أكد سعادة اللورد كولين مويناهان عضو مجلس اللوردات البريطاني، أهمية زيارة الدولة التي يقوم بها حاليا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة في تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، منوها بالمكانة التي تحظى بها دولة قطر في العالم؛ بفضل سياستها الخارجية الحكيمة، ولوساطتها الناجحة في عدد من الملفات، لاسيما في أفغانستان وغزة.
ونوه سعادة اللورد مويناهان، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية " قنا "، إلى أن زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى بريطانيا هي الأولى من نوعها لقائد عربي منذ اعتلاء جلالة الملك تشارلز الثالث عرش المملكة المتحدة، لافتا إلى أهمية هذه الزيارة أيضا للحكومة البريطانية الجديدة، لأنها ستسلط الضوء على العلاقة بين البلدين التي كانت منذ فترة طويلة قوية ومبنية على أسس متينة للغاية.
وأعرب عن سعادته للكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمام عدد من أعضاء البرلمان البريطاني أمس.
وبخصوص مدى مساهمة الزيارة في تعميق العلاقات الاستراتيجية والدفاعية التي تربط قطر بالمملكة المتحدة، أوضح سعادة اللورد كولين مويناهان أن تاريخ العلاقات الوثيقة بين البلدين في مجال الدفاع سوف يجعل الطرفين يركزان على كيفية تعزيزها في المستقبل، بما يخدم مصالحهما المتبادلة، مشيرا إلى وجود فرص عديدة سوف يجري العمل على استغلالها خلال هذه الزيارة، ومناقشتها مع الحكومة الحالية، وعلى ضوء ذلك يتوقع أن يكون الدفاع على رأس قائمة الأولويات.
وبشأن الدور الرئيسي الذي تلعبه قطر في أمن الطاقة بالمملكة المتحدة من خلال توريد الغاز الطبيعي، قال عضو مجلس اللوردات لـ/قنا/، "أعلم أنه في ظل الحكومة السابقة كانت هناك سلسلة من المحادثات حول كيفية ضمان أمن إمدادات الغاز الطبيعي المسال، وكانت قطر على رأس قائمتنا منذ فترة طويلة، وأعلم أيضا أن قطر استجابت بشكل إيجابي للغاية لطلبات الحكومة للتأكد من قدرتنا على ضمان الغاز الطبيعي المسال الضروري لأمن الإمدادات إلى المملكة المتحدة، وأتوقع أن يستمر هذا في المستقبل أيضا".
كما تطرق سعادته إلى الاستثمارات القطرية الكبيرة في المملكة المتحدة، حيث اعتبر هذا المجال واسع النطاق وقد تم تطويره بالفعل من خلال عمل جهاز قطر للاستثمار، منوها إلى استحواذ جهاز قطر للاستثمار على بعض الاهتمامات الرئيسية في بريطانيا في مجال العقارات، ليس في لندن فحسب، بل وفي أماكن أخرى من البلاد.
وتوقع سعادته أن ينمو هذا المجال، وسط الإدراك البريطاني الجيد بأن جهاز قطر للاستثمار جعل من الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة مجالين ذوي أهمية كبيرة بالنسبة له في المستقبل، خاصة أن الاستثمار ليس في العقارات فقط وإنما في غيرها من قطاعات الاقتصاد، لافتا إلى وجود فرصة لشراكات ثنائية وللعمل الوثيق مع الشركات القطرية في بناء الجيل القادم من الطاقة المتجددة النظيفة، بما يجعل هذا الملف على طاولة المفاوضات.
وبشأن الدبلوماسية القطرية وتحولها للاعب رئيسي في الأزمات الإقليمية والدولية، قال سعادة اللورد كولين مويناهان "أعتقد أن هذا ربما يكون السؤال الأكثر أهمية الذي وجهته لي لأن العالم يحترم قطر وينظر إليها على أنها نرويج القرن الحادي والعشرين، إذا جاز لي أن أسميها كذلك"، مشددا على أن "دورها في مجال العمل الإنساني والوساطة لا مثيل له".
ونوه سعادته إلى أنه استحضر، خلال إحدى زياراته إلى قطر، وقوفه على العمل المهم للغاية الذي تقوم به الدولة في ضمان انتقال الأيتام من أفغانستان إلى منازل أقاربهم في جميع أنحاء العالم، بعد أن سهلت الحكومة في الدوحة ذلك، وعملت بشكل وثيق مع السفيرين البريطاني والأمريكي للتأكد من أن الأزمة الإنسانية التي حدثت كانت محط عناية شاملة ومركزية، كما أنفقت قدرا كبيرا من المال والوقت والجهد للتأكد من أنها ستلعب هذا الدور الإنساني، معربا عن احترامه لضمان وتسهيل ذلك.
وأبرز سعادة اللورد أن الفضل الكبير في هذا الملف يعود لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، ولدولة قطر، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على أفغانستان، بل يمكن رؤية دور الوساطة القطرية الذي يجري في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، حيث عملت البلاد بجد دون كلل لجمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في سعي للسلام وإطلاق سراح الرهائن والتأكد من فهم متطلبات جميع الأطراف، كما حرصت على الإبقاء على الخطوط مفتوحة مع الجانبين.
وقال سعادة عضو مجلس اللوردات البريطاني، إنه "أينما نظرت، ستجد وعيا إنسانيا قويا في السياسة الخارجية القطرية وفي التفكير القطري، ويأتي هذا الوعي من سمو الأمير ومن الشعب القطري، وهو مؤثر للغاية على مستوى العالم، وأعتقد أنه سيستمر على هذا النحو على مدار الأعوام القادمة".
وأشار إلى أن النجاح الباهر لقطر في استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 من شأنه أن يجعل العالم يسلط الضوء على النهضة الكبيرة التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وقال إن "دولة قطر قدمت نسخة كأس عالم أذهلت الجميع..لقد أظهرت للعالم أنه يمكن أن يكون لديك إرث عظيم نتيجة لاستضافة كأس العالم..وأنا على يقين من أن قطر في وضع جيد لاستضافة الألعاب الأولمبية ذات يوم، والاستمرار في لعب دور مهم للغاية في عالم الرياضة، وهو بالطبع قاسم مشترك بين بلدينا".
ولفت سعادة اللورد مويناهان، إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها مكتب لمنظمة العمل الدولية على أراضيها، كما قامت بإجراء تغييرات كبيرة في السياسة الداخلية، ما جعلها رائدة في الشرق الأوسط في العديد من النواحي، سيما فيما يتعلق بقوانين العمل، وفي نهجها في التعامل مع القضايا الاجتماعية والتوظيف.
وشدد سعادته على اعتقاده بأنه بناء على كل هذه المعطيات، ستساهم زيارة سمو أمير البلاد المفدى لبريطانيا في تعزيز العلاقة بين البلدين، وستزيد من الوعي بدولة قطر في المملكة المتحدة، مبينا أن "هذا الوعي سيجلب فهما واحتراما وإعجابا أكبر بما تفعله قطر".
وفي ختام تصريحه لـ/قنا/، أكد سعادة اللورد كولين مويناهان عضو مجلس اللوردات البريطاني، أن "قطر محظوظة بقيادتها الحكيمة التي كسبت احترام العالم"، معتبرا أن حسن إدارة الدوحة لعدد من الملفات جعل منها عاصمة للدبلوماسية الدولية الناجحة.
0 تعليق