نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأداء الحكومي وتحسين جودة الخدمات

التعاون مع وزارة الاستثمار لتسهيل خدمات المستثمرين عبر المنصات الرقمية

يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامًا كبيرًا بملف التحول الرقمي، الذي أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجية الحكومة لتحسين الأداء الإداري وتسهيل تقديم الخدمات للمواطنين، ومع إطلاق العديد من المبادرات الرقمية، تشهد مصر نقلة نوعية نحو مستقبل حكومي رقمي مستدام.

في هذا السياق، ترصد "الدستور" أبرز نماذج التحول الرقمي في الوزارات، مع التركيز على الخطط المستقبلية التي تسعى الحكومة إلى تنفيذها.

التحول الرقمي: خطوة نحو المستقبل الحكومي الرقمي المستدام

قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن التحول الرقمي يمثل خطوة هامة نحو مستقبل حكومي رقمي مستدام، من خلال زيادة الوعي بالتكنولوجيا الرقمية وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، تسعى الحكومة المصرية لتحسين جودة الحياة للمواطنين وتيسير الوصول إلى الخدمات الحكومية، ومع استمرار التطور في هذا المجال، يتوقع أن يحدث تحول نوعي في كافة قطاعات الدولة، مما يجعل التحول الرقمي أحد الركائز الأساسية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.

منصة مصر الرقمية: تسهيل الخدمات الحكومية

وأوضح الدكتور عمرو طلعت في تصريحات لـ"الدستور" أن وزارة الاتصالات تعمل على استكمال عملية تطوير وميكنة الخدمات الحكومية، حيث وصل عدد الخدمات المتاحة عبر منصة مصر الرقمية إلى نحو 170 خدمة حكومية، ومن المتوقع إطلاق حزمة جديدة من الخدمات قبل نهاية العام الجاري.

هذه الخطوة تأتي استجابة للتوجيهات الرئاسية بهدف تسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، مما يخفف العبء عليهم ويتيح لهم إتمام إجراءاتهم دون الحاجة للذهاب إلى المؤسسات الحكومية.

ميكنة خدمات المستثمرين: تعزيز بيئة الاستثمار

أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن إحدى أهم محاور التحول الرقمي هي ميكنة الخدمات المقدمة للمستثمرين، حيث تعمل وزارة الاتصالات بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار على تطوير 80 خدمة استثمارية لتصبح متاحة عبر المنصة الرقمية، هذه الخدمات تشمل تأسيس الشركات، وعقد الاجتماعات والجمعيات العمومية، وتعديل مجالس الإدارات، وغيرها من الخدمات التي تهدف إلى تسهيل الإجراءات وتقليل العوائق التي يواجهها المستثمرون، مما يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز بيئة الأعمال في مصر.

الذكاء الاصطناعي: دعم الحكومة الرقمية

تعتبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أهم المحاور التي تسعى الحكومة لتحقيقها في إطار التحول الرقمي، كشف الدكتور عمرو طلعت عن خطة الوزارة لنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الجهاز الإداري للدولة، بما يشمل تحليل البيانات الضخمة، التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، وتحسين خدمات الجمهور عبر نظم "الدردشة الذكية" (Chatbots). كما سيسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الصحة والتعليم، حيث يمكن استخدامه لتحليل البيانات المتعلقة بالصحة العامة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الحكومية.

تحديث بنية الوزارات الرقمية: تحسين جودة الخدمات

بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تعمل وزارة الاتصالات على تحديث بنية الوزارات المختلفة لتكون قادرة على استخدام التقنيات الحديثة وتقديم خدمات أكثر كفاءة للمواطنين، وأشار الوزير إلى أنه تم تدريب نحو 55 ألف موظف على استخدام تطبيقات الحكومة الذكية والذكاء الاصطناعي، مع تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتزويدهم بالمهارات اللازمة، وهذه الجهود تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية وتسريع وصول المواطنين إليها.

خطط وزارة الاتصالات لتعزيز التحول الرقمي

في إطار سعي الوزارة للتطور المستمر، أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن المرحلة القادمة ستشهد توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لاسيما في مجالات تحليل البيانات وحماية المعلومات، كما ستستمر الوزارة في تدريب الكوادر البشرية على التقنيات الحديثة وتوفير أدوات متقدمة للوزارات لتحسين الأداء الحكومي بشكل عام، ومن المتوقع أن تركز المرحلة المقبلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في توفير حلول مبتكرة للأزمات، مثل تحسين نظم الدعم الاجتماعي والصحي.

التحول الرقمي والاقتصاد المصري

يعد التحول الرقمي أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري. حيث يساهم في تحسين بيئة الأعمال، جذب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل جديدة. تسعى الحكومة إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال دمج التقنيات الحديثة في جميع القطاعات، بما في ذلك التجارة، التعليم، والصحة، ومن المتوقع أن يسهم هذا التحول في زيادة مساهمة القطاع التكنولوجي في الناتج المحلي الإجمالي، مما يعزز دور مصر كداعم رئيسي للتحولات الرقمية في المنطقة.