أكدت السلطات في مطار موان الدولي في كوريا الجنوبية أن عدد القتلى الرسمي في حادث الطائرة المنكوبة بلغ 179 قتيلًا، حيث تم العثور على جميع الركاب وأفراد الطاقم بعد العثور على اثنين من الناجين في وقت سابق من صباح اليوم الأحد.

أسباب غامضة وراء انفجار الطائرة الكورية الجنوبية

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقد توفي جميع الركاب باستثناء اثنين من أصل 181 شخصا كانوا على متن الطائرة بعد تحطمها اليوم الأحد أثناء محاولتها الهبوط في مطار في كوريا الجنوبية، وفقا لوكالة الإطفاء الوطنية في البلاد.

انزلقت الطائرة عن المدرج واصطدمت بحاجز في مطار في مقاطعة موان، الواقعة في جنوب غرب البلاد، وفقا لوكالة الإطفاء.

ووقع الحادث بعد الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي بقليل. وكانت الرحلة التي تديرها شركة طيران جيجو الكورية الجنوبية قد غادرت بانكوك وعلى متنها 175 راكبا وستة من أفراد الطاقم.

استمرت عمليات الإنقاذ بعد ساعات من الحادث، وتم إنقاذ شخصين، وأعلن تشوي سانج موك، القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، المنطقة منطقة كوارث خاصة، ما يسمح للمتضررين بتلقي أموال الدعم من الدولة، ووصل إلى موقع الحادث بعد حوالي أربع ساعات من وقوعه، تم إرسال أكثر من 1500 فرد من أفراد الطوارئ.

كانت الطائرة المنكوبة من طراز بوينج 737-800، وهي طائرة نفاثة ضيقة البدن، وفقًا لـ Flightradar24.

وتتمتع بسجل أمان قوي وهي حصان عمل للسفر الجوي التجاري، حيث تعد طائرة 737-800 سلفًا لطائرة 737 MAX، التي تعرضت لحادثين قاتلين منفصلين وتم إيقافها في جميع أنحاء العالم في عام 2019 لمدة عامين تقريبًا.

كان على متن الطائرة مواطنان تايلانديان، وكان بقية الركاب مواطنين كوريين جنوبيين، وفقًا لوزارة النقل في كوريا الجنوبية.

في إحاطة إعلامية استمرت لدقيقتين تقريبًا مع الصحفيين، اعتذر كيم إي باي، الرئيس التنفيذي لشركة طيران جيجو، للضحايا وأفراد أسرهم، ووعد بأن تبذل الشركة قصارى جهدها لدعمهم. 

وأضاف أن الطائرة لم تسجل أي حوادث سابقة وأنه لم يتم اكتشاف أي خلل خلال عمليات التفتيش على الصيانة قبل الإقلاع.

فرضت شرطة كوريا الجنوبية أعلى مستوى من نظام التنبيه في حالات الطوارئ في البلاد، ما يسمح بنشر جميع قوات الشرطة المتاحة إذا لزم الأمر. 

وقالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إنها نشرت أفرادًا طبيين وإنقاذيين، بما في ذلك القوات الخاصة، لتقديم المساعدة في الموقع، ولا يزال المحققون في الموقع يحددون سبب الحادث.

ووفقًا لمقطع فيديو بثته شبكات التلفزيون الكورية الجنوبية، بدا أن جسم طائرة طيران جيجو انزلق عبر المدرج في مطار موان الدولي دون نشر واضح لعجلات الهبوط أو اللوحات، وهي أسطح متحركة على الأجنحة تسمح للطائرة بالتباطؤ أثناء الهبوط النموذجي، واشتعلت النيران في الطائرة عند الاصطدام بحاجز خرساني.

وأوضحت الصحيفة أن طائرة بوينج 737-800 تعتبر واحدة من أكثر الطائرات أمانًا على الإطلاق، وعدم القدرة على خفض عجلات الهبوط يعد أمرًا نادرًا ولديها إجراءات احتياطية، مثل الإجراءات أو قوائم المراجعة التي يجب اتباعها في حالة حدوث فشل في إنزال العجلات والهبوط الآمن، كما قال جيف جوزيتي، المحقق السابق في الحوادث لدى مجلس سلامة النقل الوطني وإدارة الطيران الفيدرالية.

وقال جوزيتي، الذي يعمل الآن كمستشار لسلامة الطيران، إنه كان في حيرة من أمر الحادث.

وأشار إلى أنه من بين الضمانات الموجودة في طائرة بوينج 737-800 نظام يسمح للطيارين بالسماح للجاذبية بخفض عجلات الهبوط إذا فشلت الأنظمة الأخرى. 

وأضاف إنه يتساءل عما إذا كان الطاقم قد حاول عن طريق الخطأ الهبوط دون خفض عجلات هبوط الطائرة، وأدرك الخطأ وحاول "الالتفاف" لإعادة الهبوط، لافتًا إلى أن هذا قد يفسر سبب تحليق الطائرة بهذه السرعة على هذا الارتفاع المنخفض والقريب للغاية من مدرج الهبوط.

وأصيبت إحدى المضيفات الناجيات، والتي كانت تجلس في مؤخرة طائرة شركة طيران جيجو، بكسر في الكتف الأيسر وإصابات في الرأس، رغم أنها كانت واعية وقادرة على المشي، وفقًا لوكالة أنباء يونهاب شبه الرسمية في كوريا الجنوبية، نقلًا عن مسؤولين في المستشفى المحلي.

أفادت وكالة يونهاب أن المضيفة البالغة من العمر 33 عامًا قالت للطبيب: "ماذا حدث؟". وتذكرت المضيفة ارتداء حزام الأمان وهبوط الطائرة، رغم أنها لم تتذكر ما حدث بعد ذلك.

انخفضت أسهم شركة طيران جيجو بنحو 30% هذا العام، وسط المنافسة المتزايدة بين شركات الطيران الاقتصادي لخفض أسعارها، زتسببت العملة الكورية الجنوبية الضعيفة، اليوان، في زيادة التكاليف لأن الوقود يتم شراءه بالدولار الأمريكي.

قال هيروشي سوجي، الطيار السابق في الخطوط الجوية اليابانية والذي كتب كتبًا عن سلامة الطيران، إن هبوط طائرة جيجو إير المفاجئ على بطن الطائرة يوم الأحد كان غير عادي لأن الطيارين كان لديهم خيارات أخرى، حتى لو كانت هناك مشكلة ملحة بسبب مشاكل ميكانيكية أو حريق على متن الطائرة.

ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، التي التقطت صورة لهاتف أظهر المحادثة، كان أحد الركاب على الأقل يتبادل الرسائل النصية مع أحد أفراد أسرته في الدقائق التي سبقت الحادث.

تقول إحدى الرسائل: "هل يجب أن أكتب وصية؟".

يأتي الحادث خلال فترة من الاضطرابات السياسية في كوريا الجنوبية، ففي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر الرئيس يون سوك يول إعلانًا قصير الأمد للأحكام العرفية - وهي خطوة مثيرة للجدل أدت إلى عزله من قبل الهيئة التشريعية في البلاد قبل أكثر من أسبوعين، ثم، يوم الجمعة، تم عزل بديل يون كرئيس بالإنابة، رئيس الوزراء هان داك سو، بعد رفضه إجراء تعيينات قضائية معينة.

دفع هذا تشوي، نائب رئيس الوزراء، إلى أعلى منصب في البلاد، وانفجرت الطائرة المنكوبة في غضون 48 ساعة من تولي تشوي منصب الرئيس بالإنابة.