بزيه الأحمر الشهير وقبعته المصنوعة من الفرو، أصبح سانتا كلوز رمزًا عالميًا لروح العطاء والفرح المرتبطة بموسم عيد الميلاد، ولكن خلف هذا المظهر الأيقوني يكمن تاريخ طويل من التحولات والتطورات التي استغرقت نحو قرن كامل.
في البداية، لم يكن اللون الأحمر جزءًا من هوية سانتا كلوز، استلهمت شخصية سانتا من شخصيات متعددة مثل القديس نيكولاس، الأسقف المسيحي الهولندي، وشخصيات أخرى كالأب نويل الفرنسي وكريستكيندل الألماني. ولكن مظهره الحالي بدأ يتبلور بفضل قصيدة كليمنت كلارك مور عام 1823 بعنوان “زيارة من القديس نيكولاس”، والتي رسخت صورة الرجل الملتحي بزيه المميز.
لعب الفنانون الأمريكيون في القرن التاسع عشر دورًا حاسمًا في تشكيل مظهر سانتا كلوز ، فقد قدّم رسام الكاريكاتير توماس ناست في عام 1863 أول تصور له أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، قبل أن يضيف ناست في عام 1881 تفاصيل الزي الأحمر والفراء، واستمر الفنانون مثل نورمان روكويل في ترسيخ هذه الصورة خلال أوائل القرن العشرين.
ومع ذلك، فإن الحملات الإعلانية لشركة “كوكا كولا” في ثلاثينيات القرن الماضي هي التي عززت ارتباط سانتا كلوز بزيه الأحمر في المخيلة الشعبية، الرسومات التي أنجزها هادون سوندبلوم، والتي استوحاها من بائع متقاعد، قدّمت صورة سانتا ذات الخدود الحمراء والشخصية الودودة التي أصبحت مرادفة للاحتفالات.
ويشير المؤرخ جيري بولر إلى أن الزي الأحمر كان قد ظهر قبل عقود من حملات “كوكا كولا”، وأن شركات أخرى، مثل “وايت روك”، سبقتها في استخدام سانتا بهذا الشكل.
وأضاف بولر أن اللون الأحمر كان اختيارًا عمليًا، إذ يتماشى مع طبيعة القطب الشمالي ويبرز بشكل مميز بجوار لحيته البيضاء والثلوج.
أما قبعة سانتا الشهيرة، فقد استلهمت من تصاميم تاريخية مثل القبعة الفريجية والبابوية، لكنها أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من هويته.
سانتا كلوز، بزيه وتاريخه، ليس مجرد شخصية مرتبطة بالكريسماس، بل هو انعكاس لتطور ثقافي طويل يعكس القيم الاجتماعية وروح العطاء والفرح التي تميّز هذا الموسم.
0 تعليق