شهدت ألمانيا حدثا كبيرا أثار ضجة عالمية، ومع بداية العام الجديد، تحولت شوارعها الآمنة إلى اللون الأحمر بدماء ضحايا حادث الدهس الذي نفذه "طالب عبد المحسن" اللاجئ الهارب من السعودية، منذ سنوات واستقر في ألمانيا، ورغم أنه امتهن الطب، إلا أنه اعتنق الفكر النازي الإسرائيلي، وتحول من عربي مُسلم يؤمن بالله ورسوله، إلى مُلحد كاره للدين الإسلامي متطرفا، ينادي بالمثلية وبكل ما حرمه الله، مُحرضا على سفك دماء المسلمين مؤمنا بالمثلية.
شيعي يحمل الجنسية السعودية
توصلت التحقيقات أن طالب عبد المحسن، من مواليد 1974 يحمل الجنسية السعودية، هو شيعي العقيدة، ولكنه هارب منها منذ حوالي 18 عاما بسبب تورطه في عدة أمور أمنية، ولأنه لم يكن له سجل إجرامي لدى الشرطة الألمانية يدينه، فعمل كمتخصص في الطب النفسي، في سجن بارنبورج، الذي تديره ولاية ساكسونيا، وكان يعيد تأهيل المجرمين المدمنين وتأمينهم.
يدافع عن الفكر الصهيوني والإلحاد
منزله في بارينبورج وعلى بعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب ماغديبورج، لديه تصريح إقامة دائمة لأنه تم الاعتراف به كلاجئ في ألمانيا في عام 2016، اعتاد أن يُحرّض عبر حسابه الشخصي في السوشيال ميديا، على الإرهاب ضد السعودية، وكان يدافع عن الفكر الصهيوني والإلحاد، وقبل تنفيذ عملية الدهس كان ينتقد السلطات الألمانية.
نفذ عبد المحسن عملية دهس في سوق الميلاد في مدينة ماغديبورغ شرق ألمانيا، في وقت كان الطريق مزدحم بالمارة بمناسبة أعياد الميلاد، أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 68 آخرين، بينهم 15 في حالة حرجة، وأكدت الشرطة أنه يتصرف منفرداً ولا تنظيم وراءه.
وكشفت صحيفة دير شبيغل، أن عبد المحسن وصل إلى ألمانيا عام 2006، واستبعدت أن يكون ذا خلفية إسلاموية، لأنه كان متعاطف مع حزب "البديل لأجل ألمانيا" .
كافراً ومنتقداً للإسلام في السعودية
في مقابلة سابقة له مع صحيفة "FAZ" عام 2019 قال إن "الإسلام من أكثر الأديان عدوانية في التاريخ" معلنا عن إلحاده بالدين، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب اللجوء إلى ألمانيا لأنه يخشى الاضطهاد باعتباره كافراً، ومنتقداً للإسلام في السعودية.
عبد المحسن كان يساعد من خلال وظيفته، الأشخاص الملحدين الآخرين في المملكة العربية السعودية، للحصول على اللجوء إلى ألمانيا أو أسترالي، كما ساعد النساء اللاتي تركن دينهن على الهروب إلى دول أخرى.
الملحدين السعوديين الهاربين من البلاد
آخر منشوراته عبر منصة أكس، كان ينتقد فيها السلطات الألمانية مهددا بحرب ضد الشرطة بسبب ما وصفه "عدم دعم المعارضة والملحدين السعوديين الهاربين من البلاد"، خاصة الفتيات التي تفر من بلادهن، واعتاد عبد المحسن أن يحرض ضد السلطات الألمانية بسبب ما وصفه محاولة ألمانيا نشر الإسلام، والانتهاكات التي تمارس داخل السجون ضد اللاجئين.
وفي أحد تغريداته عبر منصة أكس قال: " إذا أرادت ألمانيا حربا فنحن لها، وإن أرادت ألمانيا أن تقتلنا فسوف نذبحهم أو نموت أو ندخل السجن بكل فخر، لأننا استنفذنا كل الوسائل السلمية فما لقينا من الشرطة وأمن الدولة والنيابة والقضاء ووزارة الداخلية (الفدرالية) إلا المزيد من الجرائم ضدنا، فالسلم لا ينفع معهم، وهدف ألمانيا أصبح واضحا وهو نشر الإسلام في أوربا، فهم يضربون الحركات السياسية الناقدة للإسلام عبر دس الفاسدين فيها من مدمنين وعاهرات ولصوص لتسويس الحركة من الداخل، ثم يستعملون أقذر الوسائل ضد من يفضح المندسين.
محب لتغريدات الجيش الإسرائيلي
اهتم بإعادة تغريدات المرتدون عن الإسلام وكان يهنئهم بذلك بشكل مستمر عبر حسابه على أكس، وكان محب لتغريدات الجيش الإسرائيلي بشأن عملياتهم في لبنان وغزة، وكان يتلفظ بأبشع الكلمات عن الرسول صلي الله عليه وسلم، ويدعم كل من يتحدث عنه بالسوء بإعادة تغريداتهم مرة أخرى.
وكان من محبين "الجولاني" القائد العسكري للفصائل المسلحة في سوريا، وأشاد به عندما قال "لن نسمح باستخدام سوريا لاستهداف إسرائيل.
حساب عبد المحسن في منصة أكس، كشف حبه الكبير لإسرائيل واعتبر أن عملياتها العسكرية أمرا يدعو للفخر، بل وأشاد باحتلال إسرائيل الجولان بعد سقوط نظام بشار الأسد، وقال في تغريدة "أجزاء من سوريا حالفها الحظ لتنضم إلى إسرائيل".
صناعة صهيونية
عقلية عبد المحسن هي في الحقيقة صناعة صهيونية، فبعد انتماءه لبلدا جديدا مخلفا وراءه دينه ووطنه وإسلامه هاربا من أحكامه، قرر أن ينتقم من وطنه الجديد والانقلاب على سلطاته، بل واغتال عدد من المواطنين الآمنين، وهي عقلية إسرائيلية مماثلة لما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان وسوريا.
صحيفة دير شبيغل الألمانية، قالت إن السعودية سبق أن أرسلت 3 تحذيرات بشأن منفذ هجوم ماغديبورغ وألمانيا تجاهلتها .
ألمانيا لم تقم بتسليمه
علقت السعودية على الحدث، قائلة: "إنها حذرت السلطات الألمانية سابقاً من المهاجم في ماغديبورغ، وأنه يملك وجهات نظر متطرفة، وطالبت بتسليمه"، إلا أن ألمانيا لم تقم بتسليمه لأنه كان من المعارضة .
وقال إيلون ماسك، الملياردير الأميركي، في تغريدة بشأن عبد المحسن: إن من رفض ترحيل قاتل يستحق أن يعاقب بشدّة ".
ذكرى السنوية الثمانين لتحرير معسكر الإبادة النازي أوشفيتز
وعملية الدهس جاءت بالتزامن مع ذكرى السنوية الثمانين لتحرير معسكر الإبادة النازي أوشفيتز في بولندا، والتي لن يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خشية اعتقاله في أعقاب مذكرة الاعتقال ضده الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة.
0 تعليق