قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث، إن في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، ورغم التفاؤل الذي ساد حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، إلا أن هذه المفاوضات انتهت بتبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس، حيث اتهم كل طرف الآخر بتعطيل التوصل إلى اتفاق كان يبدو في متناول اليد.

وأضاف، عبر مداخلة لبرنامج "عن قرب" المُذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الوضع الحالي ليس جديدًا وأن إسرائيل تقوم بتكرار نفس الأخطاء التي ارتكبتها في مايو الماضي، حيث كانت الصفقة متاحة حينها، وكان الحديث يدور حول خطوط عامة تم بلورتها لتبادل المحتجزين واستئناف الدعم المالي، بما في ذلك دفعات من المعونة القطرية، بوساطة تنسيق أمريكي.

وأشار، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو من عرقل الصفقة في الماضي، موضحًا أن نفس السيناريو يتكرر الآن، مؤكدًا أن نتنياهو يحاول فرض شروط جديدة على الصفقة التي كانت شبه جاهزة، مؤكدًا أن هذه العرقلة من جانب إسرائيل تزيد من تأزيم الوضع، وتؤثر سلبًا على الصورة العامة لنتنياهو داخل إسرائيل.

ونوه، أن الشعب الإسرائيلي لم يعد يثق في قيادته الحالية، إذ تتراوح نسبة الثقة في نتنياهو بين 20% و30% فقط، حتى إذا زعم أنه حقق انتصارات عسكرية أو قام بعمليات استعراضية مثل الضربات الجوية في اليمن أو لبنان. 

وتابع، أن إسرائيل تعتمد في وجودها على قيمة الفرد، وعندما تتعرض تلك القيمة للخطر من خلال تصعيد المواقف وعدم الوفاء بالاتفاقات، تزداد المخاوف من زيادة "النزوح العكسي"، مشيرًا إلى أن هناك محاولات من جانب السلطات الإسرائيلية لإغراء المواطنين الإسرائيليين بالانتقال إلى الجنوب.