الفنان زكي طليمات رائد المسرح المصري والذي تحل غدا ذكرى وفاته، حيث توفي في 22 ديسمبر من عام 1982، طالب كثيرا بإنشاء معهد للتمثيل، وظل يكتب في مقالاته هذا الأمر حتى تم إنشاء المعهد العالي للسينما بعدها بـ 16 عاما، ففي عام 1943 كتب زكي طليمات مقالا طالب فيه صراحة بإنشاء معهد التمثيل، وفي عام 1959 تم إنشاء المعهد العالي للسينما كضرورة ملحة فرضتها السينما والتمهيد لدخول التلفزيون بعدها بعام واحد في 21 يونيو من عام 1960 وهو تاريخ أول بث تلفزيوني في مصر.
زكي طليمات
يقول زكي طليمات في مقال: “إن إنشاء معاهد للتمثيل ضرورة ملحة حيث إن فن التمثيل باللسان العربي ليس أصيلًا في الأدب العربي، ولا هو من مراثى الحياة الاجتماعية في مصر، بل هو لون من الفن والأدب منتحل من الغرب، دخيل على المجتمع المصري منذ أن تفتحت أبواب من الأدب العربي على الأدب الغربي في أواسط القرن الماضي، فتقاليده غير ممتدة في التربة المصرية، وفنونه وصناعاته غير مستبطن دخائلها، والقائمون بأمره ليسوا كلهم مما يرتفع بهم”.
رائد المسرح المصري
وأضاف في مقاله الذي نشر عام 1943 في مجلة الرسالة تحت عنوان "إنشاء معهد لفنون التمثيل ضرورة لا غنى عنها": "إن هذا الفن يسمو وذلك لخفة مؤونتهم من التعليم العام والثقافة الفنية، وأن ما انتهى إليه المسرح المصري في شتى نواحي هذا الفن، ولا سيما فن الأداء التمثيلي والإخراج، إنما هو ثمرة الجهد الذي يقوم على الموهبة العاجزة والميل الشديد أكثر مما يقوم على الموهبة المثقفة والدراية الكاملة بمعارف هذه الفنون وتقاليدها، وهو جهاد كان يسفر ولا شك عن مستوى أرفع مما انتهى إليه لو أنه أحيط بالدراسات التي تنمي مواهب القائمين به وتوسع في آفاق تفكيرهم وتردهم دائمًا إلى الموثوق بصحته من التعاليم الفنية، إذ أن كل فن جميل إنما يقوم على عمادين: الدراسة والميل، ولا يقوم على واحد منهما ولا أغالى إذا قررت أن فن التمثيل في مصر يتفرد بين جميع الفنون بأنه قائم من غير مدرسة ولا خطة تعليمية ما، وهذه حال تثير العجب والأسف في وقت واحد.
معهد التمثيل
يكمل: “وليس من الأداء التمثيلي وصناعات المسرح وفن الإخراج مما يرتجل ارتجالًا بدفعة الميل والرغبة، وإمداد الجرأة، ومواناة المدارك فحسب، وإنما هي فنون تقوم على التثقيف النظري الواسع والممارسة السليمة من الزيف، بعد أن تناولها العلم بالصقل والتوليد، فقصد لها القواعد وأصل الأصول".
المعهد العالي للسينما
ويواصل زكي طليمات: “نقرر هذا من غير أن نجحد ما للمواهب التي تركبها الطبيعة في الخلق من أثر كبير في نتاج الفنان، فقد وعت حافظة المسرح في مختلف الأقطار أسماء ممثلين اتسم عملهم بالنبوغ من غير أن يخضعوا لتعاليم معهد أو كتاب فن، ولكن هذا النبوغ قليل، يكاد يخرج على كل قاعدة وتعليم، فهو أمر خارق وشاذ لا يؤخذ به في وضع النظم التعليمية العامة وفن الأداء التمثيلي وفن الإخراج، عنصران لهما خطرهما وأهميتهما في هذا الفن، وذلك باعتبار أنهما أداة الاتصال بين المسرحية، والجمهور، المخرج، والممثل: الأول يرسم وينشئ، والثاني يؤدي ويطالع الجمهور، فبطريقيهما يجرى التأثير وتم الفائدة من حضور الرواية”.
0 تعليق