يشارك الشاعر المترجم، والكاتب المسرحي، ميسرة صلاح الدين، بأحدث إبداعاته، والصادرة عن دار يسطرون للنشر، عمل مسرحي جديد بعنوان، “مسك الليل”، في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
ميسرة صلاح الدين: إيزيس رمزًا للأمومة والحكمة والحامية للطبيعة
وحول اختياره اسم “إيزيس”، لبطل عمله المسرحي مسك الليل، قال ميسرة صلاح الدين في تصريحات خاصة لـ"الدستور": إيزيس هي إلهة في الميثولوجيا المصرية القديمة، وهي معروفة بكونها رمزًا للأمومة والحكمة، فضلًا عن كونها الحامية للطبيعة. في السياق المسرحي، يشير اختيار هذا الاسم إلى أن البطلة هي شخصية تحمل مسئولية حماية البيئة والإنسانية، تمامًا كما كانت إيزيس حامية للحياة الطبيعية. بهذا المعنى، قد تكون إيزيس في المسرحية ممثلة لمفهوم الرعاية والاهتمام بالكوكب والإنسان.
وتابع “ميسرة”: تقدم مسرحية "مسك الليل" رؤية عصرية للتحديات والقضايا الجديدة التي يواجهها الجنس البشري، والتي فرضها بنفسه وأصبحت تؤثر بشكل كبير على حياته ومستقبله على كوكب الأرض. بدأت في كتابة النص المسرحي خلال فترة العزل الصحي بسبب جائحة كورونا، واخترت أن أكتبه باللغة العربية الفصحى كمغامرة جديدة في الكتابة والتعبير عن عمق الأفكار التي أريد مناقشتها.
وتابعت: “قد ساعدتني تلك الفترة في التعمق في أجواء النص، حيث أتيحت لي الفرصة للبحث في جماعات العنف البيئي وتاريخها وتوجهاتها الاجتماعية والبيئية. أتمنى أن يجد النص طريقه إلى خشبة المسرح في القريب العاجل، وأتوقع أنه إذا قدم بشكل جيد، سيفتح أمام المشاهدين أبوابًا من التساؤلات والأفكار المختلفة التي قد تؤثر في حياتهم وعلاقتهم بما حولهم من كائنات”.
وأوضح “ميسرة”: تنتمي المسرحية إلى فن الديودراما، حيث تدور أحداثها في مواجهة بين الشخصية الرئيسية وشخص مسيطر يحاول غزو عالمها، وفي نفس الوقت يوجهها نحو قضايا اجتماعية وبيئية ذات عمق أكبر.
تناقش المسرحية قضية إنسانية وعلمية هامة وهي العنف والإرهاب البيئي الذي تقوم به بعض الجماعات التي ترى أن تأثير الإنسان السلبي على الكوكب يجب الحد منه بأي وسيلة ممكنة.
في ظل عدد من التحديات والأزمات التي تحيط بالإنسان المعاصر، قدم ميسرة صلاح الدين من خلال النص رؤيته للحفاظ على الإنسان وتنميته، وكذلك الحفاظ على البيئة والكوكب في مواجهة التقدم غير الحذر الذي يضعف الإنسان في مواجهة الآلة، وإدارة الشركات للعالم الحديث. يتم ذلك من خلال بطلة المسرحية، إيزيس، التي تسعى عبر رسالتها إلى الجماهير بالحفاظ على البيئة والجسم البشري بشكله المعروف.
المسرحية تناقش مجموعة من المخاوف التي جمعت البشرية في الأزمات، وكيف يواجه الإنسان والمجتمع هذه المشكلات. تقع بطلة المسرحية بين خيارات صعبة للحفاظ على إنسانيتها في مواجهة العلم وتحكم الآلة الشرس في عالمنا اليوم.
يُذكر أنه كان قد صدر للكاتب مؤخرًا مسرحية "بير مسعود" عن دار المحرر، وهي المسرحية المكملة لثلاثيته المسرحية عن الإسكندرية، ترام الرمل، وأحوال شخصية. ويشكّل هذا العمل تأكيدًا على رؤية الكاتب في طرح موضوعات فكرية تدعو لتأمل واقع الإنسان في العصر الحديث.
و"ميسرة صلاح الدين" صدر له العديد من الدواوين والمسرحيات الشعرية والغنائية، وحصل على عدد من الجوائز والتكريمات المحلية والعربية.
كما شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية مثل مؤتمر الأدب السنوي الذي تنظمه جامعة كليفلاند الأمريكية، ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي بالشارقة، ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب وغيرها. وقد تم ترجمة بعض من أعماله إلى اللغات الإنجليزية والإيطالية والإسبانية. وقدمت العديد من نصوصه المسرحية على خشبة المسرح، ومن أبرزها: "أحوال شخصية"، "ترام الرمل"، "بار الشيخ علي". كما ترجم عددًا من النصوص المسرحية لكتاب عالميين.
0 تعليق