في إطار جهود دار الإفتاء المصرية لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية، تأتي حملة "خلق يبني" لتسليط الضوء على الأخلاق الإسلامية التي تعزز الاستقرار والتعايش السلمي، وتناولت اليوم قضية البلطجة التي تُعد أحد أبرز مظاهر الانحراف الأخلاقي، لما تسببه من ترويع للآمنين وتهديد لحياتهم وممتلكاتهم.
تعريف البلطجة وأضرارها
البلطجة تعني استخدام العنف والقوة الجسدية أو اللفظية لترويع الآخرين أو الاستيلاء على ممتلكاتهم دون وجه حق. وتكمن خطورتها في أنها تُخلّ بالأمن المجتمعي، وتهدد استقرار الأفراد والمجتمعات.
ويؤكد علماء الشريعة أن البلطجة ليست فقط سلوكًا غير أخلاقي، لكنها تُعد كبيرة من كبائر الذنوب التي حذرت منها الشريعة الإسلامية.
تحريم البلطجة في الشريعة الإسلامية
حرمت الشريعة الإسلامية كل مظاهر الاعتداء على الآخرين، سواء كان ذلك بالإيذاء الجسدي، أو النفسي، أو المادي. وقد استشهدت دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ» [رواه مسلم].
ويوضح الحديث الشريف أن مجرد الإشارة بحديدة أو ما يشبهها بهدف الترهيب يعد جرمًا عظيمًا، يُستحق فاعله لعنة الملائكة حتى يتوقف عن هذا الفعل.
البلطجة تقوض مقاصد الشريعة
أشارت دار الإفتاء إلى أن البلطجة تقوض أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو الحفاظ على النفس والعرض والمال.
وقد جاء الإسلام ليُرسي دعائم الأمن والأمان بين الناس، بحيث يعيش الجميع في طمأنينة وسلام. ومن هنا، فإن أي تصرف يهدد هذا الاستقرار، مثل البلطجة، يُعتبر خروجًا عن تعاليم الإسلام واعتداءً على القيم المجتمعية.
الجانب القانوني للبلطجة
إلى جانب التحريم الشرعي، تُعد البلطجة جريمة قانونية تستوجب العقاب وفقًا للقوانين المعمول بها في مصر وغيرها من الدول.
فالقانون يجرّم أي شكل من أشكال العنف أو الترويع أو الاستيلاء على ممتلكات الغير، ويهدف هذا التجريم إلى حماية حقوق الأفراد وضمان تحقيق العدالة.
دور الأخلاق في مواجهة البلطجة
تأتي حملة "خلق يبني" لتؤكد أن مواجهة البلطجة تبدأ من غرس الأخلاق الحميدة في النفوس. فالإسلام يربّي أتباعه على التسامح، واحترام حقوق الآخرين، ونبذ العنف بكل صوره.
وأوضحت دار الإفتاء أن الحلول الأخلاقية، إلى جانب التدابير القانونية، هي المفتاح لإعادة بناء مجتمع متماسك يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل.
نصيحة دار الإفتاء
تختم دار الإفتاء رسالتها بالدعوة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام التي تدعو إلى السلام والمحبة ونبذ العنف. كما تحث على دور الأسرة والمدرسة والإعلام في التوعية بمخاطر البلطجة، والعمل على تنشئة أجيال تدرك قيمة الأخلاق في بناء مجتمع متقدم وآمن.
إن حملة "خلق يبني" ليست مجرد دعوة للأخلاق، بل هي مشروع وطني وإنساني يهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية والمجتمعية التي تعزز الأمن والاستقرار. فلنعمل جميعًا على محاربة كل مظاهر العنف، ومنها البلطجة، ولنكن قدوة في نشر الخير والسلام.
0 تعليق