الثلاثاء 03/ديسمبر/2024 - 09:29 م 12/3/2024 9:29:03 PM
وسط مدينة الفيوم، تفترش السيدة فتحية محيى الدين عبدالحسيب، ٦٣ عامًا، الرصيف وعلى وجهها علامات الكبر والشيخوخة والحزن ولكنها راضية بقضاء الله، حيث توفى زوجها وولداها الشابان بمرض السرطان، لتجد نفسها بلا مأوى أو مصدر رزق، تفترش الرصيف فى فصل الشتاء تبيع الذرة لتعينها على المعيشة، وفى الصيف تبيع الترمس.
«راضية باللى ربنا كتبهولى ولادى راحوا وجوزى»، بتلك الكلمات بدأت بائعة الذرة حديثها، قائلة: «ببيع الذرة وده مصدر رزقى ولكن تعبت من قعدتى على الرصيف وأنا مريضة وعندى مشاكل فى رجلى، ولكن ما باليد حيلة، أسكن بالإيجار، وأعانى من حساسية مزمنة فى الصدر وألم فى مفاصل رجلى، ورغم ذلك أجلس أمام الفحم والخشب المشتعل لكى أحصل على نفقات يومى».
وأضافت: «أبيع الذرة بـ٥ جنيهات، والسعى على الرزق مش حرام ولا عيب، الشغلانة دى مصدر رزقى وبدفع منها إيجار الشقة اللى ساكنة فيها».
واستكملت: «جوزى تعرض للبتر فى رجله وكنت وقتها أبلغ من العمر ٢٤ عامًا، وكان معى ٣ أبناء، ولدان وبنت، وتوفى الولدان بسبب السرطان وبعدها توفى زوجى بنفس المرض وأصبحت بمفردى وابنتى متزوجة، أنزل من الساعة ١١ صباحًا أجهز عدة الذرة والفحم وأجلس على الرصيف على البحر فى وسط المدينة أبيع حتى الساعة الحادية عشرة مساءً، البضاعة بشتريها بالآجل من التاجر لأصرف على نفسى».
وتحلم السيدة فتحية بتوفير كشك لها يرحمها من الجلوس على الرصيف، وبرد الشتاء، ولكى تكفى احتياجات يومها، لكونها تسكن فى منزل إيجار وتدفع كل ما تكسبه من بيع الذرة تقريبًا، فى إيجار مسكنها.
0 تعليق