أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وإحراقها بالكامل، مؤكدة أن هذه الجريمة تأتي ضمن سياسة صهيونية ممنهجة تهدف إلى قتل كل مظاهر الحياة في القطاع المحاصر.
وأوضحت الحركة، في بيان لها اليوم، أن مواصلة الاحتلال لجرائمه البشعة بحق الجرحى والمرضى والطواقم الطبية تمثل استخفافاً صارخاً بكل القوانين والأعراف الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكدت أن هذه الممارسات تعكس العقلية النازية التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأشارت الحركة إلى أن استهداف المنشآت الطبية يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، لا سيما في ظل النقص الحاد في الخدمات الصحية والإمكانات الطبية التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة الحصار المستمر، وأضافت أن هذه الانتهاكات تسعى إلى حرمان الشعب الفلسطيني من أدنى مقومات الحياة، ما يعد جزءاً من حرب تطهير عرقي وإبادة جماعية.
ودعت حركة المجاهدين المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى الوقوف عند مسؤولياتها واتخاذ مواقف جادة وفعالة لوقف هذه الجرائم المستمرة، وشددت على أهمية تحرك المجتمع الدولي لإنهاء هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع الاحتلال على التمادي في عدوانه، محذرةً من أن استمرار هذه السياسات العدوانية سيؤدي إلى تداعيات كارثية على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
الاحتلال يجرد الطواقم الطبية من ملابسهم ويعتقلهم وسط طقس بارد بعد حرق مستشفى كمال عدوان
في مشهد يعكس انعدام الإنسانية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تجريد الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة من ملابسهم واعتقالهم، وسط ظروف طقس بارد، بعد أن تم تهديدهم وإخلاء المستشفى من المرضى، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن مصير الطاقم الطبي والمرضى الذين كانوا داخل المستشفى لا يزال مجهولاً، بعدما أضرمت قوات الاحتلال النيران في المبنى ودمرته بالكامل.
وأفادت الوزارة بأن الاحتلال ترك المرضى يصارعون الموت داخل المستشفى بعد إجبار الطواقم الطبية على المغادرة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية، كما تلقى الدكتور حسام أبو صفية تهديدًا مباشرًا من قوات الاحتلال التي قالت له: "هذه المرة سنعتقلك"، مما يعكس استمرار الممارسات الوحشية التي تستهدف الكوادر الطبية بشكل ممنهج.
وكانت مستشفيات شمال قطاع غزة، التي شملت مستشفى بيت حانون، المستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، تقدم الخدمات الطبية للمواطنين، إلا أن مستشفى بيت حانون تعرض للتدمير الكامل، فيما خرج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة بعد تدمير بنيته التحتية، أما مستشفى كمال عدوان، الذي كان يعمل جزئيًا في ظل نقص الإمكانات، فقد تعرض هو الآخر للإخلاء والتدمير.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما يحدث يمثل ضربة قاضية للمنظومة الصحية المتبقية في شمال قطاع غزة، ويهدف إلى حرمان السكان من الخدمات الطبية في إطار خطة واضحة لإنهاء وجودهم في المنطقة.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة التي تستهدف حياة المرضى والطواقم الطبية، داعيةً إلى توفير حماية دولية عاجلة للمنشآت الصحية والكوادر العاملة فيها.
0 تعليق