تأتي بطولة كأس الخليج بعد القمة الخليجية الناجحة في الكويت، التي ضمت قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مناسبتان من حيث مضامينهما لا تختلف احداهما عن الاخرى، فالرياضة والسياسة منافسة، وصراع واختلاف وفوز وخسارة.
السياسيون ليسوا في كل الاحوال اصدقاء حميمين، فاختلاف المصالح والمواقف يحجر على الصديق التعبير عن صديقه، فالقلوب تتوقف عن النبض، عند الضرورة، الا ان ثمة مقولة تذكر بالمناسبة "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"، نحن اذن نختلف لكن لا نتباعد، فهناك حدود للاختلاف وهناك ايضاً خطوط للتلاقي.
السياسي الانكليزي الثعلب تشرتشل، على سبيل المثال، والذي لا سياسي في كل العالم الا ويضرب به الامثال لخبثه وعبقريته، يأخذ من اقواله الكثير، ومن سياساته اكثر، ولا تزال مقولته الاشهر حاضرة عندما قال"لا مصالح دائمة ولا عداوات دائمة".
هذا ما ينطبق على اغلب سياسيينا في العالم العربي، وفي المناسبات، والمؤتمرات، واللقاءات التي في العادة ملتقى السياسيين لقاءات عمل، او لقاءات شراب، في مقابل تشرتشل هناك سياسيون سنة اولى، والعرب خلال قرن مضى ذاقوا وتعاملوا مع الصنفين الخبيث والسنة اولى، والسياسيون الذين كما نقول "رجوله بالماي".
العرب ثلاثة ارباع اراضيهم راحت تحت سياسات الضعف والغباء، فنصف قرن من الاحتلال الفعلي لاراضيهم وقراراتهم، ولم يكونوا الا لعبة بيد هؤلاء، كما يقول الاميركي مؤلف كتاب "لعبة الامم".
المستعمرون من حيث الظاهر انجلوا عن الارض، لكن في الواقع فرضوا سياساتهم، التي تأتي لصالح مصالحهم، كما يفرض الفريق القوي وجودهم في ملعب الخصم، وهذا له وجهان وجه يبقي للمستعمرين مصالحهم التي لا تتضرر من احتلالهم، وتسلم اهل الوطن ادارة شؤون بلادهم، والوجه الاخر بقي للمستعمر في كل دولة مسمار حجا.
هذا الكلام، قد لاينطبق على معظم الدول المستقلة، الا ان في الواقع كسب مواطنو الدول المستعمرة ثقافاتها، وهي في العادة من خلال بقاء ابناء هذه الدول تعليمهم العالي في الجامعات والمعاهد العليا هناك، لذلك نستطيع ان نزعم الاستعمار لا يزال جاثماً على ارض الواقع.
والحديث هنا ليس حديث كرة، او حديث سياسة، انما بقدر تفريج هم يجثم على القلوب، فانت حقيقة دائماً في ملعب قد لا تفوز فيه، لكن يبقى حضورك تفرضه الضرورة.
بعض الدول تبقى مثل الجمهور الذي حضر لمشاهدة مباراة كرة تنس او قدم او طائرة، تأخذه الحماسة، ويتفاعل مع اللاعب، يقفز الى الاعلى، ويرمي الكرة في الشباك، ثم يعود الى منزله وقد امتلأ حماسة وزهواً لفوز فريقه، او خسارته، ففي كلتا الحالتين للفوز والخسارة طعم، هناك طعم حلاوة، وهناك مرارة.
في الكويت نحن هنا ربما اقل الجماهير حماسة امام الفوز، او الخسارة، فالجمهور الكويتي ذاق حلاوة الفوز، فيما كان الاخرون لا يزالون على مقعد الجماهير.
الكويت دولة الفوز، ودولة النكسات، فعندما يفوز لاعبو عمان على لاعبي الكويت(5 -صفر) في الوقت الذي سجل لاعبو الكويت في اول لقاء يجمعهم بالعمانيين 11 هدفاً على عدد لاعبي الفريق، هنا نستطيع ان نقول الدنيا فوز وخسارة، كما الكرة، نحن نتمنى الفوز قطعاً لفريقنا الذي نضع فيه كل الامل، والمستقبل يتجدد.
صحافي كويتي
0 تعليق