138 عامًا على ميلادها.. رحلة نضال ملك حفني ناصف من أجل المرأة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

138 عاما مرت على ميلاد الأديبة ملك حفني ناصف، إذ ولدت في 25 ديسمبر 1886، ولدت في حي الجمالية بالقاهرة، في يوم تزامن مع زفاف الأميرة "ملك" إلى الأمير حسين كامل، الذي أصبح سلطانًا لاحقًا، وهو ما دفع والدها، حفني ناصف بك، إلى تسميتها بهذا الاسم تكريمًا للأميرة.

ترعرعت ملك حفني ناصف في أسرة ثقافية، حيث كان والدها رجل قانون وشاعرًا وأستاذًا للغة العربية، ومن أوائل مؤسسي الجامعة المصرية، وكانت كُبرى سبعة أبناء، وبدأت تعليمها في المدارس الأجنبية، ثم التحقت بالمدرسة السنية حيث حصلت على الشهادة الابتدائية عام 1900، لتكون أول فتاة مصرية تُحقق هذا الإنجاز، قبل أن تواصل مسيرتها التعليمية وتُصبح أولى الناجحات في القسم العالي بالمدرسة نفسها، ثم تحصل على شهادة في التعليم العالي.

ملك حفني ناصف ومعركة التحرير
 

تُعتبر ملك حفني ناصف واحدة من أولى النساء اللاتي جهرن بدعوة تحرير المرأة والمساواة بينها وبين الرجل، فكانت تمتلك ثقافة واسعة، حيث تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى بعض اللغات الأخرى، وهو ما ساعدها في مشاركاتها الأدبية والفكرية، وقد بدأت مسيرتها الأدبية في عام 1902، حين نظمت أول قصيدة لها في رثاء عائشة التيمورية، ما جعل اسمها يتردد في الأوساط الأدبية، ولقبت بـ"باحثة البادية".

أسست "اتحاد النساء التهذيبي" الذي جمع العديد من السيدات المصريات والعربيات والأجنبيات، بهدف توجيه المرأة إلى ما فيه صالحها، كما أسست جمعية للتمريض لمساعدة المنكوبين المصريين والعرب، والتي كانت نواة لما عُرف فيما بعد بـ "الهلال الأحمر"، وعملت على إقامة مدرسة لتعليم الفتيات مهنة التمريض، وكان لها دور بارز في مساعدة الفتيات المعوزات من خلال مشروعاتها الخيرية.

من المناضلة إلى المفكرة الاجتماعية
 

كانت ملك حفني ناصف من أوائل الداعيات إلى حقوق المرأة، حيث ناضلت من أجل تعليمها وتحريرها، وقد بدأت كتاباتها في الصحف مثل "المؤيد" و"الجريدة"، حيث كانت تطرح ضرورة تعليم المرأة كوسيلة لتحرير عقلها وتقويم أخلاقها.

جمعت مقالاتها في كتابين: "النسائيات" الذي نُشر الجزء الأول منه عام 1910، ويضم 24 مقالا، وكتاب آخر بعنوان "حقوق النساء" الذي لم تتمكن من إتمامه بسبب وفاتها.

كانت ملك حفني ناصف تُلقي المحاضرات العامة في دار الجريدة والجامعة المصرية، وتنشط في الجمعيات النسائية، وكان لها تأثير كبير في محيطها، وكان أحمد زكي باشا "شيخ العروبة" يُثني عليها ويعتبرها واحدة من أهم الشخصيات التي أعادت إحياء "العصر الذهبي" الذي كانت فيه النساء في مصر يشاركن في الساحة الأدبية والاجتماعية.

المؤتمر المصري الأول ودعوتها للإصلاح
 

في عام 1911، مثلت ملك حفني ناصف المرأة المصرية في المؤتمر المصري الأول الذي بحث سبل الإصلاح، حيث طرحت عشرة مطالب أساسية، تضمنت ضرورة تعليم البنات الدين الإسلامي الصحيح، والتعليم الابتدائي والثانوي، إضافة إلى تعليم التدبير المنزلي والصحة وتربية الأطفال، كما دعت إلى تخصيص بعض البنات لدراسة الطب والتعليم ليكن قادرات على خدمة نساء مصر، مع الحفاظ على المبادئ الإسلامية المتعلقة بالحجاب والخِطبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق