المؤامرات مستمرة ومصر عصية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 الذين يتصورون أن المؤامرات والمخططات الصهيونية الأمريكية الغربية قد انتهت ضد الأمة العربية، خاصة مصر، فهم واهمون تمامًا، بل إن هذه المؤامرات ما زالت ممتدة وباتت على أشدها؛ خاصة بعد سقوط سوريا فى الأيام الماضية. 

هناك قضية تصر عليها الصهيونية الأمريكية وهى تفريغ المنطقة العربية من هويتها، خاصة بعد وقوع كثير من الدول العربية فى الفوضى والاضطرابات الواسعة، ولا أمل الآن على المدى القريب وحتى البعيد فى إيجاد حلول لها، ويبقى العين على مصر، وهنا لا بد أن نتوقف وقفة متأنية وفاحصة، وهى أن الهدف الرئيسى هو مصر، وأن التحديات الكبيرة التى تتصدى لها الدولة المصرية يجب أن يدعمها الشعب تدعيمًا واسعًا وقويًا فى ظل هذه الظروف الراهنة والصعبة.

يجب على المصريين أن يتكاتفوا ويتصدوا مع الدولة المصرية لكل من يريد النيل منها، لأن سقوط العديد من الدول العربية فى هذا المستنقع البشع يستوجب منا جميعًا أن نكون على قلب رجل واحد، وأن يكون المصريون صخرة قوية لمواجهة كل التحديات التى تحيط بنا من كل حدب وصوب، بشكل أكثر من أى عهود ماضية.

المخطط الصهيونى الأمريكى يريد أن تظل المنطقة فى هذا الوحل الشديد الذى تعانيه، وبالتالى محاولة جر مصر إلى ما لا تحمد عقباه، لكن الله هو الحافظ لها بفضل القيادة السياسية الرشيدة، وبفضل شعب بلغ من الفطام السياسى الكثير والكثير، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتهاون فى حق من حقوقه.

إن العين على مصر، وإن الأعداء متربصون بشكل أكثر من أى زمن مضى لإسقاطها، كما أن فشل المخططات الأمريكية والغربية والصهيونية يزيدها عنادًا تجاه مصر، وتزداد التحديات على كل المسارات اقتصاديًا وسياسيًا وخلافه، وبالتالى آن الأوان لجموع المصريين أن يلتفوا التفافًا واضحًا وصريحًا حول القيادة السياسية، للعبور بالبلاد الى بر الأمان، وحتى لا نتعرض لما تعرضت له الدول المجاورة التى باتت مشتعلة، وباتت مصر فى بؤرة وسط هذا الاشتعال تواجه التحديات.

وليعلم الجميع أن المخططات تستخدم الجماعات الإرهابية المختلفة مثل جماعة الإخوان وخلافها ومن على شاكلتها فى تغذية ونشر الشائعات، ونشر حالات اليأس والإحباط بين المواطنين؛ من أجل إرهاق الدولة المصرية فى الرد على كل ما يدور.

إضافة إلى أن الموقف المصرى الصامد يصيب هؤلاء جميعًا بصدمة عنيفة لصده كل هذه الأمور التى تسعى إلى هدف واحد وهو سقوط مصر، لكن طبيعة المصريين كما تحدثنا من قبل هى أنهم عندما يرون عدوانًا على دولتهم يكونون بمثابة صخرة قوية تتحطم عليها كل أحلام المغرضين، سواء من المخططين أو من يستخدمونهم للنيل من البلاد. تلك هى سمة المصريين التى يتفردون بها عن جميع شعوب العالم، ولا يمكن أن ترضخ مصر لمثل ما حدث فى كل الدول العربية المجاورة التى سقطت فى بحور الوحل والفوضى والاضطرابات.

إن الحفاظ على الدولة الوطنية المصرية ليس مسئولية الدولة ذاتها ولا الحكومة وحدها، وإنما مسئولية الشعب كاملًا فى الوقوف إلى جوار قيادته السياسية، وإلى جوار دولته من أجل العبور بالبلاد إلى بر الأمان، ودحض كل المخططات والمؤامرات التى تحاك ضد مصر.

إن الدولة المصرية ليست مثل بقية الدول العربية الأخرى من حيث المذهبيات والطوائف وخلافه التى قد تنجح فى بعض الدول، ولا يمكن أن تحقق مراد المتآمرين أبدًا داخل الأراضى المصرية. إن الشعب المصرى واعٍ وفطن ويتمتع بكياسة، وله رؤية واضحة، ويعرف تمامًا معنى الدولة الوطنية. 

من هذا المنطلق، لا يمكن مهما فعل المتآمرون من أجل إسقاط مصر أن ينجحوا أبدًا، فقد مرت مصر بتجربة مريرة خلال أحداث ٢٠١١ ومرورًا بتولى الجماعة الإرهابية حكم البلاد لمدة عام، وكل ذلك كان بمثابة درس واضح لكل من يفكر فى أن ينال من مصر وشعبها العظيم، حيث انتفض المصريون فى ثورة ٣٠ يونيو لتصحيح هذه الأوضاع المعكوسة، ووقف هذه المخططات. 

ومن الطبيعى جدًا أن تفشل كل هذه المحاولات التى تريد إسقاط مصر؛ فالشعب المصرى لا يمكن أن يأمن مكر هؤلاء جميعًا مهما حدث من اضطرابات فى الدول المجاورة. إن طبيعة المصريين تختلف تمامًا عن جميع شعوب العالم، وبالتالى ستكون عصية أمام كل من يفكر فى النيل منها أو سقوطها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق