على جانب أحد الطرق الصحراوية ورغم البرد القارس، يجلس شاب عشرينى بسيارته التى حولها إلى ماكينة لبيع المشروبات الساخنة، يقدم خدماته للمارة من قائدى المركبات والمسافرين وينشر بهجته على الجميع بروحه المرحة وابتسامته الصافية.
«العمل عبادة.. وعلى الجميع أن يعمل حتى يحسن من حياته المعيشية»، بهذه الكلمات البسيطة بدأ الشاب إبراهيم خالد إبراهيم، صاحب الـ٢٥ عامًا، حديثه، قائلًا: «أنا من أسرة بسيطة، أقطن فى مدينة أسيوط الجديدة وحاصل على دبلوم صنايع وأعمل فى هذا المجال منذ ٦ سنوات».
وأضاف «خالد»: كنت أعمل فى أحد الأماكن الخاصة، ولكننى تعاونت مع صديقى لإنشاء هذا المشروع ليكون خاصًا بنا، حتى نحقق المزيد من الربح، فالعمل الخاص يوفر المزيد من الفرص الجيدة للتطوير».
وتابع: «أعمل قرابة الـ١٨ ساعة يوميًا حتى يأتى صديقى أو أخى للجلوس بدلًا منى متحملين برودة الجو وصقيع الليل وحرارة الشمس بالنهار، ولكنى لا أهتم بكل هذا سوى تحقيق هدفى؛ وذلك لأننى أطمح فى أن يصبح مشروعى من أكبر المشروعات الاستثمارية، وعندى أمل فى الله أن يكبر وينتشر».
وأكمل: «عندما فكرنا فى هذا المشروع اخترنا الطريق الصحراوى الشرقى ناحية مدينة الرحاب اتجاه القاهرة، لأنه يشهد حركة سير مستمرة طوال اليوم، ومع برودة الجو يقف كثير من السائقين على جانب الطريق لتناول المشروبات الساخنة خاصة مع قلة الخدمات على هذا الطريق».
وقال: «إن هذا المكان لا يوجد به أى منفذ للحصول على المياه، لذا نضطر للسير ٣ كيلومترات على الأقدام؛ للحصول على المياه اللازمة لإعداد القهوة والشاى والمشروبات الأخرى، بالإضافة لتوفير ثلاجة صغيرة بها المياه المعدنية والعصائر للراغبين فى شرائها».
وأضاف: «نعمل بكل طاقتنا لتوفير الأموال حتى نتمكن من تطوير هذا المشروع، ونجد الكثير من الدعم من المارة سواء السائقين أو الأهالى المسافرين، حيث يحرص بعض السائقين على الوقوف لدينا باستمرار لتناول مشروباتهم الساخنة فى أثناء السفر كنوع من أنواع الدعم لنا، لأنهم يشاهدونا ونحن نقف فى الهواء الطلق ليلًا وسط البرد القارس، منتظرين الزبائن لنبيع لهم المنتجات».
وأشار إلى أنه «عندما بدأنا المشروع لم يأت إلينا أحد، والكثير من المارة كانوا يظنون أننا نقف فى هذا المكان؛ لوجود عطل فى السيارة، ومع مرور الوقت بدأ الكثير من المواطنين يدعموننا، ويقفون لتناول المشروبات الساخنة يوميًا».
وتابع: «أنصح الشباب بالنزول لسوق العمل لتحقيق حلمهم؛ وتحسين مستواهم المعيشى دون النظر للظروف المحيطة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وعلى كل إنسان أن يحارب لتوفير حياة معيشية أفضل له ولأسرته».
0 تعليق