وزيرة التعليم: متاحف قطر تعزز مفاهيم الدبلوماسية الثقافية

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انطلقت أمس فعاليات مؤتمر مستقبل المتاحف وممارسات علم المتاحف في عالم متغير « الذي تنظمه متاحف قطر، بالتعاون مع اللجنة الدولية لعلم المتاحف (أيكوفوم)، والمنظمة العربية للمتاحف (الأيكوم العربي) في متحف الفن الإسلامي.
ويجمع المؤتمر على مدى 3 أيام مشاركين من مختلف أنحاء العالم، كمديري وأمناء المتاحف، والتربويين، والباحثين، ومسؤولي الاتصال، لمشاركة خبراتهم واستكشاف أحدث التطورات في هذا المجال.
يهدف مؤتمر «مستقبل المتاحف وممارسات علم المتاحف في عالم متغير»، إلى إشراك الشباب في مناقشات مهمة وعمليات صنع القرار، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي تؤدّيه المتاحف في مواجهة مشكلة تغيّر المناخ وفي تعزيز تجارب متنوعة في هذا الصدد.
وأكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، خلال كلمتها الافتتاحية، حرص متاحف قطر على تعزيز مفاهيم الدبلوماسية الثقافية، من خلال بناء شبكة متنامية من المتاحف والمواقع الأثرية وتنظيم الفعاليات المختلفة والمميزة، التي تسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية. وقالت سعادتها إنه على مدار الأعوام الماضية أثبتت متاحف قطر دورها الفاعل في إثراء المشهد الثقافي، مما رسخ مكانة دولة قطر كمركز حيوي للفنون والثقافة والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وما حولها.
وأشارت سعادتها إلى أن المتاحف أصبحت اليوم جزءا أصيلا من المساحة التعليمية الفاعلة للشباب، وتعد مرآة تعكس القيم الثقافية، وتضمن الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، كما تثري التجربة التعليمية، إذ تجعل التاريخ نابضا بالحياة والفن محسوسا والثقافة حاضنة بكل معانيها، وفي المقابل يعزز التعليم دور المتاحف كمنصات تلهم الفكر وتغذي الإبداع، لاستدامة التعليم، لافتة إلى تركيز المؤتمر هذا العام على الناشئة والشباب وسبل دعمهم في المستقبل وإبراز دورهم في تنمية مجتمعاتهم.
قالت سعادتها: إن مؤسساتنا المختلفة هي ركيزة لبناء جيل واع بجذوره، قادر على مواجهة تحديات المستقبل، فالتعليم ليس مجرد مناهج، بل جسر يربط الماضي بالحاضر، كما أن المتاحف ليست مجرد مبان، بل خزائن تحفظ روح الأمة وتاريخها، وضمن هذا الإطار تعمل دولة قطر بشكل وثيق مع المجلس الدولي للمتاحف الذي يعد المرجعية العالمية الأولى في مجال الترويج للتراث الثقافي، والمتحفي وإدارته وحمايته.
وأضافت أنه لذلك جرى تشكيل لجنة وطنية للمتاحف في قطر، لتعكس جهود الدولة الثقافية على المستوى العالمي، وعليه يشكل هذا المؤتمر دورا محوريا في تعزيز تبادل الخبرات بين المختصين العالميين والمحليين، ويسهم في بناء جسور المعرفة للحفاظ على ديمومة إرثنا الثقافي.

تجارب ثقافية فريدة

من جانبه، دعا السيد محمد سعد الرميحي الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، المشاركين في المؤتمر إلى خوض تجارب ثقافية فريدة من نوعها، ضمن سلسلة المتاحف التي تضمها متاحف قطر، بجانب سلسلة المعارض المتميزة، والتي تم تدشينها مؤخرا ضمن مبادرة « قطر تبدع « موضحا أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات الدولية ذات الصلة، التي بدأتها متاحف قطر عام 2023، مؤكدا حرص متاحف قطر على الحفاظ على تراث الأولين وتكريس جهودها لذلك.  ويعرض المشاركون في المؤتمر موضوع التكنولوجيا والابتكار في قطاع المتاحف، بهدف إثراء تجارب الزوار من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة في قطاع المتاحف مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مناقشة قضايا أخرى، منها مستقبل علم المتاحف في عالم متغير.
التزام بحماية التراث
 من جهتها قالت الدكتورة فاطمة حسن السليطي، مديرة إدارة التعاون الدولي والشؤون الحكومية في متاحف قطر ونائب رئيس اللجنة الوطنية التابعة للمجلس الدولي للمتاحف في قطر (أيكوم قطر): «يشرفنا أن نستضيف مؤتمر اللجنة الدولية لعلم المتاحف (إيكوفوم ) المنعقد تحت عنوان «مستقبل المتاحف وممارسات علم المتاحف في عالم متغير».
 وقالت هذا الحدث التزام دولة قطر بالحفاظ على التراث مع تعزيز الابتكار والتطوير في القطاع الثقافي.
ومن جانبها، أعربت البروفيسورة كارين براون، رئيس اللجنة الدولية لعلم المتاحف: عن شكر اللجنة الدولية للجنة الوطنية التابعة للمجلس الدولي للمتاحف في قطر ومتاحف قطر على دعوتنا للانضمام إلى هذا المؤتمر المتميز الذي يتمحور حول موضوع مستقبل المتاحف وممارسات علم المتاحف في عالم متغير.
وأضافت: يعقد هذا المؤتمر في متحف الفن الإسلامي المذهل، الذي يضم إحدى أكثر مجموعات الفن الإسلامي شمولًا في العالم. وقد اجتذب المؤتمر اهتمامًا كبيرًا من العاملين هذا القطاع، واستقطب مشاركين من جميع أنحاء العالم وخاصة من المنطقة العربية.
وتابعت: نحن متحمسون للنقاشات المتميزة وزيارات المتاحف للاستفادة منها فيما يتعلق بأفضل الممارسات المتحفية في عالمنا المتغير، بما في ذلك دور الابتكارات التكنولوجية الجديدة والتنمية المستدامة للمتاحف».
وخلال أولى جلسات المؤتمر تمت مناقشة مستقبل المتاحف في ظل المتغيرات وشارك فيها كل من السيد عبد الله يوسف الملا، مدير 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي؛ وألبرتو جارلانديني، الرئيس السابق للمجلس الدولي للمتاحف وهو عالم في مجال المتاحف وخبير في إدارة التراث الثقافي؛ وأليساندرا كومينز، مدير متحف باربادوس والجمعية التاريخية، بالإضافة إلى كوكبة من الشخصيات البارزة.
ويستكشف المؤتمر ممارسات علم المتاحف في المنطقة العربية، مركزًا على قضايا الاستدامة والابتكار والنماذج التعليمية، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة، والتقييم الفني المشترك، والموازنة بين وجهات نظر تاريخية، وتشجيع مشاركة المعارف بين الأجيال. ويسعى هذا الحدث إلى تعزيز الاستدامة في قطاع المتاحف، بما يتماشى مع جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
يتناول المؤتمر عدة مواضيع، بما في ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، مستقبل علم المتاحف في عالم متغير، حيث سيركز على مستقبل لمتاحف في عالم متغير ويجمع بين الخبرات والرؤى المتنوعة التي يقدمها المتحدثون رفيعو المستوى من مختلف أنحاء العالم. كما سيركز المؤتمر على موضوع المرونة وإمكانية الوصول في المتاحف، ويتناول التحديات العالمية وتعزيز سبل الوصول، ويسلط الضوء على المشاريع الناجحة التي تتوافق مع أجندة الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وأخيرًا، سيتناول المؤتمر موضوع التكنولوجيا والابتكار في قطاع المتاحف، بهدف إثراء تجارب الزوار من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة في قطاع المتاحف مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي. كما سيوفر المؤتمر للحاضرين فرصة لتجارب عملية للتعلم من خلال ورشات عمل بالإضافة لباقة متنوعة من الأنشطة الثقافية
وتأتي هذه المبادرة بالتعاون مع المجلس الدولي للمتاحف (أيكوم)، وهو منظمة دولية غير حكومية تأسست عام 1946، وتكرس جهودها لتعزيز وإدارة وحماية التراث الثقافي والمتحفي في جميع أنحاء العالم. يضم المجلس أكثر من 44,000 عضو من العاملين في قطاع المتاحف والمتخصصين في التراث من حوالي 138 دولة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق