أشارت دراسة جديدة إلى أن وجود "الكرش" قد يكون علامة على زيادة احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر في العقدين المقبلين.
اكتشف الباحثون الأمريكيون أن الأشخاص الذين يمتلكون كمية أكبر من الدهون الحشوية، وهي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الحيوية في البطن، يمتلكون أيضًا كميات أكبر من البروتينات الشاذة في الدماغ، والتي تعد من علامات المرض.
يعد مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعًا، حيث يؤثر على نحو 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة، وحوالي مليون شخص في المملكة المتحدة.
يشتهر مرض الزهايمر بسرقته للذكريات والاستقلالية من المرضى، ولكن الباحثين أكدوا أن اكتشافهم قد يكون سببًا للأمل.
وربط الباحثون بين خطر الإصابة بالزهايمر ومستويات الدهون الحشوية لدى الأشخاص في الأربعينات والخمسينات من أعمارهم يعني أن التدخلات مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية التي تهدف إلى تقليل هذه الدهون قد تؤدي إلى تأثير كبير في الوقاية من الخرف على المدى الطويل.
دهن الجسم رغم الوزن الطبيعي: ظاهرة "الدهون النحيفة"
وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن الدهون الحشوية يمكن أن تتراكم حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة الوزن، بل الذين يحملون دهونًا في منطقة الوسط فقط، وهي ظاهرة تعرف بـ "الدهون النحيفة". يتم ملاحظتها أحيانًا لدى من يمتلكون مؤشر كتلة جسم (BMI) صحي، ولكن لديهم كتلة عضلية منخفضة. ومع ذلك، يبقى الأفراد الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن الأكثر عرضة للخطر.
دراسة جديدة تركز على الدهون الحشوية والدماغ
في الدراسة التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي لجمعية الأشعة في أمريكا الشمالية، قام الباحثون بتحليل بيانات صحية لثمانين شخصًا في الأربعينات والخمسينات من عمرهم وكان لديهم قدرات معرفية طبيعية.
شملت الدراسة تصوير الجسم لقياس الدهون الحشوية وفحص الدماغ للكشف عن البروتينات الأميلويدية المرتبطة بمرض الزهايمر. وأظهرت النتائج أن زيادة مستويات الدهون الحشوية كانت مرتبطة بارتفاع مستويات البروتينات الأميلويدية.
الدهون الحشوية وزيادة مخاطر الزهايمر
وأكد الباحثون أن الدهون الحشوية تساهم بنسبة 77% من تراكم الأميلويد في الدماغ المرتبط بالسمنة.
قالت الدكتورة مهسا دولتشاهي، الباحثة في جامعة واشنطن في سانت لويس، مؤلفة الدراسة: "دراستنا هي الأولى التي تثبت هذا الرابط في مرحلة منتصف العمر، حيث يكون المشاركون بعيدين عن تطوير الأعراض الأولى للخرف الناتج عن مرض الزهايمر".
وأضافت: "توصلنا إلى هذا الاكتشاف الحاسم لأننا درسنا أمراض الزهايمر في مرحلة مبكرة جدًا من العمر، في الأربعينات والخمسينات من العمر، حيث تكون هذه الأمراض في مراحلها الأولى، ويمكن أن تكون التدخلات مثل فقدان الوزن وتقليل الدهون الحشوية أكثر فعالية في الوقاية أو تأخير ظهور المرض".
0 تعليق