مستقبل أخضر.. تشجير البر.. وتوثيق فوتوغرافي .. 3مبادرات فردية لحماية البيئة

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد نشطاء في مجال البيئة، أهمية المبادرات الفردية والتطوعية لحماية البيئة من باب الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية والمسؤولية الفردية للمحافظة على مواردنا البيئية، سواء من خلال البرامج والأنشطة الميدانية التي يضطلع باصحاب المبادرات، أو من خلال نشر السلوكيات الداعمة لاستدامة البيئة لدى مختلف فئات المجتمع.
وأشاروا إلى أن مبادراتهم ساهمت في تشجيع المجتمع على المشاركة في حماية البيئة والمحافظة عليها واستدامتها للأجيال القادمة في الدولة. كما حظيت بعض هذه المبادرات التطوعية بتكريم خاص من قبل الجهات المسؤولة في الدولة تقديراً لدورها في التوعية بقضايا البيئة والحفاظ على تنوعها الحيوي، ويجمع أصحاب هذا المبادرات على أهمية الحفاظ على البيئة القطرية منوهين بأهمية نشر الوعي البيئي.
«العرب» التقت أصحاب هذه المبادرات، حيث استعرضوا ابرز الاهداف التي يسعون إلى تحقيقها التي دفعتهم للاهتمام بالبيئة والمساهمة في رفع الوعي البيئي من خلال هذه المبادرات.

علي الحنزاب : زراعة 5000 شتلة في بر قطر

أكد الناشط البيئي القطري علي الحنزاب أن «مبادرة تشجير بر قطر» التي بدأ مسيرتها بزراعة أول شتلة في عام 2019، تهدف إلى إعادة تأهيل البيئة القطرية من خلال استزراعها بالنباتات البرية المحلية الأصيلة والمحافظة عليها وحماية النباتات البرية والرعوية والطبية، سواء في البر أو الروض أو قرب الشواطئ من خطر الإنقراض أو الاندثار – بفعل الرعي الجائر أو الاحتطاب أو دهس النباتات أو التوسع العمراني أو الجفاف -، كما تهدف إلى المساهمة في نشر الوعي والتثقيف البيئي بين مختلف شرائح المجتمع، وغرس مفاهيم حب البيئة وسبل حمايتها في نفوس الأطفال والنشء والشباب وتشجيعهم للمساهمة في الحفاظ على موروثهم البيئي والثقافي واستدامته للاجيال القادمة، وذلك انطلاقا من واجب ديني أولاً وواجب وطني ثانياً.
وأوضح أن المبادرة تساهم في اشراك طلاب المدارس في استزراع النباتات البرية سواء في مدارسهم أو في الحملات البيئية التي تطلقها المبادرة، الى جانب تدريب طلاب المدارس والجامعات والمهتمين بالنباتات البرية بالتعاون مع الجهات الرسمية والخاصة.
وأشار الى أن المبادرة تقود إلى استزراع وتوزيع الشتلات البرية على المهتمين والمتعاونين سواء باستزراع البر القطري والروض او العزب والعزب الجوالة والمساجد والمدارس والشوارع والطرقات. وتركز المبادرة على إنتاج واكثار واستزراع الأشجار والشجيرات المحلية وخاصة النادرة والمهددة بالانقراض ومنها الغافن العبل، العرفج، الجعد، العتر، السلم، السمر، السدر البري، خناصر العروس والغضا وغيرها. وتتضمن المبادرة زيارة بعض المدارس لتعريف الطلاب على كيفية زراعة الشتلات والنباتات البرية والمحافظة عليها، بالإضافة إلى الجانب التوعوي البيئي وبث رسائل بيئية ضمن فعاليات التوعية البيئية.
أهم مبادرات الحنزاب:
-إطلاق مبادرة بيئية بعنوان «تشجير بر قطر»
-زراعة أكثر من 5000 شتلة في الثلاث سنوات الماضية.
-الحفاظ على البيئة المحلية من خلال سقاية الروض ذات الأشجار النادرة.
-نشر الوعي البيئي في المجتمع؛ من خلال استقبال زيارات لمدارس وأندية رياضية وعمل ورش تثقيفية للمواطنين والجاليات، ومشاركتهم زراعة الأشجار في الدولة.
-جوائز وإنجازات مبادرة تشجير بر قطر
-شارك في فعاليات الاحتفال باليوم الوطني 2021 تحت شعار مرابع الأجداد.
-حصل على المركز الأول وشارك في معرض قطر الزراعي والبيئي الدولي الثاني.
-حصل على المركز الأول في ملتقى نجاح قطري في نسخته الخامسة.
يحرص الحنزاب على الحفاظ على البيئة المحلية بسقي الروض ذات الأشجار النادرة في البيئة القطرية ونشر الوعي في المجتمع عبر استقبال زيارات المدارس والأندية الرياضية وعقد ورش عمل زراعية وتثقيفية للجمهور.

حمد الخليفي: 

توزيع «أعشاش صناعية» للمساعدة في تكاثر الطيور
 

أكد حمد الخليفي، الباحث البيئي، أهمية المشاركة في الحفاظ على البيئة والبر القطري، مؤكدا أنه بدأ يترجم هذا الاهتمام بعد أن لاحظ نقصاً كبيراً في أعداد الطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض في الدولة،
وقام الخليفي بإنشاء حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مهتمة بالتنوع الحيوي في قطر.واستعرض الخليفي أهم المبادرات البيئية التي اطلقها مثل:
• مبادرة إطلاق الطيور في البيئة القطرية.
• حملة توزيع خزانات الماء في بعض الأماكن البرية.
• مبادرة عدسة البيئة القطرية للتوثيق الفوتوغرافي للبيئة القطرية.
• مبادرة توزيع الأعشاش الصناعية، من أجل المساعدة في تكاثر طيور البيئة القطرية.
 

عائشة المعاضيد:  «مستقبل أخضر» تركز على «التلوث البلاستيكي»

قالت عائشة المعاضيد، صاحبة مبادرة «مستقبل أخضر» إن المبادرة تهدف إلى توعية المجتمع القطري بأهمية حماية البيئة، من خلال التركيز على مشكلة التلوث البلاستيكي، وهي مشكلة ملموسة شاهدتها في شوارع الدوحة، وبينت أن مبادرتها توسعت لتشمل تحديات بيئية أخرى مثل إعادة التدوير والاستخدام المستدام للمواد. 
وتمتاز مبادرة «مستقبل أخضر» بتواصلها بلغة بسيطة ومباشرة، مما يسهل فهمها وتطبيقها من قبل جميع أفراد المجتمع.
واجهت عائشة تحديات متعددة، بما في ذلك قلة الدعم المؤسسي وبعض ردود الفعل المشككة في قدراتها بسبب صغر سنها. لكنها حولت هذه التحديات إلى دافع للمضي قدمًا. ومن أبرز إنجازاتها، تأثيرها الإيجابي على الأطفال والشباب، ونجاحها في جذب اهتمام مختلف فئات المجتمع.
تطمح عائشة للتعاون أكثر مع الوزارات والمنظمات الحكومية للتأثير في سياسات البيئة وتقديم استشارات بيئية متخصصة.
وتقول: «ما شجعني على إطلاق مبادرة مستقبل أخضر هو ما رأيته من فارق كبير بين الوعي البيئي في قطر وفي خارجها، وذلك حين قضيتُ فترة 4 سنوات خارج الدولة للدراسة، فرأيت أن الدولة التي كنت أعيش فيها كانت تقوم بحملات مكثفة لحماية البيئة، وتهتم بنشر الوعي البيئي بين شعوبها، فشعرتُ أننا نفتقر إلى مثل هذه المبادرات، فحفزني ذلك على تطبيق ذلك في قطر، ولذا أطلقتُ مبادرة مستقبل أخضر في عام 2018م، وما زالت المبادرة تمارس دورًا فعالاً وإيجابيًا في التوعية البيئية».
وتروي كيفية إطلاق المبادرة بقولها إن المبادرة أطلقت في عام 2018م حين اشتركت في برنامج القيادة التي تنظمها مؤسسة التعليم فوق الجميع، وخلال البرنامج كان علينا أن نعمل ضمن مجموعات لتصميم مبادرات اجتماعية، وكنت من ضمن مجموعة اتفق أعضاؤها على تصميم مبادرة بيئية، ولأنه يمكننا تسليط الضوء على مجموعة كبيرة من المشاكل البيئية، وكان علينا التركيز على واحدة منها فقط، قررنا التركيز على التلوث البلاستيكي، لأننا رأينا أن هذا النوع من التلوث كان منتشرًا بشكل كبير في الدوحة، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة ارتفاع أعداد المقاهي، وبالتالي زيادة في استخدام الأكواب البلاستيكية، وهذا الانتشار الكبير لاستخدام البلاستيك كان بسبب قلة الوعي بين أفراد المجتمع عن مادة البلاستيك، وعن ضرره على البيئة على المدى البعيد، فالجميع كان يستخدم البلاستيك في حياته اليومية دون التفكير بأضراره البيئية.
وهكذا كانت بداية مستقبل أخضر، إلا أنه – مع مرور الوقت - أصبح مشروعًا أكبر، وأصبح يسلط الضوء على تحديات بيئية مختلفة، مثل طرق التقليل من النفايات عن طريق إعادة التدوير، والاستخدام المكرر، ونحاول أن نقدم للناس نماذج تطبيقية، يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية، وفي مختلف الأماكن، فنشجعهم على أخذ أكياسهم الخاصة عند الذهاب للتسوق، ونشجعهم على حمل أطباقهم الخاصة عند الطلب من المطاعم، وربما تكون هذه السلوكيات بسيطة، إلا أن التغييرات البسيطة قد تشجع غيرنا على الاقتداء بها.
وما يميزنا عن غيرنا من المبادرات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، هو أولاً أننا نحاور المجتمع بلغة بسيطة وسهلة، فلا نخاطبهم بلغة علمية قد يصعب فهمها، ولا نرهقهم بالإحصائيات الدقيقة، بل ما نحاول فعله هو مخاطبتهم بلغة سهلة الفهم، وتقديم نماذج تطبيقية بسيطة، وأعتقد أن هذا الأسلوب سيجذب إلينا الجمهور، ويشجعهم على أخذ الخطوات اللازمة لحماية البيئة، وطبعًا لا يخلو فريقنا من الاختصاصيين البيئيين الذين يفهمون تأثير مختلف المواد عليها، فحتى لو كانت اللغة التي نتواصل بها مع العامة لغة سهلة، إلا أننا نحرص على تقديم المعلومات العلمية الصحيحة.
وأضافت: عملنا مع مختلف المنظمات، منها مكتبة قطر الوطنية، ووزارة البلدية، وغيرهما من المنظمات المعروفة، وكانت لنا مشاركات في معارض مختلفة، منها معرض مصغر في كتارا، جمعنا فيه بائعين لمنتجات تدعم الاستدامة، مثل الأعواد المصنوعة من البامبو، والأكياس التي يمكن إعادة استخدامها، والهدف من المعرض كان تعريف المجتمع القطري بالبائعين الذين يوفرون المنتجات الصديقة للبيئة.
 كما نظمنا بعض الجلسات النقاشية، واستضفنا فيها أصحاب خبرات مختلفة، حتى أن بعضهم كان من خارج دولة قطر، وبالتالي يشارك معنا مثل هؤلاء الضيوف خبرتهم المكتسبة في دولتهم، ومن ثم نحاول نحن في قطر أن نستفيد من تلك الخبرة الأجنبية، وأن نطبقها بما يتناسب مع بيئة قطر، كما شاركنا في مؤتمر الشباب في روسيا عن إعادة التدوير والاستدامة.
وكل تجربة عمل مع المؤسسات كانت فريدة، ولكن كل ما نقدمه من نصائح، وما نناقشه من أبحاث، كلها جهود فردية نقوم بها بأنفسنا في فريق مستقبل أخضر.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق