في واقعة إنسانية كشفت عن معاناة أم عاشت الظلم والتهميش، أقامت "بسمة. م"، سيدة ثلاثينية، دعوى قضائية لاسترداد مسكنها بعد أن طُردت من منزل الزوجية ليلًا إثر خلافات قاسية مع الزوج تاركًا إياها وأطفالها الأربعة بلا مأوى.. وبين شجاعة الأم وتخاذل الزوج، لم تستسلم السيدة وسعت لأخذ حقها الشرعي والقانوني حتى قضت المحكمة بإلزام الزوج بتسليم مسكن الحضانة، ليكون ذلك بداية جديدة أكثر أمانًا واستقرارًا لها وصغارها.

مأساة ثلاثينية في الصعيد

أقيمت الدعوى رقم 870 لسنة 2023 مدني كلي أبو قرقاص من «بسمة. م»، سيدة ثلاثينية، لم تتخيل أن حياتها ستتوقف على منزل لتعيش فيه برفقة أطفالها ليكون مأمن لها من غدر زوجها الذي تعدى عليها بالضرب والطرد في منتصف الليل.

بدأت تسرد السيدة مأساتها لتكشف عن أنها من محافظة القاهرة وتقيم في منطقة عين شمس، ولكن ساقها حظها للزواج والإقامة في محافظة المنيا في منزل زوجها بحكم عمله ونشأته، وبدأت تعتاد الحياة في الصعيد في منزل العائلة على مدار تسعة أعوام رزقت من زوجها بأربعة أبناء أكبرهم في عمر تسع سنوات وأصغرهم أربعة سنوات، لكن دبت الخلافات العائلية بينهما دفعته للتعدي عليها بالضرب والسب وطردها من مسكن الزوجية.

طرد من مسكن الزوجية

ولم يكتفِ الزوج بذلك بل امتنع عن الإنفاق على صغاره وهم في حضانتها شرعًا وقانونًا كما أن مسكن الزوجية التي كانت تسكن فيها هو ملجأها هي وصغارها الوحيد ولم يوفر سكنًا للحضانة يتناسب مع المستوى اللائق للعيش فيه للصغار، وفلم تجد أمامها سوى التقدم بمكتب تسوية المنازعات الآسرية لتسوية النزاع وديًا بطلب نفقة وقيد الطلب برقم 17 لسنة 2023 مكتب تسويات أبو قرقاص، ومن ثم فقد اضطرت إلى اقامة الدعوى لتمكينها من مسكن الزوجية للصغار.
 

لها الحق كونها زوجة وأم

وقال هيثم الفاوي، محامي الزوجة، إن زوجها مثل أمام المحكمة وأقر برغبته في عودة زوجته إلى مسكن الزوجية، وأن البين من تلك الدعوى أن السيدة تبغي الحكم باسترداد حيازتها للمسكن موضوع النزاع، حيث أن السيدة أقامت الدعوى لإلزام زوجها بتمكينها من مسكن الزوجية كمسكن للحضانة لها ولصغارها وعدم التعرض لها كونها حاضنة وكونها زوجة، وقضت المحكمة بإلزام الزوج بتسليم مسكن الحضانة للزوجة.