نبوءة.. سينقلب السحر على الساحر

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بكل بجاحة وغطرسة أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس عن أن إسرائيل هزمت حماس وهزمت حزب الله وأسقطت النظام السورى السابق وأصابت المحور الإيرانى بالشلل، ولم يكتف بذلك بل تعهد بتدمير البنية التحتية للحوثيين واستهداف قادتهم.

اعتراف وزير الدفاع الاسرائيلي، وزيارات الوفود الأمريكية والتركية إلى أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام المسيطر على الأمور فى دمشق، يكشف حقيقة ما حدث فى سوريا ويعكس مؤامرة إسقاط النظام السورى وتفكيك الجيش وتدميره.

تصول وإسرائيل وتجول بجيشها فى فلسطين والشام، وتهدد ايران والحوثيين فى اليمن وتظن أن السيطرة دانت لها فى المنطقة وأنها قطعت شوطًا كبيرًا فى اتجاه تكوين إسرائيل الكبرى، معتمدة بالطبع على الدعم الأمريكى والأوروبى اللا محدود.

فى يقينى أن الأمر لن يحدث كما خططت له إسرائيل لعدة أسباب أهمها إرادة الله مدبر الكون الذى يقول للشىء كن فيكون وهو القادر على تغيير كل الموازين وقلب وإفساد كافة المخططات فى أى وقت وبشكل قد لا يتخيله البشر.

أما بقية الأسباب فتعود للمصالح وطمع النفس البشرية وربما المشهد فى شمال شرق سوريا ينذر بخطر نشوب حرب أهلية وتنقسم سوريا إلى دويلات، فقد شهدت منطقة ريف منبج اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والفصائل الموالية لتركيا وتقدمت قوات «قسد» وتراجعت الميليشيات الموالية لتركيا، أما « قَسَدْ» لمن لا يعرف فهو تحالف متعدد الأعراق والأديان للميليشيات التى يغلب عليها الطابع الكردي.

ودعونى أتنبأ بما قد يحدث فى المنطقة بما أننا على أعتاب عام جديد وهو موسم العرافين وخبراء الفلك والأبراج، أرى أن تركيا لن تسمح بإقامة دولة كردية فى شمال سوريا وستتدخل بقوات لصالح الميليشيات التى تدعمها فتنجرف قواتها النظامية إلى حرب شوارع وتتكبد خسائر، وتطول الحرب وعمليات الكر والفر فيتكبد اقتصادها خسائر فادحة، والمتابع للمشهد يرى أن روسيا تتابع من بعيد ولن تتورط فى أية حروب داخل سوريا وكل ما يهمها أن تظل لها قاعدة وتسيطر على ميناء على البحر المتوسط.

أتوقع أن تتعرض تركيا نفسها التى تدعم الميليشيات فى سوريا وليبيا إلى هزة عنيفة نتيجة سياسات غير محسوبة وتعيد مشهد الإمبراطورية العثمانية «الرجل المريض» الذى فقد الكثير من أملاكه التى جمعها على مدار سنوات طويلة.

الموقف المصرى من سوريا كان متوازنًا، يعتمد على رؤى صائبة تتسم بالرصانة وعدم التعجل فى اتخاذ أية خطوات غير محسوبة، فقد أعلنت وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السورى، ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.

وهى رسالة لو تعلمون عظيمة لمن يعى ويتدبر ويقرأ المشهد بالشكل الصحيح.

[email protected]

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق