لم تكن نهاية هذا الأسبوع هادئة بالنسبة لسكان القدس، فالهجمات المفاجئة التي ضربت القدس من جبهات متعددة يشكل تحولًا مثيرًا للقلق في المشهد الأمني في إسرائيل. بعد أشهر من الهدوء النسبي في القدس، حتى رغم اشتعال الجبهات الأخرى، دخلت القدس دائرة النار، وفي 24 ساعة فقط اصبحت المدينة المقدسة تحت هجمات من الحوثيين في اليمن، وحماس في غزة، مما طرح تساؤلات حول تداعيات تلك الهجمات وهل تشكل مرحلة جديدة من الحرب؟
هجوم مفاجيء
أدى صاروخ أطلق من اليمن إلى انطلاق صفارات الإنذار في القدس والبحر الميت وجنوب الضفة الغربية وجنوب النقب بعد قليل من الساعة الثانية من صباح أمس السبت. واعترضت القوات الجوية الإسرائيلية الصاروخ الحوثي قبل أن يتمكن من عبور الأراضي الإسرائيلية. وجاء هذا الهجوم بعد سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن في وقت متأخر من الليل، يوما بعد يوم، واستهدفت في المقام الأول وسط إسرائيل، على مدار الأسبوع الماضي. والجدير بالذكر أن صاروخا سقط على يافا الأسبوع الماضي، مما أدى إلى إصابة ما يقرب من 16 شخصا.
وبعد ذلك بقليل في الساعة الرابعة عصرا من نفس اليوم، دوت صفارات الإنذار في أنحاء القدس بسبب الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، وهو الهجوم الذي كان مفاجئًا، خاصة مع المعلومات التي تفيد أن قوة حماس تضررت بشكل كبير نتيجة لـ “الحرب” التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
جاء الهجوم في الوقت الذي شهد بعض التطورات الهامة في قطاع غزة. فقد بدأ الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت)، عملية يوم الجمعة الماضية أسفرت عن اعتقال أكثر من 240 فلسطينيًا في عملية مستهدفة ضد البنية التحتية لحماس الموجودة داخل مستشفى كمال عدوان في جباليا، شمال غزة.
تطور مثير للقلق
التطورات الأخيرة في القدس كما يبدو ستصبح مصدر قلق لإسرائيل خلال الفترة المقبلة، لأن القدس كانت بمثابة جزيرة من الاستقرار النسبي خلال الأشهر الأخيرة من التوتر الإقليمي، كما أن الهجوم من قطاع غزة يشكل تحديًا ففي حين يعمل الجيش الإسرائيلي على تدمير البنية التحتية الرئيسية لحماس في قطاع غزة بشكل فعال، فإن الحركة كما يبدو لاتزال تمتلك قوة نارية واستطاعت أن تهاجم القدس.
كسر هذا الهدوء من خلال هجوم متعدد الجبهات (غزة واليمن) يمثل أكثر من مجرد حادث أمني بالنسبة لإسرائيل ــ فهو يشير إلى افتتاح مرحلة جديدة في الصراع المستمر، مرحلة يظهر فيها أن حماس والحوثيين قد يستعدوا لاستهداف القدس وهي المتنازع عليها بين إسرائيل والفلسطينيين، والعواقب المترتبة على ذلك تمتد إلى ما هو أبعد من المخاوف الأمنية المباشرة. فمثل هذا التصعيد، من شأنه أن يشجع جهات أخرى في المنطقة على الانضمام إلى جهود مماثلة والضغط على إسرائيل من جبهة جديدة وهي: القدس.
0 تعليق