في ذكرى رحيله.. محطات من حياة صمويل بيكيت الفائز بنوبل

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ذكرى وفاته..

في مثل هذا اليوم وتحديدا 22 ديسمبر لعام 1989 رحل الكاتب الأيرلندي صمويل بيكيت، تاركا إرثا كبيرا من الأعمال في المسرح والإذاعة والتليفزيون والسينما، فضلا عن عدد من الروايات والقصص القصيرة، وكتب أكثر أعماله باللغتين الفرنسية والإنجليزية ثم ترجمها بنفسه إلى لغات أخرى، ورغم ذلك، فإن أكثر أعماله شهرة وأهمية كُتبت باللغة الفرنسية خلال الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى ستينيات القرن الماضي.

أول أعمال بيكيت المنشورة، رواية "مالوي"، حظيت بإعجاب النقاد الفرنسيين رغم ضعف مبيعاتها، بينما اعتُبرت مسرحيته الشهيرة "في انتظار جودو" من أبرز إسهاماته الفنية وأكثرها تأثيرًا. امتازت أعماله ببساطتها وعمقها في الوقت ذاته، مما أكسبها طابعًا فريدًا في عالم الأدب.

عُرفت كتابات بيكيت بالسوداوية والتشاؤم، وبرزت فيها الكوميديا السوداء كأداة لإبراز الجانب الإنساني. استخدم في مسرحياته أسلوبًا يعتمد على الغموض، بعيدًا عن التركيز على الزمان والمكان، مما أسهم في تعريف ما يُعرف بـ"مسرح العبث".

مراحل إنتاج صمويل بيكيت

ينقسم إنتاج "بيكيت" الأدبي إلى ثلاث مراحل رئيسية؛ الأولى وتشمل تلك الأعمال التي كانت مستمرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، ثم المرحلة المتوسطة هي تلك الأعمال التي أنتجت أفضل آثاره والتي عرفت في الفترة 1945 حتى بداية 1960، أما المرحلة الأخيرة هي تلك الأعمال التي ظهرت خلال الفترة ما بين 1960 حتى وفاته، وفي هذه المرحلة امتازت كتاباته بالنضج الفني والأدبي وبالقصر في الكتابة.

شهدت حياته الشخصية والأدبية تغييرات كبيرة في بداية الستينيات، إذ تزوج في حفل سري عام 1961 في إنجلترا بسبب قوانين الإرث الفرنسية، وبعدها بدأ بإخراج أعماله المسرحية بنفسه، مما أكسبه شهرة عالمية كمخرج، واستمر في كتابة المسرحيات الإذاعية بشكل متقطع، واتجه نحو الكتابة للسينما والتلفزيون، وعلى الرغم من عودته إلى الكتابة بالإنجليزية، استمر أيضًا في إنتاج أعمال بالفرنسية حتى نهاية حياته.

كان بيكيت من المهتمين بفن الحداثة، ما جعله عرضة للانتقادات بسبب مواقفه المناهضة للواقعية. مع ذلك، أبدع في تقديم حالة الإنسان المعاصر، متحررًا من القوالب التقليدية في الأدب، وبذلك يكون فقد ترك "بيكيت" أثرا كبيرا في الأدب والمسرح الحديثين، كواحد من أعظم كتاب القرن العشرين.

صمويل بيكيت وجائزة نوبل

حصل "بيكيت" على جائزة نوبل في الأدب عام 1969 تكريما له على أعماله التي كونها بشكل جديد في أنواع الروايات في الأدب المسرحى، كما أنه نسق عرض أعماله بناءً على "فقر الإنسان المعاصر"، بالإضافة إلى انه تم اختياره رئيسا لجمعية صاوى في أيوسدانا في أيرلندا عام 1984.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق