البوسنة تتكرر فى غزة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإثنين 30/ديسمبر/2024 - 07:25 م 12/30/2024 7:25:11 PM

اطلعت على سرد تاريخى للمجازر التى تمت مع شعب «البوسنة»، بواسطة الغرب كما يتم الآن مع شعب غزة، وهى قصة مروعة عن إنسانية الغرب. وقد تم سردها فى إحدى منصات التواصل الاجتماعى فى ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤.
البوسنة هى منطقة تقع فى الجزء الغربى من البوسنة والهرسك، وتغطى الجزء الأوسط والشمال الغربى من البلاد. تحدها كرواتيا من الغرب والشمال، وصربيا من الشرق، والجبل الأسود من الجنوب الشرقى. تعتبر العاصمة الإدارية للبوسنة هى سراييفو وهى أيضا أكبر مدينة فى البلاد. استقلت عن روسيا فى ٢٧ إبريل ١٩٩٢، وبدأت حرب البوسنة مع صربيا فى ١١ يوليو ١٩٩٥. ٥٢ % من السكان مسلمون، ٣٥ % مسيحيون أرثوذكس، ٨ % مسيحيون كاثوليك.
وتاريخ المجازر التى تمت مع شعب البوسنة بواسطة الغرب كالتالي:
حرب الإبادة التى شنها الصرب على مسلمى البوسنة، واستُشهد فيها ٣٠٠ ألفَ مسلم،.واُغتُصِبت فيها ٦٠ ألفَ امرأة وطفلة، وهُجِّر منها مليون ونصف المليون مسلم.
مذيع «سى إن إن» يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية، ويسأل (كريستيانا أمانبور) المراسلة الشهيرة: هل التاريخ يعيد نفسه؟، كريستيانا أمانبور من «سى إن إن» تعلق على ذكرى البوسنة: كانت حربًا قروسطية، قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للمسلمين، وأوروبا رفضت التدخل، وقالت: إنها حرب أهلية، وكان ذلك خرافة!. استمر الهولوكوست نحو ٤ سنوات، هدم الصرب فيها أكثر من ٨٠٠ مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادى، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية. تدخلت الأمم المتحدة فوَضَعت، بوابات على مداخل المدن الإسلامية مثل غوراجدة، وسربرنيتسا، وزيبا، ولكنها كانت تحت الحصار والنار، فلم تغنِ الحماية شيئًا.
وضع الصرب آلاف المسلمين فى معسكرات اعتقال، وعذبوهم، وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية.
نشرت جريدة «الغارديان» أيام المجازر البوسنية خريطةً على صفحةٍ كاملة، تُظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات، ١٧ معسكرًا ضخمًا، بعضها داخل صربيا نفسها. اغتصب الصرب الأطفال، طفلة عمرها ٤ سنوات، ونشرت جريدة «الغارديان» تقريرا عنها بعنوان:»الطفلة التى كان ذنبها أنها مسلمة». الجزار ملاديتش دعا قائد المسلمين فى زيبا إلى اجتماع، وأهداه سيجارة، وضحك معه قليلًا، ثم انقض عليه وذبحه. وفعلوا الأفاعيل فى زيبا وأهلها. لكن الجريمة الأشهر كانت حصار سربرنيتسا، كان الجنود الدوليون «الصليبيون» يسهرون مع الصرب، ويرقصون، وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها، مقابل لقمة طعام. حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءا كبيرا من المساعدات التى تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التى تحمى سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان.
رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، وجمعوا ١٢ ألفًا من الذكور (صبيانا ورجالا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم. كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربى أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم. كانت الأم تمسك بيد الصربى، ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها. كانت المذبحة تجرى، وكنا نرى ونسمع ونأكل ونلهو ونلعب. وبعد ذبح سربرنيتسا، دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحا وأعلن: سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب. كان الصرب يغتصبون المسلمة، ويحبسونها ٩ أشهر حتى تضع حملها، لماذا؟ قال صربى لصحيفة غربية: نريد أن تلد المسلمات أطفالًا صربيين. ونحن نتذكر البوسنة وسراييفو وبانيا لوكا وسربرنيتسا، نقولها ونعيدها: لن ننسى البلقان، لن ننسى غرناطة، لن ننسى فلسطين. لكننا بعد ٣٠ عامًا لم نتعلم الدرس، إضافة لابد منها: كان الصرب يتخيرون للقتل علماء الدين وأئمة المساجد والمثقفين ورجال الأعمال، وكانوا يقيدونهم، ثم يذبحونهم، ويرمونهم فى النهر.
قصص التاريخ لا تُحكى للأطفال لكى يناموا؟، بل تُحكى للرجال لكى يستيقظوا».
البوسنة تتكرر فى غزة، نفس الإبادة الجماعية والتهجير القسرى وقتل وحرق النساء والشيوخ والأطفال، وتشريد السكان وهدم المبانى السكنية والمستشفيات ودور العبادة والمدارس، التى يقوم بها المحتل الإسرائيلى الغاصب الوحشى فى غزة.
وأخيرا نوجه نداء إلى العالم الإسلامى والعربى ليقوم بتشكيل قوة عسكرية ودبلوماسية واقتصادية للقيام بالمفاوضات مع الكيان الإسرائيلى من منطلق القوة والمصالح، للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وهو «حل الدولتين»، وهو ما صرح به الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم أجمع.

محافظ المنوفية الأسبق

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق