قال الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب ومؤسس الدار المصرية اللبنانية: "الناشر سيكون محترفًا بالقراءة، وهي التي يحكم بها على المقدم، ولابد أن يكون لديه ثقافة جيدة ووعي حتى يتحدث مع الكاتب الذي يقدم إليه كتابًا".
وأضاف محمد رشاد خلال فعاليات صالون روايات مصرية للجيب، والذي يأتي تحت عنوان "حكايات الكتاب الأول"، والتي بدأت منذ قليل، قائلًا: "لابد من تكوين خلفية ثقافية كبيرة، حتى أنني حرصت على أولادي أن يقرأوا بقوة. لابد للناشر أن يكون لديه مقومات الثقافة، وحتى تجربتي الشخصية بدأت بحبي للقراءة. أساليب الاستفادة من المحتوى اختلفت عن زمننا، وسبعون في المائة مما يُنشر في الغرب هي أفكار يقدمها الناشر. هناك استشاريون يطلبون من الكاتب أن يكتب في مجال معين، ونحن لا نفعل هذا، لذا هناك فجوة كبيرة بين القارئ والناشر".
وتابع محمد رشاد: "لدي مبدأ في النشر أن يقبل الكاتب بالحوار. البعض يتصور أننا مطبعة، ولكن الناشر لديه كتيبة منها قراء ومحررون وغيرها. وأنا عيني كناشر على السوق العربي، وأسافر المعارض كلها وأراقب توجهات القراء. ولو قرأت ما يقدمه الكاتب وأعجبني، أقرر النشر من عدمه، لأن هناك كتبًا يجب النظر في محتواها. وهناك كتاب يرفضون أن نقرأ ما يحبون نشره".
وتابع: "بعد الموافقة على الكتاب من لجان القراءة، نقدم الكتاب للمحرر، حتى أن ماركيز كان يعرض ما يكتبه على محرر. كل العالم المتقدم فيه وكيل أدبي أو محرر، ونسبة كبيرة من مائة عام من العزلة لماركيز تم حذفها، بما يقارب ٢٠٠ صفحة".
وتابع محمد رشاد: "من يقول لي أنا متمسك بما كتبته، فأقول له: أنت لا تكتب نصًا مقدسًا، وكل النصوص قابلة للتدخل فيها. وأنا قدمت الكثير من الكتاب، والناشر مثل المنتج السينمائي يمكن أن يخرج نجومًا في الكتابة".
وأكمل محمد رشاد: "وأريد أن أقول إنني لا أتقاضى مقابلًا من الكتاب لنشر أعمالهم. هناك كثير من دور النشر تفعل هذا، وحتى في الغرب يساهم المؤلف في نشر كتابه، ولكنه يتقاضى عائدًا كبيرًا. ولكن هنا المؤلف يدفع ولا يأخذ عائدًا. ولذلك أنصح الكتاب بسماع ما يقوله الناشرون، وكله لصالح الكتاب".
0 تعليق