تعيش مناطق شمال غرب سوريا أوضاعًا إنسانية كارثية، مع تفاقم معاناة نحو 730,000 شخص يقطنون في خيام داخل مخيمات النازحين، وتزامنًا مع الشتاء القاسي، تعرضت تلك المخيمات لفيضانات مدمرة أثرت بشكل كبير على حياة سكانها، بحسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وشهدت المنطقة أمطارًا غزيرة في 23 ديسمبر الجاري، أدت إلى تدمير أكثر من 200 خيمة عائلية في مخيمات بمحافظتي إدلب وشمال حلب، وأوضح المكتب الأممي أن الفيضانات تسببت في نزوح مئات الأسر مجددًا، مما فاقم معاناتهم الإنسانية.
أضرار واسعة النطاق في المخيمات
8,800 خيمة تعرضت للدمار الكامل أو الجزئي نتيجة الفيضانات
منذ بداية عام 2024، تعرضت أكثر من 8,800 خيمة للدمار الكامل أو الجزئي نتيجة الفيضانات والرياح العاتية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وأشار المكتب إلى أن 2,000 خيمة على الأقل دُمرت بالكامل في نحو 260 مخيمًا، مما جعل آلاف العائلات بلا مأوى في ظل أجواء شديدة البرودة.
وبحسب وكالة رويترز تعاني المخيمات، التي تعاني أصلًا من نقص في الخدمات الأساسية، من تفاقم الأوضاع مع عدم توفر البنية التحتية اللازمة لتصريف المياه، ما جعلها عرضة للفيضانات المتكررة. كما أن نقص الدعم الإنساني يزيد من صعوبة تقديم المساعدة الفورية للمتضررين.
آثار إنسانية مدمرة
الفيضانات والرياح العاتية ليست سوى جزء من المعاناة اليومية التي تواجه النازحين في شمال غرب سوريا. يعيش السكان في ظروف قاسية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، بما في ذلك الغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية.
تحدث أحد النازحين، أحمد، عن الكارثة بقوله: "استيقظنا لنجد المياه تغمر خيامنا. خسرنا كل شيء، حتى الملابس التي كنا نرتديها. لا نعرف كيف سنتجاوز هذا الشتاء."
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل منظمات الإغاثة الدولية والمحلية، إلا أن الدعم المقدم لا يلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي لضمان توفير المساعدات الغذائية والمأوى والخدمات الطبية للمتضررين.
الوضع في المخيمات كارثي ويفوق طاقة أي جهة بمفردها
وقال أحد المسؤولين الإنسانيين: "الوضع في المخيمات كارثي، ويفوق طاقة أي جهة بمفردها، هناك حاجة ماسة لتضافر الجهود الدولية لتخفيف معاناة هؤلاء النازحين."
ومع توقع استمرار الأمطار والبرد القارس في الأشهر المقبلة، تواجه مخيمات النازحين مخاطر متزايدة. وتشير التقديرات إلى أن عدد النازحين الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة سيزداد إذا لم تُتخذ خطوات جادة لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الحماية اللازمة لهم.
تختزل الأوضاع في شمال غرب سوريا مأساة إنسانية مستمرة، حيث يعاني النازحون من صراع طويل الأمد دفعهم إلى مواجهة شتاء قاسٍ بلا أمل يلوح في الأفق.
0 تعليق