ثقافة وفنون
22
كتارا
الدوحة - قنا
أصبحت الثقافة عنصرا أساسيا في مفهوم الاستدامة، باعتبارها محركا رئيسيا للتنمية ولدورها الكبير في توجيه الرأي العام نحو تبني ممارسات بيئية مستدامة.
وتعد الفعاليات الثقافية في قطر من أبرز الوسائل التي تسهم في نشر الوعي البيئي وتشجيع الجمهور على تبني سلوكيات مستدامة، من خلال دمج ممارسات بيئية مبتكرة في تنظيم الفعاليات الكبرى، بما يتماشى مع التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030.
وفي هذا السياق، تعمل العديد من الجهات الثقافية في قطر على تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تبني مجموعة من التدابير والإجراءات، مثل التخطيط الجيد للفعاليات واختيار مواقع صديقة للبيئة لإقامتها.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الفعاليات الكبرى تنظم في الفضاءات المفتوحة بدلا من الاقتصار على الأماكن المغلقة، وذلك بهدف ترسيخ ممارسات بيئية مستدامة وتعزيز الوعي البيئي لدى الجمهور، مما يجعل هذه الفعاليات الثقافية والفنية نماذج حية للاستدامة.
وفيما يتعلق بتكامل مفهوم الاستدامة البيئية في تنظيم وإدارة الفعاليات الثقافية، أكد السيد سالم مبخوت المري مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن كتارا تمثل نموذجا رائدا في مجال الاستدامة البيئية في تنظيم الفعاليات الثقافية في المنطقة، حيث تجمع بين الابتكار البيئي والتطوير الثقافي المستدام من خلال استخدام المواد الصديقة للبيئة، وإدارة المخلفات والطاقة بشكل فعال، بالإضافة إلى توفير وسائل النقل المستدامة مثل سيارات الجولف الكهربائية، حيث تساهم كتارا في تحقيق بيئة ثقافية أكثر استدامة وتنمية الوعي البيئي بين مختلف أفراد المجتمع.
وأوضح أن /كتارا/ تسعى لتقليل استخدام المواد البلاستيكية التي تستغرق وقتا طويلا في التحلل، من خلال استبدالها بالمواد القابلة للتحلل أو المعاد تدويرها، كما تعتمد المؤسسة بشكل أكبر على النشر الإلكتروني للإعلانات عن الفعاليات بهدف تقليل استخدام الورق.
وشدد على حرص /كتارا/ على إدارة المخلفات بشكل فعال، حيث يعد ذلك عنصرا أساسيا لتحقيق الاستدامة في الفعاليات الثقافية، مشيرا إلى أنه في /كتارا/ يتم تنفيذ عدة مبادرات بيئية تشمل فصل النفايات عبر توفير حاويات مخصصة لفصل الورق، البلاستيك، الزجاج وغيرها من المواد في جميع أنحاء الحي الثقافي، مما يسهل عملية إعادة التدوير.
وأشار إلى أن /كتارا/ توفر وسائل النقل المستدامة خلال الفعاليات الثقافية، مؤكدا أن هذه الوسائل تعد من الطرق الفعالة للحد من التلوث البيئي الناتج عن التنقل. موضحا أن من بين الاستراتيجيات التي تعتمدها المؤسسة العامة للحي الثقافي هي استخدام سيارات الجولف الكهربائية داخل الموقع، والتي لا تصدر أي انبعاثات كربونية، مما يجعلها خيارا صديقا للبيئة ويسهم في تقليل التلوث السمعي والبصري داخل الفعاليات.
وأضاف المري أن /كتارا/ توفر محطات شحن للسيارات الكهربائية، كما تدعم التطبيقات العملية للاستدامة مؤكدا على التزام المؤسسة بنشر الوعي البيئي بين الزوار والمشاركين في الفعاليات الثقافية من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية حول أهمية الحفاظ على البيئة والمشاركة في الجهود المستدامة، ومبادرات تفاعلية تهدف إلى توعية الأطفال والشباب، مثل الأنشطة البيئية التي تتضمن زراعة الأشجار أو إعادة تدوير المواد.
من جهتها، أكدت السيدة روضة المنصوري، مدير مركز سوق واقف للفنون، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن المركز يولي اهتماما كبيرا للاستدامة البيئية في تنظيم فعالياته الفنية، سواء المعارض أو المهرجانات الكبرى.
وقالت في هذا الصدد إن المركز يعتمد بشكل أكبر على النشر الإلكتروني للإعلانات بهدف تقليل استخدام الورق، كما ينظم ورشا فنية تعتمد على الاستفادة من المخلفات، مثل ورش /الميكس ميديا/ والكولاج و/الأوريغامي/.
وأشارت أيضا إلى تنظيم المكتب الهندسي الخاص، بإشراف فني من مركز سوق واقف للفنون، معرض "فن السكراب" الدولي في نسخته الأولى خلال الفترة من 23 أكتوبر إلى 2 نوفمبر من عام 2019.
وأوضحت أن النجاح الكبير الذي حققه المعرض الأول قد حفز المركز على تنظيم النسخة الثانية تحت عنوان معرض /فن التدوير الدولي (تدوير)/، خلال الفترة من 18 إلى 29 فبراير 2024، بمشاركة 30 فنانا من مختلف أنحاء العالم، عرضوا 280 عملا فنيا.
وأضافت: يهدف المعرض إلى تحقيق رؤية قطر في الاستدامة من خلال عرض إبداعات الفنانين، لإلهام المجتمع بتبني سلوكيات إيجابية للحد من النفايات وتعزيز التنمية المستدامة. وقد تجلى هذا الهدف في فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بالوصول إلى معدل صفر نفايات، وكذلك بطولة كأس آسيا قطر 2023 بعد تحويل النفايات إلى مواد قابلة لإعادة التدوير، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 وبرنامج الاستدامة لضمان إرث للأجيال القادمة.
وأشارت السيدة روضة المنصوري إلى أنه بناء على النجاح الكبير الذي حققه معرض /فن السكراب/ في أكتوبر 2019 ومعرض /فن التدوير/ 2024، قرر مركز سوق واقف للفنون توسيع نطاق المعرض ليشمل فنونا غير تقليدية، حيث تمت إضافة الورق والخشب إلى المعرض الثاني، بالإضافة إلى عنصر الحديد الذي كان مخصصا بالكامل لمعرض 2019.
ولفتت إلى أن موقع المركز في قلب الدوحة يسهل الوصول إليه باستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، مثل المترو.
وتواصل المؤسسات الثقافية في قطر دورها الفاعل في تعزيز الاستدامة البيئية من خلال دمج المبادئ البيئية في فعالياتها، مما يسهم في بناء مجتمع واع ومسؤول تجاه البيئة وهي جهود تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 في تحقيق التنمية المستدامة.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق