عربي ودولي
0
رصيد استثنائي من المساهمات في تعزيز الأمن والاستقرار..معالي رئيس الوزراء جهود استثنائية لضمان الاستقرار الإقليمي
❖ عواطف بن علي
تدخل الدبلوماسية القطرية اليوم العام 2025، وفي رصيدها نجاحات استثنائية من عام 2024 في عدد من الملفات الدولية، حيث كانت لمساهمات الوساطة القطرية في حل الأزمات عن طريق التفاوض والحوار دور كبير في إنقاذ أرواح الأبرياء والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين وفي تعزيز مكانة قطر على الصعيد العالمي.
تعتمد سياسة قطر الخارجية على مبدأ الاستقلالية والحياد، مما يجعلها طرفا فاعلا في تعزيز الحوار والوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية، وتتماشى هذه السياسة مع المادة السابعة من دستور دولة قطر، التي تنص على أهمية تعزيز الأمن والسلم الدوليين من خلال تشجيع فض المنازعات عبر الحوار وسبل الحل السلمي.
وإيمانا بقدرتها على تحقيق النتائج الإيجابية التي تصب في مجال خفض التوتر وفض النزاعات وبفضل احترافيتها واكتساب ثقة اللاعبين الكبار على المستوى الدولي، نجحت الوساطة القطرية العام الماضي في عدد من الملفات على غرار تحقيق هدنة إنسانية في غزة ودعم الانتقال السلمي في سوريا، ولم شمل الأطفال في أوكرانيا وروسيا.
وخلال العام الجديد 2025، من المنتظر أن تواصل دولة قطر من خلال دبلوماسيتها الفاعلة، ادوارها الاستثنائية، سواء ما يتعلق منها الوساطة باعتبارها لاعبا موثوقا ولا غنى عنه في عدد كبير من الملفات الإقليمية والدولية، لاضافة المزيد من الانجازات على صعيد المساهمة في تعزيز الامن والاستقرار اقليميا ودوليا، فضلا عن الاستمرار في الدور الريادي الذي ظلت تلعبه في المجال الانساني، والمساهمة في التعاون متعدد الاطراف في التصدي للتحديات العالمية.
وفيما يلي نظرة على جانب من الادوار التي يتوقع أن يكون للدبلوماسية القطرية مساهمات بارزة فيها خلال العام الجديد 2025.
- حرب غزة
بفضل خبرة الدبلوماسية القطرية الطويلة في الملف الفلسطيني، وعملها المستمر لسنوات على صعيد الدعم الإنساني والسياسي للشعب الفلسطيني، وادوارها الحاسمة ونجاحاتها الكبيرة في الوساطة خلال كل المحطات السابقة ذات الصلة بالحروب بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، ومن بينها اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة الذي أدى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وأسفر أيضا عن مبادلة 105 من الرهائن الإسرائيليين بـ 240 معتقلاً فلسطينياً، وجهودها ومساعيها الدبلوماسية المستمرة منذ ذلك الوقت لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين في غزة، من المنتظر ان تواصل قطر خلال العام الجديد جهودها ومساعيها هذه في اطار الوساطة المشتركة وصولا إلى وقف العدوان وإنهاء الحرب والافراج عن الرهائن والاسرى من الجانبين، وتمهيد الطريق نحو تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يقوم على حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية بما يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ويعزز هذه التوقعات المساعي الدبلوماسية القطرية المكثفة والتي لم تتوقف عن تقريب وجهات النظر بين الطرفين، واستمرار الاجتماعات الماراثونية مع مختلف الأطراف المتداخلة في حرب غزة، والتي كان آخرها استقبال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية»حماس» الذي يتولى المفاوضات، حيث تم استعراض آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبحث سبل دفعها إلى الأمام بما يضمن الوصول إلى اتفاق واضح وشامل يضع حداً للحرب المستمرة في القطاع. كما تواصل قطر ارسال المساعدات الإنسانية للأشقاء في غزة وتعمل على كل الجبهات لوقف الحرب في غزة و إقرار حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية.
- الانتقال في سوريا
كان التزام دولة قطر الثابت، على مدار 14 عاماً من عمر الثورة السورية، بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وتطلعاته، ودعمها القوي للشعب السوري في كافة المجالات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والتنموية، تأكيدا على السياسة الحكيمة للدولة ومبادئها الراسخة، الامر الذي جعل انظار العالم تتجه صوب الدوحة مع التطورات المتسارعة التي شهدتها سوريا خلال الشهر المنصرم، حيث كانت الدوحة محطة لواحد من أهم الاجتماعات ذات الصلة بتطورات هذا الملف، وذلك عندما استضافت على هامش منتدى الدوحة اجتماعات حاسمة شارك فيها وزراء خارجية روسيا وايران وتركيا والعراق وعدد من دول الخليج وجوار سوريا. ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، توجيهاته الكريمة بتسيير جسر جوي إغاثي إلى سوريا، لتكون طائرات الإغاثة القطرية هي الأولى في مدّ يد العون لأهلنا في كافة المناطق السورية.
كما اتخذت دولة قطر خطوات حثيثة لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث سارعت في إعادة افتتاح السفارة القطرية في دمشق وتعيين سعادة السيد خليفة عبد الله آل محمود الشريف قائماً بالأعمال. كما قام سعادة الدكتور محمد الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية في دولة قطر بزيارة دمشق، في إعلان واضح على أن قطر ستكون في مقدمة الدول الداعمة للإنتقال في سوريا. وسيكون 2025 عام تأسيس شراكة إستراتيجية تُجسّد مرحلة متميزة من مسيرة العلاقات بين البلدين والتي ارتكزت دوماً على رعاية مصالح الشعوب والالتزام بالمواقف الأخلاقية والمبدئية. قطر أكدت استعدادها لدعم سوريا عبر تهيئة المناخ المناسب للاستثمار والتنمية، حيث تم الاتفاق على إطلاق مشاريع تنموية واسعة النطاق تشمل مجالات الطاقة والخدمات.
وانطلاقا من هذه المواقف وما تتمتع به دولة قطر من مكانة لدى الشعب السوري، يتوقع أن يتواصل الدعم القطري للانتقال في سوريا، والبناء على العلاقة المتينة مع الشعب السوري، وصولا إلى شراكة استراتيجية شاملة مع سوريا الجديدة في كل المجالات.
- الأزمة الأوكرانية
امتدادا لنهجها في الوساطة وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ القانون الدولي، نجحت قطرفي لم شمل الأطفال مع عائلاتهم في أوكرانيا وروسيا. كما قدمت قطر 3 ملايين دولار لمكتب مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، لتمويل مجموعة من المبادرات الرئيسية لتعزيز البنية التحتية اللازمة لتقديم خدمات فعالة تهدف إلى دعم الأسر والأطفال الذين تضرروا من النزاع الدائر. ومن المتوقع أن تواصل دولة قطر ودبلوماسيتها النشطة، جهودها المستمرة في الملف الأوكراني، خلال العالم الجديد، بل ولعب أدوار متقدمة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتقديم المساعدات الإنسانية في مرحلة ما بعد الحرب.
- ملفات وقضايا
أيادي الخير القطرية مفتوحة لتقديم الدعم الانساني وفض النزاعات في عدد من الملفات الإقليمية والعالمية. ففي الوقت الذي لا يزال السودان يعاني من أزمة إنسانية مستمرة وسط تضاؤل الدعم الدولي، تلتزم دولة قطر بمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان من خلال إرسال المساعدات الإنساينة والمساهمة في الجهود الاقليمية والدولية من أجل تحقيق السلام والتوافق السياسي الشامل.
كما تواصل قطر ادوارها الحيوية فيما يتعلق بالملف الأفغاني والعمل مع الشركاء الدوليين، سواء الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الدول الصديقة، لدعم وإنجاح مسار الدوحة، واستضافت قطر عام 2024 عددا من المؤتمرات واللقاءات من اجل دعم الانتقال في أفغانستان، وتعهدت قطر بتقديم أكثر من 75 مليون دولار لدعم أفغانستان، بجانب التزامها بعدد من المشاريع لدعم المرأة الأفغانية، من بينها برامج المنح الدراسية، وتمويل برامج التدريب في مختلف المجالات. ومن المنتظر ان تستمر دولة قطر في الدور المحوري الذي تلعبه في دعم أفغانستان.
عام 2025 ستواصل الدبلوماسية القطرية جهودها في طريق السلام وإنقاذ الأبرياء عبر جهودها في القضايا الراهنة التي كان لها فيها بصمة وإنجازات وستساهم في كل المساعي الحميدة نحو ترسيخ السلام والأمن والاستقرار والتنمية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق