زين وشين
في عاصمة خليجية شقيقة، دار الحوار التالي، الذي نقل لنا، وننقله بكل دقة وامانة وصدق.
كان الحوار بين مطربة يفترض انها كويتية بـ"التجنيس"، ومطرب كويتي أصلي، دار الحوار بينهما، وبين مسؤول كبير في تلك الدولة. عرض على الاثنين الانتقال للسكن والإقامة في تلك العاصمة للمشاركة في المهرجانات التي تقام هناك، ووعدهما باعطائهما فللا سكنية، وبعض المغريات المادية.
المطربة قبلت بشكل فوري ومن دون تفكير، وبالفعل استقرت هناك، اما المطرب فكان جوابه ان المسافة بين بلدي وبينكم نصف ساعة في الطائرة، متى ما طلبتموني للمشاركة جئت لكم، اما سكني وإقامتي ففي بلدي!
وعاد ادراجه من حيث جاء، مع العلم انه يسكن في الكويت في بيت بالإيجار، وحالته المادية متواضعة مثله مثل اي شاب كويتي في بداية حياته، إلا انه لا يساوم على هويته الوطنية، مهما كانت المغريات، على عكس تلك المجنسة التي تلقفت العرض، وقبلت من دون تفكير. جدير بالذكر أن الكويت وأهلها غير اسفين عليها، ولا تشكل قيمة وطنية مضافة، ولم تعط الكويت مثل ما أعطتها، حتى الاغاني الوطنية لم تكن تغنيها قبل أن تعرف أجرها. جحود ليس مثله جحود، وما فعلته هنا سوف تفعله، هناك طال الوقت أو قصر.
أوردنا هذه القصة الحقيقية ليعرف المواطن الكويتي ان الجنسية الكويتية بالنسبة الى البعض كانت للتكسب، وان الولاء الحقيقي لا يصنعه التجنيس، وان قرارات السحب، حتى وان قست على البعض، إلا انها قرارات مستحقة، قد تكون تأخرت بعض الوقت، إلا انها جاءت في الوقت المناسب، وما ابطال هذه القصة الا نموذجان لمواطن حر حريص على وطنه، يرفض المساومة، ولا يلتفت للمغريات، وبين "مرتزق" لا يعرف الوطنية، ولا يعني له الولاء شيئا يذكر، ولاؤه للمادة، ويتبع من يدفع!
هناك مثل عندنا مشهور يقول "الكويتي كويتي"، وهذا المثل نسمعه دائماً، والبعض منا لايعرف معناه، إلا أن ذلك المطرب الشاب جسد هذا المثل في رفضه المغريات، وعدم رضوخه للمساومات، وتمسكه في تراب وطنه، حتى وان كان يسكن بالإيجار.
نقول لأصحاب الشأن لا تتوقفوا عن سحب الجناسي، واستمروا في تنظيف ملفات الجناسي، التي لم يعرف حملتها قيمتها الحقيقية، ولم تثمر فيهم "ملحة الكويت"، ولم يحمدوا نعمتها، بادروهم واسحبوا البساط من تحتهم، ولا تأخذكم بالحق لومة لائم، فالكويت لأهلها... زين.
0 تعليق