رئيس وزراء الهند: أتطلع بشغف إلى محادثاتي مع أمير الكويت

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الترابط التاريخي والتبادلات بين الجانبين من خلال الأفكار والتجارة جعلا شعبينا متقاربين

نتقاسم روابط عميقة وتاريخية ونطمح للارتقاء إلى شراكة ستراتيجية

إمكانات كبيرة لتوسيع تعاوننا في قطاعات الأدوية والصحة والتكنولوجيا

الكويت سادس أكبر مورد للنفط الخام للهند والرابعة في الغاز البترولي

الوتيرة الهائلة للنشاط الاقتصادي في بلدينا تفتح فرصاً لحكومتينا للتعاون

هيئة الاستثمار ضخت استثمارات كبيرة وإدراكنا جيد لمصالح كل طرف

قوانيننا وفق معايير عالمية حتى يشعر المستثمرون كأنهم في وطنهم

الشركات الهندية تشارك في تنفيذ مشاريع البنية الأساسية في الكويت

الكويت - "كونا": أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن تطلعه بشغف إلى محادثاته مع سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد في زيارته إلى الكويت وعن تطلع بلاده إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى شراكة ستراتيجية.

وقال مودي في لقاء أجرته معه وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، امس، بمناسبة زيارته إلى الكويت التي تعد الأولى لرئيس وزراء هندي إلى البلاد منذ 43 عاما إن "الجذور القوية لعلاقاتنا التاريخية يجب أن تتماشى مع ثمار شراكتنا في القرن الـ21 لناحية الديناميكية والقوة وتعدد الأوجه"، علاوة على أن "رؤيتي البلدين الصديقين لتحقيق النهضة التنموية تحملان الكثير من المشتركات".

وعبر عن الشكر لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد على دعوته الكريمة له لزيارة دولة الكويت، مؤكدا أنها تنطوي على أهمية خاصة لا سيما أنها أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي إلى الكويت منذ أكثر من أربعة عقود.

كما عبر عن الشكر لسموه أيضا على دعوته له لحضور حفل افتتاح بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي زين 26) التي تنطلق اليوم متمنيا لدولة الكويت النجاح في استضافة هذا الحدث الرياضي.

روابط تاريخية

وأضاف أن بلاده والكويت تتقاسمان روابط عميقة وتاريخية حيث دائما كانت العلاقة بين البلدين علاقة دفء وصداقة و"الترابط التاريخي والتبادلات بين الجانبين من خلال الأفكار والتجارة جعلا شعبينا متقاربين".

وتابع "لقد تبادلنا التجارة منذ العصور القديمة.. والاكتشافات في جزيرة فيلكا تتحدث عن ماضينا المشترك.. كانت الروبية الهندية عملة قانونية في الكويت لأكثر من قرن من الزمان حتى العام 1961 وهذا يوضح مدى التكامل الوثيق بين اقتصادينا.. كانت الهند شريكا تجاريا طبيعيا للكويت ولا تزال كذلك في العصر الحديث.. وقد عززت روابطنا الشعبية على مر القرون رابطة صداقة خاصة بين بلدينا".

وذكر أنه "بشكل عام تتقدم العلاقات الثنائية بشكل جيد وإذا جاز لي القول فإنها تتجه نحو آفاق جديدة.. وأتطلع بشغف إلى محادثاتي مع صاحب السمو أمير الكويت لرفع مستوى علاقاتنا في مختلف المجالات بما في ذلك الدفاع والتجارة والاستثمار والطاقة".

واستطرد: "يجب أن تتماشى الجذور القوية لعلاقاتنا التاريخية مع ثمار شراكتنا في القرن الحادي والعشرين من حيث الديناميكية والقوة وتعدد الأوجه.. وقد حققنا الكثير معا لكن آفاق شراكتنا لا حدود لها وأنا متأكد من أن هذه الزيارة ستمنحها زخما جديدا".

أكبر الجاليات

وأشار رئيس الوزراء الهندي إلى أن "الجالية الهندية أكبر الجاليات في الكويت وتضم أكثر من مليون شخص في وقت تعتبر الهند من بين أكبر الشركاء التجاريين للكويت كما تنفذ العديد من الشركات الهندية مشاريع في مجال البنية التحتية وتقدم خدمات في مجالات متعددة في الكويت. وأشار إلى أن "هيئة الاستثمار الكويتية ضخت استثمارات كبيرة في الهند وهناك اهتمام متزايد بالاستثمار في الهند الآن.. وعلى الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف فإن هناك إدراكا جيدا لمصالح كل طرف".

