تشارك المترجمة الكاتب الأكاديمية، سارة حواس، في فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، والذي تعقد خلال الفترة من 23 يناير حتي 5 فبراير 2025، بأحدث ترجماتها “ولاؤهم للروح”، والصادر عن بيت الحكمة للثقافة.
سارة حواس ترى العالم بأكثر من عينين في ولاؤهم للروح
“ولاؤهم للروح”، كتاب يضم ترجمة ستين قصيدةً لعشرين شاعرًا أمريكيًّا مُتحقِّقين وحائزين على أرفع الجوائز الأدبية الكبرى ومنها جائزة ''بوليتزر''.
وفي تقديمه للكتاب، يذهب الشاعر الكبير أحمد الشهاوي إلى أن كتاب سارة حواس ولاؤُهم للرُّوح..عِشْرون شاعرًا أمريكيًّا نالوا جائزة بوليتزر- مُختاراتٌ شِعريةٌ وسِيَر، هو"معملُ ترجمةٍ" ؛لأنها تعاملت مع عشرين طريقةً في كتابة الشِّعْر، حيثُ الاختلاف في اللغة الشعرية، وتعدُّد البناء، والتنوُّع في الأسلوب والعالم الشعري ولذا كان عليها أن توائم رُوحها مع تباين هذه العوالم واختلافاتها.
إن سارة حواس لم تعزف عن ترجمة الشِّعْر، بل ذهبت فيه إلى الأقصى في زمنٍ يعزفُ فيه أهلُ الشِّعر والترجمة عن ترجمة الشِّعْر، أو قُل يتهيَّبُون هذا النوعَ من الترجمة ويخشونه، ويذهبُ معظمهم نحو ترجمة الرواية وكتب العلوم الإنسانية، فالترجمة عند سارة حواس ليست مغامرةً محفوفةً بالمخاطر؛ لأنها غامرتْ وخاطرتْ وصارتْ تسعى طوال الوقت إلى البناء.
هذه مُترجِمةٌ، الترجمة لديها تحدٍّ، فهي لا تنحُو نحو الوعُورة والاستغلاق التي نجدها عند كثيرين من الجيل السَّابق عليها في ترجمة الشِّعْر؛ لأنها تدركُ أنَّ الشِّعر يوحِي ولا يُصرِّحُ، ويومِئ ولا يبوحُ، وبدا إتقانها في كلِّ من الإيجاز والتكثيف، والحذف والذِكر، والتقديم والتأخير.
إنَّ العملَ الإبداعيَّ يستمرُ كلما كان قادرًا على الظهور بشكلٍ مخالفٍ للمظهر الذي قدَّمه فيه صاحبه، حسب تعبير الشَّاعر الفرنسي بول فاليري، والعمل الشعري الذي يصادفُ مترجمًا مثل الدكتورة سارة حواس يُقدَّر له العيشُ والاستمرارية من دون روافع أخرى سوى الترجمة.
فعندما تترجمُ سارة حواس ترى العالم بأكثر من عينين، على الرغم من وعيها اللافت بأنَّ صُعُوبة الترجمة ومشقَّتها تتبدَّى ظاهرةً في ترجمة الشِّعْر، ولذا فهي تنصتُ إلى المُكوِّنات والقيم الشِّعرية داخل النصِّ الشِّعْري، فلا استسهالَ في عملها، بل يرى المتلقِّي لترجماتها جدِّيةً وصرامةً وبحثًا دؤوبًا فيما وراء النصُوص والمحسُوسات من معانٍ تعبيريةً وقيمٍ جماليةٍ، مُستلهمة ما تفيضُ به النفوس، وما ما يعتملُ في القلوب من مشاعر ووجدانيات.
ولعل جهد الدكتورة سارة حامد حواس الأساسي فيما أنجزت من ترجماتٍ شعريةٍ من الإنجليزية إلى العربية، ومن العربية إلى الإنجليزية قد تركَّز في تطويعِ اللغة لتقبُّل المعاني الأجنبية قبولًا لا يظهرُ فيه شذوذٌ أو التواء، وجهدها الآخر في اندماجها مع من تترجمُ له، فتحسُّ بروحه وترى بعينيه، وتنطقُ بلسان تعبيره، وتكُونُ في حال تطابقٍ حدّ الاتحاد، وأظنُّها الدرجة العليا في الترجمةِ، أو ما يمكنُ تسميته "النقل الإبداعي".
واستقرت اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على اختيار شخصيتا المعرض للدورة المقبلة، فوقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الكبير الراحل الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل. وتحل سلطنة عمان كضيف شرف هذه الدورة.
0 تعليق