صرح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن بلاده مستعدة للعمل مع الإدارة القادمة لدونالد ترامب، التي ستتولى الحكم في 20 يناير، لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وأكد لافروف أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه يجب أن تأتي من الولايات المتحدة، حيث إن الحوار قد توقف منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
في تصريحات أدلى بها للصحفيين في موسكو، قال لافروف: "إذا كانت الإشارات القادمة من الفريق الجديد في واشنطن تدل على جديتهم في استعادة الحوار الذي تم قطعه، فنحن بالطبع سنستجيب لذلك. لكن من الضروري أن يقوم الأمريكيون بالخطوة الأولى".
وحسب صحيفة الجارديان، ترامب الذي يُعرف بأنه صانع صفقات بارع، وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعًا، إلا أنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. ويُعتقد أن ترامب يسعى للحصول على توافق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء النزاع.
تصعيد التوترات الأمنية في روسيا
على صعيد آخر، أفادت وكالة الأمن الفيدرالي الروسية (FSB) بأنها ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم فيما يتعلق بمؤامرة أوكرانية مزعومة لاغتيال مسئولين عسكريين كبار، ويأتي ذلك بعد مقتل جنرال روسي كبير في الأسبوع الماضي، ما زاد من حدة التوترات في البلاد.
وأعلنت FSB أن 4 روس قد اعتُقلوا للاشتباه في إعدادهم لاغتيال كبار مسئولي وزارة الدفاع.
ووفقًا للوكالة، كان المُخططون يعتزمون تنفيذ الهجمات باستخدام وسائل متعددة، بما في ذلك سيارة مفخخة تُتحكم عن بُعد وعبوة ناسفة مخبأة في مظروف، ولم تُحدد الوكالة هوية الضباط العسكريين المستهدفين، لكنها أصدرت مقطع فيديو يظهر اعتقال واستجواب المشتبه بهم، الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم. هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد المخاوف من تصعيد العنف داخل روسيا نتيجة لهذه التهديدات.
تحذيرات من تصعيد النزاع الأوكراني
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد شهدت توترات متزايدة منذ بدء النزاع في أوكرانيا في عام 2022. هذه التوترات انعكست في تبادل الاتهامات بين الجانبين وتزايد العزلة الدولية لموسكو نتيجة العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة عليها.
في ظل هذه الظروف، تبقى المراقبة الدولية لردود الأفعال الأمريكية تجاه روسيا ضرورية، إذ إن أي خطوات قد تتخذها إدارة ترامب الجديدة في هذا الاتجاه ستؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث في أوكرانيا، وعلى الاستقرار الإقليمي.
يبدو أن موسكو تأمل في استعادة الحوار مع واشنطن كوسيلة لتخفيف الضغوط الدولية وتحسين وضعها الأمني. ولكن تبقى الكرة في ملعب الولايات المتحدة، حيث يُنتظر أن تتضح توجهات السياسة الخارجية لترامب وكيفية استجابته للتحديات الحالية.
تظل العلاقات الروسية- الأمريكية معقدة، ويعتمد مستقبلها على القدرة على استئناف الحوار والتفاوض في بيئة تتسم بالتوتر والقلق من التصعيد العسكري.
0 تعليق