تأشيرات "العمال المهرة" تشعل معركة جديدة بين إيلون ماسك واليمين المتطرف

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اندلع نقاش محتدم بين أنصار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قادة وادي السيليكون، ومجموعات يمينية متطرفة حول برنامج تأشيرات العمال المهرة  H-1B، وهو برنامج يعتمد عليه قطاع التكنولوجيا الأمريكي بشكل كبير.

وأثيرت الأزمة بعد انتقاد الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر اختيار ترامب لسريرام كريشنان، مستثمر هندي الأصل في مجال التكنولوجيا، مستشارًا سياسيًا لشؤون الذكاء الاصطناعي.

وانتقدت لومر دعم كريشنان للهجرة المهارية، ووصفت سياساته بأنها "تناقض أجندة ترامب".

وردّ الملياردير إيلون ماسك ومديرو شركات تقنية مثل فيفيك راماسوامي وديفيد ساكس على لومر، مؤكدين أهمية برنامج H-1B لتأمين أفضل المواهب العالمية.

وكتب ماسك: “عدد الأشخاص ذوي المواهب الاستثنائية في الولايات المتحدة منخفض جدًا. يجب أن نوظف الأفضل من أي مكان”.

واتهمت لومر ماسك بمحاولة تقييد حسابها على منصة X  بسبب انتقاداتها، بينما ظهرت موجة من المنشورات العنصرية على المنصة تستهدف المهاجرين المهرة. وأشعلت هذه التصريحات انتقادات داخل أوساط الجمهوريين، حيث دعمت شخصيات مثل نيكي هيلي لومر، مؤكدة ضرورة إعطاء الأولوية للعمال الأمريكيين.

ويمثل هذا الجدل اختبارًا لتحالف ترامب السياسي الدقيق، الذي يشمل قاعدة قومية يمينية ومؤيدين من قطاع التكنولوجيا. على الرغم من أن ترامب اتخذ مواقف متشددة بشأن الهجرة غير الشرعية في ولايته الأولى، فإنه أبدى مرونة تجاه الهجرة المهارية، وصرح سابقًا بأنه سيدعم منح البطاقة الخضراء للخريجين الدوليين.

وتعتمد شركات التكنولوجيا بشكل كبير على العمالة الأجنبية لسد الفجوة في المهارات. وفقًا لتقرير صادر في 2023، يشكل الطلاب الدوليون 70% من طلاب الدراسات العليا في المجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. كما أن المهاجرين شاركوا في تأسيس 28 من أكبر 43 شركة للذكاء الاصطناعي.

تقييد برامج الهجرة

وخلال رئاسته الأولى، قيدت إدارة ترامب برنامج H-1B بتشديد شروط الأهلية ورفع الحد الأدنى للرواتب المطلوبة، ما أثار معارضة واسعة من شركات التكنولوجيا. ومع ذلك، ألغى قاضٍ فيدرالي بعض هذه القواعد. لاحقًا، أصدرت إدارة بايدن تحديثات لتسهيل عملية الحصول على تأشيرات  H-1B، ما ساعد الشركات على التعامل مع نقص الكفاءات.

واختتمت الأزمة بتحذيرات من لومر ومؤيديها من أن ارتباط ترامب بقادة التكنولوجيا قد يؤدي إلى انقسامات أكبر داخل قاعدته السياسية.

ووصف محللون هذا الخلاف بأنه مقدمة لصراعات قادمة حول الهجرة وغيرها من السياسات، مع استمرار ترامب في تشكيل إدارته الجديدة.

مع استمرار الجدل، سيحتاج ترامب إلى الموازنة بين مطالب قاعدة قومية معارضة للهجرة وأهداف قطاع التكنولوجيا الذي يسعى للحفاظ على تنافسيته العالمية. وهذه القضية قد تكون اختبارًا رئيسيًا لقدرة ترامب على توحيد تحالفه السياسي في ولايته المقبلة.

المصدر: واشنطن بوست

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق