اكتشف علماء فلك روس وألمان مجموعة كبيرة جدا من المجرات في كوكبة برج الحمل، يشبه شكلها حبة فول سوداني عملاقة.
وأشارت الباحثة ناتاليا ليسكوفا، من معهد بحوث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية في المؤتمر الدولي «الفيزياء الفلكية عالية الطاقة اليوم وغدا» المنعقد في المعهد، إلى أن هذه المجرات نشأت منذ لحظات وفقا للمعايير الكونية نتيجة اصطدام «مباشر» لمجموعتين من المجرات بسرعة عالية.
وقالت ليسكوفا: «توجد في السماء عشرات الآلاف من العناقيد المجرية، ولكن يدور الحديث عادة عن عدد قليل منها، بما فيها مجموعات الرصاصة والغيبوبة والرجل السمين. نعتقد أن المجموعة التي اكتشفناها تستحق أن تسمى (الفول السوداني). وإدراجها في جميع الكتب المدرسية إلى جانب العناقيد الأخرى المعروفة، وذلك بسبب حجمها الكبير وسرعة تصادمها العالية».
وقد اكتشفت ليسكوفا هذه المجرة أثناء دراستها لعدد كبير من العناقيد المجرية المكتشفة باستخدام تلسكوب «eROSITA» المثبت على متن المرصد المداري «Spektr-RG» وباستخدام مرصد تشاندرا الفضائي وأداة «DESI» وأدوات الرصد الأخرى. وشملت هذه المجموعة المجرية «CL0238»، الواقعة في كوكبة برج الحمل على مسافة 4.44 مليار سنة ضوئية من الأرض.
ووفقا لعلماء الفلك الروس والألمان، نشأت مجرة «الفول السوداني» نتيجة اصطدام مجموعتين أصغر من المجرات بسرعة عالية بلغت نحو 3.5 ألف كيلومتر في الثانية. وأن كتلة العنقود «CL0238»، المسمى بشكل غير رسمي «الفول السوداني»، وفقا لتقدير العلماء أكبر بنحو كوادريليون مرة من كتلة الشمس، ما يجعلها واحدة من أكبر الأجسام من نوعها في الكون الحديث.
وأضافت ليسكوفا أنه من المثير للاهتمام بشكل خاص أن «الفول السوداني» نشأ قبل نحو 100 مليون سنة. وستساعد دراسته علماء الفلك على اختبار بعض النظريات التي تصف طبيعة المادة المظلمة، وكذلك دراسة تأثير مجموعات المجرات بشكل أعمق على خصائص إشعاع الأمواج الصغرية للخلفية الكونية. كما يمكن استخدامها كأداة مراقبة، لأن جاذبيتها تلوي وتركز ضوء عدد كبير من المواقع الأبعد من الأرض. أي سيكون «الفول السوداني» مشابها لمجموعة «MACS0416»، التي هي واحدة من «عدسات الجاذبية» التي يستخدمها علماء الفلك لدراسة الكون المبكر.
0 تعليق