صفوت عمارة: التنبؤ بالأبراج فتنة للبسطاء وخلل فى العقيدة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنّه مع نهاية العام وبداية العام الجديد، يكثر الحديث عن التوقعات والأبراج، ويتساءل الناس عن حظوظهم في العام المقبل، وأحداث المستقبل. 

وأضاف عمارة، في حديثه لـ"الدستور"، أن البعض يمتهن مهنة التنجيم من أجل الكسب المادي تحت مسميات مختلفة مثل العراف وخبير الأبراج والفلك، على الرغم أن اللَّه استأثر بالأمور الغيبية فقال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65]. 

وأوضح أنه من الدجل أن يدعى البعض اطلاعه على علم الغيب بالنجوم وما سيجرى في غدٍ؛ فلا يعلم الغيب إلا اللَّه، مُستشهذًا بقصة الجن عندما حضرت الوفاة "سليمان" عليه السلام، قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ المُهين} [سبأ: 14].

وتابع "عمارة"، أنَّ علم الفلك يختلف تمامًا عن التنجيم والتنبؤ، فعلم الفلك له دراسات مستقرة ويدرس في جامعات وأكاديميات، ويطلق عليه «أسترولوجي» وهو المعروف والمتعلق بالمسافات بين النجوم، ويهتم بدراسة علمية لجميع ما في السماء من نجوم وكواكب وأقمار وشهب بالإضافة إلى المجرات وغيرها، وقد برع قدماء المصريين في علم الفلك فاستخدموه في بناء الأهرامات والمعابد، أما التنجيم فهو مجرد اعتقاد بأن حركة الأجرام السماوية لها تأثير على طبيعة البشر، مؤكدًا أن بعض المنجمين يتبعون لأجهزة مخابراتية تحاول من خلالهم جس نبض الرأي العام لمعرفة ما يمكن أن يتم في المدى القريب.

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ الاعتماد على النجوم في معرفة أحوال المستقبل يُعد من الجهل وفتنة للبسطاء، يتسبب في خللٍ بالإيمان والعقيدة؛ لأن الإيمان بالغيب أول صفات المؤمنين التي ذكرها اللَّه تعالى في أوائل سورة البقرة، ولا يوجد أي دليل علمي أو ديني يربط بين مواقع النجوم والكواكب وشخصية الإنسان أو الأحداث التي تحدث في حياته. 

وتابع أن الشرع حذرنا من التنجيم ونهى عنه وأمر بعدم التعلق بالخرافة وألا تكون عقلية الإنسان المسلم مبنية على التفكير الخرافي، ونهى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن التصديق بالنجوم وهو ما يعرف بالتنجيم فعن أبي إمامة رضي اللّه عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانِها النجومُ، وتكذيب بالقدر، وحيفُ السلطان» [صححه الألباني].

وأوضح الدكتور صفوت عمارة، أن الأبراج التي أقسم اللَّه بها في قوله: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ} [البروج: 1]، تكلم فيها المفسرون وبينوا أن هذه البروج الاثني عشر منازل الشمس والقمر، مُشيرًا إلى أنَّ القراءة في صفات الأبراج جائزة شرعًا لأنها ليست تدخلًا في قوانين اللَّه ولا خصائص الناس، فهي تعلم الشخص بعض الصفات التي وضعها اللَّه في الناس، وهذه الصفات بالتتبع وليست من الضرب بالغيب، فكل مولود في مكان معين له صفات، لكن هذه الصفات أغلبية وليست قطعية، وغالبًا ما نرى أن صفات أصحاب البرج الواحد تختلف من شخص لآخر لأنها غير قائمة على علم، وإنما هي مجرد احتمالات، وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق