يواجه سد النهضة الإثيوبي تحديات متزايدة تهدد استقراره وأمن المنطقة، فمن جهة، تعاني التوربينات التي تم تركيبها في السد من أعطال متكررة، مما يقلل من كفاءته.
ومن جهة أخرى، تشهد المنطقة زيادة ملحوظة في النشاط الزلزالي، مما يثير المخاوف من تأثير هذه الهزات على سلامة السد الضخم.
وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن سلسلة من التحديات الخطيرة التي تواجه سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى تأثيرها المحتمل على استقرار السد وكفاءته في توليد الكهرباء.
أعطال التوربينات تعرقل تشغيل السد
أوضح شراقي أن التوربينات المثبتة في السد تعاني من أعطال متكررة، حيث توقفت عن العمل لمدة 100 يوم متواصلة، مما أجبر المياه على التدفق من خلال بوابات المفيض العلوية.
وأضاف أن تشغيل التوربينات حاليًا يقتصر على ساعات محدودة بسبب تدني الإيراد المائي للنيل الأزرق، الذي يبلغ حوالي 40 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفي لتشغيل توربينين فقط لفترة تقل عن 10 ساعات يوميًا.
وأشار إلى أن أي تشغيل إضافي سيؤدي إلى استنزاف المخزون المائي للسد، الذي استقر عند 60 مليار متر مكعب منذ سبتمبر الماضي.
الزلازل تهدد البنية الجيولوجية للسد
تطرق شراقي إلى حدث زلزالي أمس 26 ديسمبر 2024، حيث سجل زلزال بقوة 4.5 درجة على بعد 600 كيلومتر من سد النهضة.
وأشار إلى أن هذا النشاط الزلزالي يُعد الأعلى في إثيوبيا خلال العقد الأخير، مع تسجيل 41 زلزالًا بقوة تزيد عن 4 درجات هذا العام فقط، مقارنة بمتوسط 5 زلازل سنويًا قبل بدء تخزين المياه في السد عام 2020.
وأوضح الخبير أن السد، الذي يحتوي حاليًا على 60 مليار متر مكعب من المياه، يُشكل وزنًا هائلًا يضغط على القشرة الأرضية الهشة في منطقة الأخدود الأفريقي، مما يزيد من احتمالية وقوع زلازل أشد وأقرب.
وبيّن أن الزلازل الحالية تُعد ضعيفة إلى متوسطة التأثير بسبب بعدها النسبي عن السد، لكنه حذر من أن زلازل أقوى قد تشكل تهديدًا مباشرًا، خاصة مع اكتمال عملية الملء وتحول السد إلى ما وصفه بـ”قنبلة مائية قابلة للانفجار”.
مخاطر دائمة خلال موسم الفيضان
اختتم شراقي تحذيراته بالإشارة إلى أن المخاطر الزلزالية قد تتفاقم خلال موسم الفيضان (يوليو-سبتمبر)، حيث يزداد الضغط على البنية التحتية للسد، مما يجعل خطر الانهيار حاضرًا في جميع الأوقات، سواء على المدى القريب أو البعيد.
سد النهضة بين تحديات الأعطال والزلازل: قنبلة مائية تهدد المنطقة
تثير هذه التحديات المتفاقمة تساؤلات ملحة حول مصير السد ومستقبل الأمان المائي لدول المصب، مع تصاعد المخاوف بشأن العواقب الكارثية المحتملة في حال حدوث انهيار مفاجئ.
0 تعليق