيارها في مهرجانات مرموقة وحصولها على جوائز.
ومن بين هذه المشاريع فيلم "سعاد" للمخرجة آيتن أمين (اختيار مهرجان كان 2020 ومهرجان برلين وتريبيكا 2021)، وفيلم "أعنف حب" للمخرجة إليان راهب (اختيار مهرجان برلين وقرطاج، ومهرجان سالونيك الدولي للفيلم الوثائقي 2021)، وفيلم "جزائرهم" (اختيار مهرجان لايبزيج، والجونة، وعمان، ومهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية 2020)، وفيلم "باي باي طبريا" (اختيار مهرجان لندن، وبالم سبرينجز، ومراكش، ومونبلييه 2023) للمخرجة لينا سوالم.
وتعد الورشة امتدادًا لأنشطة قافلة بين سينمائيات في دعم صانعات الأفلام في العالم العربي منذ تأسيسها كمبادرة مستقلة بدأت في مصر عام 2008. تدير القافلة مجموعة من صانعات الأفلام وتسعى من خلال العروض المتنقلة في عدد من البلدان وعروض الأونلاين للأفلام التي تصنعها نساء على مستوى العالم إلى دعم دور المرأة في صناعة السينما. كما تهدف إلى خلق شبكة دولية من صانعات الأفلام من مناطق مختلفة حول العالم، وخاصة من العالم العربي.
وتقوم قافلة بين سينمائيات بدور فعال أيضًا في مجال التعليم السينمائي وتدريب النساء على تقنيات عمل الأفلام الوثائقية الإبداعية في مجالات الإخراج والإنتاج والمونتاج والتصوير، وكذلك دعم المشاريع السينمائية للنساء في أي من مراحل الإنتاج.
0 تعليق