وبشأن سبل تعزيز التجارة الثنائية أفاد مودي بأن "قطاعات التجارة والتبادل التجاري تشكل ركائز مهمة لعلاقتنا الثنائية وتشهد تجارتنا الثنائية ارتفاعا فيما تضيف شراكتنا في مجال الطاقة قيمة فريدة لتجارتنا الثنائية".

صنع في الهند

وأضاف "نحن سعداء برؤية منتجات (صنع في الهند) خصوصا ما يتعلق بالسيارات والآلات الكهربائية والميكانيكية وقطاعات الاتصالات تحقق تقدما جديدا في الكويت.. تصنع الهند اليوم منتجات عالمية المستوى بأقل تكلفة ممكنة.. ويعد التنويع في التجارة غير النفطية أمرا أساسيا لتوسيع التجارة بين الجانبين".

وتابع أن "هناك إمكانات كبيرة لتوسيع تعاوننا في قطاعات الأدوية والصحة والتكنولوجيا والرقمنة والابتكار والمنسوجات.. ولتحقيق هذه الغاية يجب على غرف الأعمال والتجارة ورواد الأعمال والمبتكرين التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض بشكل أكبر".

وشدد مودي على أن "علاقاتنا التجارية المعاصرة مهيأة بشكل تام للسطوع بقوة بالقدر نفسه الذي كانت تتمتع به شبكاتنا التجارية تاريخيا. فلنعمل معا لتحقيق هذه الغاية".

رؤيتا الكويت والهند

وبسؤاله عن رؤيتي (الهند 2047) والكويت (2035) وكيف يمكن أن تصبحا مفيدتين بشكل متبادل لكلا البلدين وشعبيهما، قال مودي إن "رؤيتنا هي أن نرى الهند دولة متقدمة بحلول العام 2047 عندما نحتفل بمرور 100 عام على استقلالنا".

وتابع "اننا نسعى جاهدين إلى تسريع النمو في كل القطاعات لتحسين مستويات معيشة شعبنا.. نحن نبني الهند بحيث تكون البنية التحتية المادية والاجتماعية من الطراز العالمي وجميع المواطنين لديهم الفرصة للتفوق.. نحن ملتزمون بتوسيع دورة التنمية لدينا للارتقاء بكل هندي إلى مسار تنمية أعلى.. النتائج موجودة ليراها الجميع".

واستطرد بهذا الشأن "اننا في السنوات العشر الماضية انتشلنا 250 مليون شخص من براثن الفقر.. نحن نكفل أيضا أن تكون جميع لوائحنا وقوانيننا وفق المعايير العالمية حتى يشعر المستثمرون وكأنهم في وطنهم".

وأشار إلى رؤية "كويت جديدة 2035" وتركيزها على تحويل البلاد إلى مركز اقتصادي ومركز للاتصال، مبينا أن هناك عددا كبيرا من مشاريع البنية الأساسية من مطار إلى ميناء بحري وخط السكك الحديدية ومشاريع للطاقة المتجددة ومناطق اقتصادية خاصة قيد التنفيذ".

وأكد أن "هناك قدرا كبيرا من المشتركات في رؤيتينا اللتين تتوافقان في العديد من الجبهات وسترون هذا في العمل بالفعل.. إن الوتيرة الهائلة للنشاط الاقتصادي في بلدينا تفتح فرصا كبيرة لحكومتينا وشركاتنا للتعاون والتنسيق".

وقال في هذا الصدد إن الكويت والهند "تتمتعان بشراكة أوسع نطاقا في عدد كبير من المجالات بغض النظر عن شراكتنا التقليدية في قطاع الطاقة.. وتشمل هذه المجالات التعليم والمهارات والتكنولوجيا والتعاون الدفاعي".

الشركات الهندية

وأشار إلى أن عددا من الشركات الهندية يشارك بالفعل في تنفيذ مشاريع البنية الأساسية في قطاعات مختلفة في الكويت وفي المقابل هناك أيضا استثمارات من شركات كويتية في الهند واصفا إياها بأنها "شراكة مفيدة للطرفين بالمعنى الحقيقي للكلمة".

