تواصل قوات الاحتلال ممارساتها العدائية في قطاع غزة، مخلفة دمارًا واسعًا وضحايا من المدنيين بعد انقضاء نحو 500 يوم من العدوان الصهيوني على القطاع المحاصر.
وشهدت الأيام الأخيرة غارات جوية مكثفة استهدفت منازل ومساجد، بدعوى استهداف مقاومين، لكنها خلفت عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال. وقد أعربت منظمات حقوقية عن قلقها البالغ إزاء استخدام إسرائيل القوة المفرطة، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
ولم تقتصر الهجمات على الأرواح البشرية، بل طالت البنية التحتية الأساسية، حيث تم قصف شبكات المياه والكهرباء والطرق.
يأتي ذلك ضمن حصار مستمر منذ 16 عامًا، يُضيق الخناق على سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة. هذا الوضع دفع الأمم المتحدة إلى وصف غزة بأنها "غير صالحة للعيش".
ورغم بشاعة الجرائم، لا تزال ردود الأفعال الدولية متواضعة، واكتفى المجتمع الدولي بإصدار بيانات إدانة دون اتخاذ خطوات عملية لوقف الانتهاكات. في المقابل، تواصل الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل عسكريًا وسياسيًا، ما يعزز شعور الإفلات من العقاب.
استمرار جرائم إسرائيل
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، يناشد أهالي غزة العالم التحرك لإنقاذهم. ويؤكد مراقبون أن استمرار الجرائم الإسرائيلية يستوجب تحركًا دوليًا جادًا. ودعوات متزايدة تطالب بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية لضمان تحقيق العدالة ووضع حد لدائرة العنف المتكررة.
وقال الأمين العام للجمعية النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو طارق عناني إن غزة رمز لمعاناة شعب يُحاصر ويُقصف دون رحمة، وسط صمت دولي مخجل. ومع غياب العدالة، تتزايد الحاجة إلى توحيد الجهود الإنسانية والسياسية لإنهاء معاناة سكان القطاع وإعادة الأمل لمستقبلهم.
وأضاف عناني لـ"الدستور"، أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، ويعاني ازدواجية واضحة في المعايير، فالناظر إلى تعاطي الغرب مع الحرب الروسية الأوكرانية وشيطنة الرئيس فلاديمير بوتين يستغرب كيف تتعامل هذه الدول بطريقة أخرى وبدعم مطلق لرئيس وزراء دولة الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو الذي يقود جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة.
وشدد عناني على ضرورة التزام الجميع بالقانون الدولي، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة أفقد العالم الثقة في الدول الغربية التي كانت تتغنى بحقوق الإنسان.
0 تعليق