كشف الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، عن أنه يتم حاليًا إجراء إعادة تخطيط شامل للمحافظة، خاصة بعد إفراغها من الوزارات والجهات الحكومية، ما أسهم بشكل كبير فى رفع الضغط وتسيير الأعمال بها بشكل أفضل، لافتًا إلى إعداد مخطط تفصيلى لـ١٠ أحياء، مع مراعاة طبيعة كل حى من حيث التخطيط العمرانى والنشاط المناسب له.
وقال «صابر»، خلال حواره مع «الدستور»، إن الحفاظ على الرقعة الخضراء وتوسيعها أهم التكليفات التى تنفذها المحافظة حاليًا، حيث تعمل على استخدام أحدث الآلات والتقنيات التكنولوجية لزيادة المزروعات فى الشوارع والأحياء، ما يسهم فى تحسين جودة الهواء، وتعزيز المظهر الجمالى للمدينة، وخلق بيئة أكثر استدامة.
■ بداية.. كيف تسير الأعمال فى القاهرة التاريخية؟
- يجرى العمل على تطوير منطقة القاهرة التاريخية، مع الحفاظ على طابعها التراثى والنسيج العمرانى دون أى عمليات إزالة، وتقتصر الجهود على ترميم وإعادة تأهيل الأماكن المهجورة أو المتهالكة، بما يتماشى مع طابع المنطقة وأصالتها.
■ ما الأماكن التى تتم بها أعمال التطوير حاليًا فى القاهرة التاريخية؟
- منطقة بوابة النصر، ودرب اللبانة، والجمالية، ومحيط مسجد الحاكم، ومناطق بشارع المعز، ومنطقة الحسين، وتجرى الأعمال بواسطة إدارة الأشغال العسكرية.
والأعمال القائمة تهدف إلى تحويل المنطقة إلى متحف مفتوح، وإقامة مشروعات وأنشطة تخدم سكان المنطقة وتتماشى مع العبق التاريخى والنسيج العمرانى للمنطقة العريقة.
■ هل هناك مشروعات استثمارية من الممكن أن تقام فى المنطقة؟
- من الوارد أن يتم إنشاء فندق صغير وجراج صغير وأماكن للأنشطة السياحية بالقرب من شارع المعز والحسين.
■ حديقة الفسطاط مدرجة ضمن قائمة أكبر الحدائق فى الشرق الأوسط.. كيف تسير أعمال تطويرها؟
- تتولى وزارة الإسكان حاليًا العمل على تطوير المنطقة، ويشمل دورنا إزالة المناطق العشوائية القائمة وإعادة تخطيط المنطقة وتحسينها بأسلوب جمالى، وشهدت المنطقة تحولًا جذريًا بمقدار ١٨٠ درجة نحو الأفضل، ما يعكس جهود التطوير الكبيرة المبذولة.
ومساحة حديقة الفسطاط تبلغ ٥٠٠ فدان، وتعد أكبر متنفس أخضر فى القاهرة وتحاط ببحيرة الأديان والمناطق التاريخية، بجانبها قرية الفواخير ومركز الحرف التراثى، والأعمال متواصلة فى المنطقة كلها وجار تطويرها، ونشارك كمحافظة مع هيئة التخطيط العمرانى، وننسق مع جميع الجهات العاملة.
■ هل أسهم الانتقال للعاصمة الإدارية فى تخفيف الضغط عن القاهرة؟
- دائمًا أقول إن لدينا حاليًا فرصة ذهبية لتطوير المحافظة بعد بناء العاصمة الإدارية ونقل الوزارات إليها وانتقال أعمال الحكومة لها، حيث أسهم ذلك فى رفع الضغط عن القاهرة بشكل كبير. وتتم حاليًا إعادة تخطيط شامل للمحافظة لإعادتها كما كانت، خاصة بعد إفراغ المحافظة من الوزارات والجهات الحكومية، الذى أسهم بشكل كبير فى رفع الضغط وتسيير الأعمال بشكل أفضل، خاصة مع الاشتراطات البنائية الجديدة التى رفعت جزءًا كبيرًا من الضغط عن العاصمة التاريخية.
■ ما شكل المخطط الاستراتيجى للمحافظة؟
- لدينا مخطط تفصيلى لـ١٠ أحياء، مع مراعاة طبيعة كل حى من حيث التخطيط العمرانى والنشاط المناسب له. على سبيل المثال، قد تكون هناك أحياء تتضمن مبانى أرضية مع ٣ أدوار فقط، وأخرى مخصصة للنشاط الصناعى أو السكنى، بينما يمكن تخصيص مناطق لتكون حدائق عامة، والهدف هو تحقيق توازن جمالى يتناسب مع احتياجات كل منطقة وطبيعتها.
والمخطط التفصيلى ملزم للطرفين، الحى والمواطن، وعند تعامل أى شخص مع الحى، يجب الالتزام بالمخطط المحدد له وفهم الأنشطة والتصاميم المناسبة لطبيعته، على سبيل المثال، يختلف تخطيط حى مثل مصر الجديدة بطابعه الراقى وتنظيمه عن حى آخر قد يكون مخصصًا لأنشطة صناعية أو تجارية، وهذا الالتزام يضمن الحفاظ على هوية كل حى وتطويره، بما يتماشى مع احتياجاته وتوجهاته.
ويتم اعتماد المخطط من الهيئة العامة للتخطيط العمرانى ومن وزير الإسكان، ويُقر رسميًا من محافظة القاهرة، على سبيل المثال، إذا أراد أحد المواطنين التقدم للحصول على رخصة معينة، يجب أن يتوافق طلبه مع المعايير التخطيطية المحددة للحى، فإذا كانت المنطقة مخصصة للمصانع، وفقًا للمخطط، يمكنه استخراج رخصة لإنشاء مصنع فقط، وهذا النهج يضمن تنظيم الأنشطة العمرانية وتطوير المناطق، بما يتماشى مع أهداف المخطط.
وعند وضع مخطط تفصيلى لكل حى، يصبح بالإمكان رسم مخطط شامل للعاصمة ككل، هنا يجب التمييز بين مفهوم «المحافظة» و«المدينة»، فالأولى تشمل جميع المناطق التى تقع ضمن حدود محافظة القاهرة، بما فى ذلك الأحياء الحضرية والريفية والمناطق النائية، والثانية تشير إلى «مدينة القاهرة» بحدودها الجغرافية المحددة، والمعروفة باسم «مدينة النهر»، والتى تضم ٣٨ حيًا.
وهذا التفريق يساعد فى إدارة التخطيط العمرانى والتنمية بشكل أكثر دقة، حيث يتم تخصيص الموارد والمخططات بما يناسب نطاق المحافظة ككل أو المدينة وحدودها المحددة.
■ عندما توليت المسئولية كان أول قراراتك الحفاظ على الرقعة الخضراء.. كيف يتم ذلك حاليًا؟
- الحفاظ على الرقعة الخضراء وتوسيعها يعد من أهم التكليفات التى تنفذها محافظة القاهرة حاليًا، ونعمل على استخدام أحدث الآلات والتقنيات التكنولوجية لزيادة المزروعات فى الشوارع والأحياء، ما يسهم فى تحسين جودة الهواء، وتعزيز المظهر الجمالى للمدينة، وخلق بيئة أكثر استدامة.
وهذه الجهود تشمل العناية بالحدائق القائمة، وزراعة المزيد من الأشجار، وتطوير مساحات خضراء جديدة ضمن خطط التطوير العمرانى.
■ كيف تسير أعمال الإزالات ضمن مخطط التطوير؟
- نواصل العمل حاليًا على إزالة وتطوير العديد من المناطق ضمن المرحلة الثالثة من مشروع التطوير العمرانى. فى منطقة ألماظة، تبقت لنا ٥ عقارات فقط لإتمام العمل، كما يجرى التطوير فى منطقة العشرة أفدنة، وفى مدينة الأمل، حيث يتبقى بها ١٠ عقارات، كما نعمل أيضًا فى منطقة السيدة عائشة بجوار المسجد، وتم بالفعل نقل الموقف لتحسين الحركة والتنظيم. بجانب ذلك، تجرى أعمال التطوير فى منطقة العرايشية بالهايكستب والمطرية.
■ هل تختلف تعويضات الأهالى من مكان إلى آخر؟
- أولًا لا نعمل فى أى مكان أو منطقة دون تعويض المستحقين وتخيير المواطنين بين أنواع التعويضات، حسب التكليف الواضح والصارم من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعويض الأهالى قبل عمليات الإزالات القائمة وإعطاء جميع المستحقين حقوقهم.
وهناك خبير مثمن يتولى تثمين سعر المتر فى المنطقة القائم بها العمل حسب سعر السوق الفعلى، وللعلم هناك تعويضات حصل عليها الأهالى بمناطق فاق سعر المتر بها سعر السوق.
■ «أسواق اليوم الواحد» أحدثت حالة حراك وانتعاشة فى أرجاء المحافظة.. كيف يتم تنفيذها؟
- «أسواق اليوم الواحد» جاءت بتكليف من رئيس مجلس الوزراء، بدأنا فى القاهرة بـ٤ أسواق، ونستهدف تزويد عددها الفترة المقبلة، وتم التوجيه من رئيس مجلس الوزراء بإقامة سوق اليوم الواحد يومى الجمعة والسبت.
وكانت النتائج مبشرة بانخفاض أسعار بعض السلع واستقرار أخرى، كما أسهم فى رفع الضغط عن الأهالى.
■ ما دور المحافظة فى توفير فرص العمل للشباب؟
- إيجاد فرص عمل للشباب فى مختلف المجالات، أبرز التكليفات الرئاسية الموجهة لمحافظة القاهرة، وننفذ ذلك عبر طرق جميع الأبواب لتدبير وتوفير الفرص اللائقة للشباب، كما نقيم الملتقيات التوظيفية بالتعاون مع هيئات المجتمع المدنى.
■ كيف تتعامل مع ملف الشكاوى؟
- حل شكاوى المواطنين هو العمل الأساسى لكل مسئول، وهناك تكليف لرؤساء الأحياء بالتعامل الفورى مع المشكلات وإيجاد الحلول الشاملة لها. ورؤساء الأحياء يتولون رصد مشاكل المواطنين فى الشارع والتعامل معها عبر تنفيذ جولات ميدانية بشكل دائم.
0 تعليق