وفيما يتعلق بالشراكة الثنائية بين الكويت والهند في قطاع الطاقة، أفاد مودي بأن "الطاقة ركيزة مهمة لشراكتنا الثنائية فقد تجاوزت تجارتنا في هذا القطاع العام الماضي 10 مليارات دولار".

وأضاف أن "الشراكة في مجال الطاقة بين الهند ودولة الكويت ليست مجرد ركيزة لعلاقاتنا الاقتصادية بل إنها أيضا محرك للنمو المتنوع والمستدام.. نحن نرسم مسارا نحو مستقبل من الرخاء المشترك وأمن الطاقة والرعاية البيئية".

وذكر مودي أن دولة الكويت والهند احتلتا باستمرار مرتبة بين أكبر عشرة شركاء تجاريين عالميين في قطاع الطاقة مشيرا إلى أن الشركات الهندية تشارك بنشاط في استيراد النفط الخام والغاز المسال ومنتجات البترول من الكويت فيما تصدر أيضا منتجات البترول إلى الكويت.

سادس مورد للنفط الخام

وأوضح أن دولة الكويت تحتل حاليا المرتبة السادسة كأكبر مورد للنفط الخام للهند والمرتبة الرابعة كأكبر مورد للغاز البترولي المسال لها.

وأكد أن هناك مجموعة كبيرة من المجالات الجديدة للتعاون بين الجانبين كتجارة الهيدروكربونات التقليدية والحلول منخفضة الكربون مثل الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي وتقنيات احتجاز الكربون بالإضافة إلى قطاع البتروكيماويات.

وتابع مودي "لقد كانت الهند صديقا للعالم وشريكا موثوقا به في التنمية لجنوب العالم وكانت أول من استجاب في أوقات الأزمات لهم وللآخرين ورائدة في العمل المناخي وقاطرة للنمو الشامل والتنمية".

وبين أنه عندما ضربت جائحة (كوفيد- 19) العالم قمنا بتزويد أكثر من 100 دولة باللقاحات والإمدادات الطبية استرشادا بفلسفتنا القديمة (العالم أسرة واحدة) فيما أعطينا صوتا لمخاوف البلدان النامية عندما تولينا رئاسة مجموعة العشرين (جي 20) استرشادا بالروح الحضارية نفسها".

وأفاد بأن الهند تشرفت بأن أصبح الاتحاد الإفريقي عضوا دائما في مجموعة (جي 20) في قمة نيودلهي العام الماضي ما شكل إنجازا تاريخيا للجنوب العالمي فيما استضافت ثلاث قمم لصوت الجنوب العالمي للاستجابة للاحتياجات الملحة للشعوب والعمل على تلبيتها.

وأكد أن بلاده أثبتت باستمرار أنها تفعل ما تقول سواء كان الأمر يتعلق بمشاريع التنمية التي تقوم بها مع الشركاء في الجنوب العالمي أو مناصرتها للإصلاحات متعددة الأطراف أو السعي إلى زيادة الموارد المالية والوصول إلى التكنولوجيا للدول النامية.

وقال مودي في هذا الصدد "لقد تبادلنا الخبرات مع البلدان النامية الأخرى وتعلمنا من بعضنا بعضا.. نحن شركاء متميزون للجنوب العالمي في سعينا المشترك من أجل كوكب أفضل".

الاستدامة البيئية

وتطرق إلى المبادرات المتعلقة بالاستدامة البيئية التي تدعمها بلاده مثل (التحالف الدولي للطاقة الشمسية) و(التحالف من أجل البنية الأساسية المقاومة للكوارث) و(التحالف العالمي للوقود الحيوي) و(أرض واحدة.. عالم واحد) و(شمس واحدة.. عالم واحد.. شبكة واحدة) قائلا إنها تعمل كمنصات لجميع الدول لمعالجة تغير المناخ بشكل جماعي. وأضاف أن "هذه المبادرات تعزز الاستدامة البيئية وبناء البنية الأساسية المقاومة للكوارث وتدفع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة" حاثا المزيد من البلدان على الانضمام إلى هذه المبادرات من أجل تحقيق الخير العالمي.

وذكر مودي أن العالم يواجه العديد من التحديات ولكن لا يوجد منها أكثر إلحاحا من تغير المناخ.. كوكبنا تحت ضغط ونحن بحاجة إلى عمل جماعي عاجل للتصدي لهذه التحديات يشمل المجتمع العالمي بأكمله فلا أحد يستطيع القيام بذلك بمفرده ويجب أن نتكاتف معا".

وأضاف "نريد أن نقود ونجمع كل البلدان معا لتعزيز العمل لمصلحة الكوكب.. هذه هي الفكرة وراء دعمنا للمبادرات العالمية الخضراء المختلفة.. إن فكرنا وأفعالنا في هذا الصدد مبنيان على الفلسفة الهندية القديمة (العالم أسرة واحدة)".

قواسم مشتركة مع البلدان النامية

أشار رئيس وزراء الهند إلى وجود قواسم مشتركة مع البلدان النامية من حيث التاريخ وتطلعات الشعوب "لذلك فإننا لا نفهم مخاوفهم فحسب بل نشعر بها أيضا.. لقد أثرت الصراعات المستمرة والتحديات الناتجة عن الغذاء والوقود والأسمدة بالإضافة إلى تغير المناخ على دول الجنوب بشكل سلبي".

خطة عمل مشتركة

قال رئيس وزراء الهند إنه تم اعتماد خطة عمل مشتركة بين الجانبين في هذا الاجتماع لتعزيز التعاون بما في ذلك الحوار السياسي والأمن والتجارة والاستثمار والطاقة والصحة والتعليم والزراعة والأمن الغذائي والنقل والثقافة.

نجاح القمة الخليجية

هنأ مودي قيادة الكويت على استضافة مؤتمر القمة الـ45 لمجلس التعاون الخليجي بنجاح مطلع شهر ديسمبر الجاري مؤكدا ثقته بأن العلاقات الهندية - الخليجية ستتعزز أكثر تحت رئاسة الكويت للمجلس.

الصراع في قطاع غزة وأوكرانيا

بالنسبة للصراع في قطاع غزة وفي أوكرانيا، قال رئيس الوزراء الهندي: "لقد دعمنا باستمرار الحل السلمي للصراعات من خلال الحوار والديبلوماسية.. إنني أعتقد اعتقادا راسخا بأن الحلول لا يمكن أن توجد في ساحة المعركة".

وذكر أن الهند أبدت استعدادها للمساعدة في دعم الجهود الجادة التي يمكن أن تؤدي إلى استعادة السلام باعتبارها من الجوانب البارزة في نهجها تجاه الصراعات المختلفة بما في ذلك الوضع في غزة وأوكرانيا.

وأعرب مودي عن قلق بلاده إزاء اتساع الصراع في غزة وتأثيره على الاستقرار في المنطقة وكذلك الوضع الإنساني في القطاع، إذ دعت إلى إيقاف إطلاق النار والإفراج عن جميع الأسرى، مؤكدا أن بلاده "تواصل دعم حل الدولتين المتفاوض عليه من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة داخل حدود آمنة ومعترف بها".

135 طناً من المساعدات للفلسطينيين

أوضح مودي "اننا نواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، إذ أرسلنا 70 طنا من المساعدات الإنسانية في وقت مبكر من الصراع وقدمنا 65 طنا تقريبا من الأدوية في الشهر الماضي وساهمنا بمبلغ 10 ملايين دولار على أمد العامين الماضيين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".

وتابع: "لقد أكدنا في تعاملاتنا مع مختلف البلدان الشريكة أهمية المشاركة الصادقة والعملية بين أصحاب المصلحة من أجل سد فجوة الخلافات وتحقيق تسويات تفاوضية".

مودي وصل إلى البلاد في زيارة رسمية واليوسف تقدم مستقبليه في المطار

رئيس وزراء الهند: أتطلع بشغف إلى محادثاتي مع أمير الكويت
play icon

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف

وصل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي والوفد المرافق له إلى البلاد أمس في زيارة رسمية. وكان في مقدمة مستقبليه على أرض مطار الكويت الدولي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف ورئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل ووزير الخارجية عبدالله اليحيا والمستشار في ديوان رئيس مجلس الوزراء رئيس بعثة الشرف المرافقة الشيخ د.باسل الصباح ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات وسفير الكويت لدى الهند مشعل مصطفى الشمالي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق