منذ انطلاق مهرجان الأوسكار وجوائزه في عام 1947، والفيلم المصري حاضر وبقوة على مستوى الترشيحات لإدارة الأكاديمية؛ فمع حلول عام 1958 رشُح فيلم "باب الحديد" للمهرجان؛ وطوال السنوات التي تلت ذلك رشُح 35 فيلمًا مصريًا، إلا أنه وفي هذا العام 2024 أعلن وزير الثقافة المصرية الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عدم ترشيح أي فيلم مصري للمهرجان في دورته السابعة والتسعين؛ ورغم ذلك قامت نقابة المهن التمثيلية بترشيح فيلم "رحلة 404" للمهرجان؛ هذا على مستوى السينما المصرية.
أما على مستوى السينما العربية؛ أعلن وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان عن ترشيح فيلمي "من المسافة صفر"و "برتقالة من يافا" من فلسطين لهذا العام، كما أعلنت المملكة الأردنية عن ترشيح فيلم “أرضي الحلوة” للأوسكار.
في السطور التالية نستعرض معًا أبرز التحولات التي طرأت على ملف ترشيحات الأفلام المصرية والعربية للمهرجان السينمائي الأول والأكثر شهرة حول العالم.
المحطة الأولي: سحب ترشيح الأفلام المصرية من "الكاثوليكي للسينما" لـ"إدارة الجوائز بالثقافة"
سنعود للوراء قليلًا؛ وبالتحديد ما حدث في عام 1990؛ عندما كشف المخرج العالمي يوسف شاهين إن ترشيح فيلمه "اسكندرية كمان وكمان" لأوسكار أحسن فيلم أجنبي جاء من خلال إدارة المهرجانات بوزارة الثقافة بعد أن سحبت الإدارة هذا الحق من المركز الكاثوليكي للسينما في مصر.. المركز الذي كان له الحق في ترشيح الأفلام للأوسكار؛ ورغم ان يوسف شاهين أتصل آنئذاك بالهيئة الأمريكية المشرفة علي تنظيم جوائز الأوسكار للتأكد مما حدث فما كان منهم أنهم أجابوه بأن يجب أن يرجع للمركز الكاثوليكي بالقاهرة وأنهم يرفضون بشكل قاطع الترشيحات التي تأتي من هيئات او لجان حكومية؛ بحسب ما نشرته صحيفة "الجمهورية" بتاريخ 28 يونيو 1990.
المحطة الثانية: وزير الثقافة يعلن عدم ترشح اى فيلم مصري للأوسكار.. و"المهن التمثيلية" ترشح "رحلة 404"
في 4 سبتمبر الماضي؛ أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصرية في تصريحات صحفية لـ"رويترز" عن عدم ترشح أي فيلم مصري للأوسكار بدورته السابع والتسعين؛ مبررًا ذلك بحسب ما صّرح به بـ" إن صناعة السينما المصرية ليست في أفضل حالاتها، خاصة على صعيد الكتابة، مما أوجد صعوبة، في بعض السنوات، في إيجاد فيلم واحد لترشيحه للمنافسة على جائزة "أوسكار" كأفضل فيلم دولي".
على جانب آخر، أعلنت نقابة المهن السينمائية، عن ترشيح فيلم رحلة 404، للمخرج هاني خليفة لتمثيل مصر في الأوسكار 2024، مؤكدة أن الفيلم اختير من قبل لجنة مشكلة من السينمائيين والنقاد المستقلين، وذلك بعد فوزه بأغلبية التصويت بين قائمة قصيرة ضمت مجموعة من الأفلام.. وهو ترشيح يستدعي النظر فيما صرح به المخرج يوسف شاهين في تسعينيات القرن الماضي حول ما إذا كانت الأوسكار مازالت ترفض إستقبال الأعمال المٌرشحة من قبل هيئات او لجان حكومية السبب وراء تصريح وزير الثقافة؛ وإعلان نقابة المهن التمثيلية عن ترشيح فيلم “رحلة 404”، وما إذا كان الأمر كذلك فما هو دور إدارة المهرجانات بوزارة الثقافة في هذا الصدد ؟.
فلسطين حاضرة في الأوسكار بـ"من المسافة صفر" و"برتقالة من يافا"
من مصر إلي فلسطين؛ حيث أعلن مؤخرًا عن تؤهل فيلمي "من المسافة صفر" و"برتقالة من يافا" للتنافس ضمن القائمة الأولية في الأوسكار.
من جانبه؛ علق وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان على نبأ تأهل الفيلمين، مؤكدًا أن فلسطين تفتخر بتأهل الفيلمين هذا التؤهل وفي هذا التوقيت، وبالرغم من حجم الألم، يأتي تأكيدًا على حضور وإنجازات السينما الفلسطينية ومبدعيها، وأن صوت الحق لا يمكن إسكاته؛ إذ تم إدراج فيلم "من المسافة صفر" عن فئة الدولي الطويل لصناعه الـ22 من غزة بعد أن دعمته الوزارة عبر الصندوق الثقافي الفلسطيني لتمثيل فلسطين عن فئة الدولي الطويل خلال أغسطس الماضي، وهو من إنتاج وفكرة ومبادرة المخرج والمنتج رشيد مشهراوي، إضافة إلى وصول "برتقالة من يافا" إخراج محمد المغني عن فئة القصير.
أما الفيلم الثاني الذي رشُح للاوسكار هذا العام وهو فيلم روائي بإسم"برتقالة من يافا"، من إنتاج عام 2023، ومن تأليف وإخراج محمد المغني، وتدور أحداثه في 30 دقيقة تقريبًا حول شاب يحاول عبور إحدى الحواجز "نقاط التفتيش" التي وضعتها إسرائيل في فلسطين بين المدن، متوجهًا إلى مدينة يافا حتى يلتقي بوالدته، ولكن الأمر لا يمر بسهولة.
ومنح مهرجان القاهرة السينمائي للفيلم القصير في دورته السادسة يوم السبت الماضي 21 ديسمبر 2024، الفيلم الفلسطيني "برتقالة من يافا" جائزة "البرج الذهبي"، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم في دار الأوبرا المصرية.
المملكة الأردنية ترشح فيلم "أرضي الحلوة" لفئة أفضل فيلم دولي طويل
عربيًا؛ وفي هذا العام أيضًا ومن فلسطين للملكة العربية الهاشمية؛ حيث أعلنت تـرشـيـح فــيلم"أرضــي الحــلوة"، الـذي تـم إنـتاجه بـتمویـل مشـترك بـين أیـرلـندا وفـرنـسا والأردن والولايات المتحدة لجوائز الأوسكار ضمن فئة أفـــضل فـــيلم دولـي طـویـل، والتي كـانـت تسـمى مـن قـبل "أفضل فيلم أجنبي".
0 تعليق