يُعد البرسيم من المحاصيل الأساسية والحيوية في قطاع الإنتاج الحيواني، حيث يمثل مصدرًا غذائيًا هامًا للماشية، مما يسهم في تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني وزيادة قيمته الاقتصادية.
محصول البرسيم
ولذلك، فإن الحفاظ على جودة محصول البرسيم وزيادة إنتاجيته يتطلب عناية خاصة، تشمل المتابعة المستمرة وتطبيق أحدث الممارسات الفنية لمكافحة الآفات والأمراض التي قد تهدد المحصول خلال الموسم الزراعي.
في هذا الإطار، تواصل لجنة مبيدات الآفات الزراعية جهودها لتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، بهدف تحقيق إنتاجية عالية وحماية المحصول من أي تهديدات محتملة.
دودة ورق القطن: تحديات وآليات المكافحة
تُعد دودة ورق القطن من أخطر الآفات التي تهدد محصول البرسيم، حيث تؤثر على جودته وتقلل من إنتاجيته، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام المزارعين. وقد وضعت لجنة مبيدات الآفات الزراعية مكافحة هذه الآفة على رأس أولوياتها، من خلال تقديم توصيات وإرشادات للحد من الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الإصابة بها.
علامات الإصابة بدودة ورق القطن
أوضحت اللجنة أبرز المؤشرات التي تدل على الإصابة بدودة ورق القطن في محصول البرسيم، وتشمل:
- ظهور ثقوب على الأجزاء الخضرية للنبات نتيجة تغذية يرقات الدودة، مما يؤدي إلى تلف العلف.
- وجود أعمار يرقيّة متقدمة وعذارى أسفل النباتات المصابة أو في التربة المحيطة.
وأشارت اللجنة إلى أن الإصابة تبدأ عادةً مع زراعات البرسيم المبكرة في شهر أكتوبر، مؤكدة ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية وتنفيذ برامج المكافحة في مراحل مبكرة لتجنب تفاقم المشكلة.
التوقيت الأمثل لمكافحة الآفة
أكدت اللجنة أهمية تطبيق برامج المكافحة بمجرد ظهور مؤشرات الإصابة بنسبة 5% في النباتات حديثة الإنبات، وأوصت باستخدام المستحضرات المخصصة لمكافحة الفقس الحديث للآفة، وفقًا لجدول زمني محدد، لضمان السيطرة الفعالة على الإصابة وتقليل الأضرار.
كما اعتمدت اللجنة مركبًا كيميائيًا محددًا ضمن البرنامج المعتمد لمكافحة دودة ورق القطن، مشددة على أهمية الالتزام بتوصيات الاستخدام لضمان حماية المحصول وتعزيز إنتاجيته.
وفي سياق أخر، شارك المعمل المركزي للمبيدات، في ورشة عمل بعنوان "المبيدات والصادرات الزراعية"، التي نظمتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية بجامعة المنصورة.
ويأتي ذلك في إطار توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق وتحت اشراف الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية وفي هذا السياق قالت الدكتورة هالة ابو يوسف مدير المعمل المركزي للمبيدات تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة ورش عمل نظمتها الجنة مبيدات الآفات بالتعاون مع كليات الزراعة في الجامعات المصرية، حيث تم تنظيم ورش عمل في جامعتي القاهرة والأزهر. تهدف الورشة لدعم الصادرات الزراعية المصرية، التي تمثل حوالي 20% من إجمالي صادرات مصر.
وقد حضر الورشة عدد كبير من العلماء والأساتذة من مختلف الجامعات المصرية، إلى جانب ممثلين من مركز البحوث الزراعية والأمانة الفنية للجنة مبيدات الآفات الزراعية. و بحضور الدكتور محمد إبراهيم عبد المجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، بالإضافة إلى نائب رئيس جامعة المنصورة وعدد من رؤساء الأقسام وأساتذة كلية الزراعة.
وقالت الدكتورة هالة أبو يوسف مدير المركزي للمبيدات إن الورشة تناولت عدة محاور هامة تتعلق بتأثير متبقيات المبيدات على قبول أو رفض الصادرات الزراعية.
وأوضح المتحدثون ضرورة التزام المصدرين بالتوصيات الفنية الصادرة عن اللجنة، والتي تتضمنها "التوصيات الفنية لمكافحة الآفات الزراعية"، وهو كتاب دوري تصدره اللجنة سنويًا.
وقد ألقت الدكتورة هالة أبو يوسف محاضرة شاملة خلال الورشة، تناولت فيها دور المعمل المركزي للمبيدات في تحقيق إشراف الدولة على تداول المبيدات وضمان سلامة الصادرات الزراعية المصرية. وأوضحت أن المعمل يقوم بسلسلة من الاختبارات تشمل المواصفات الطبيعية والكيميائية وجودة العبوات، إلى جانب دراسات السمية الحادة والبيئية.
كما يقوم المعمل بسحب عينات من الموانئ المصرية للتحقق من مطابقة المبيدات المستوردة للمواصفات الدولية، ويُصدر شهادات التحليل التي تمثل جواز مرور للمبيدات للتداول.
وألقت أبو يوسف الضوء على دور المعمل في ضبط الأسواق لمواجهة ظاهرة غش المبيدات وتهريبها، كما يقوم المعمل بدور بارز في تقدير متبقيات المبيدات في الحاصلات الزراعية المخصصة للتصدير، وتطرق الحديث أيضًا إلى مشروعين هامين يشارك فيهما المعمل بالتعاون مع المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية وتحت إشراف لجنة مبيدات الافات الزراعية يهدفان إلى تقصي متبقيات المبيدات في الخضر والفاكهة بالأسواق المحلية وفي المزارع عند الحصاد.
في ختام الورشة، اكدت الدكتورة هالة على أهمية استمرار مشاركة المعمل في ورش العمل المقبلة وتنظيم فعاليات علمية وتدريبية وضمان جودة وسلامة الصادرات الزراعية المصرية، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويحافظ على صحة المواطنين.
0 تعليق