ومع الاستمرار في اكتشاف القدرات الجديدة للذكاء الاصطناعي، ستشهد هذه التقنيات تطوراً مستمراً في قطاع الطب والرعاية الصحية، ابتداء من تغيير كيفية تشخيص الأمراض وانتهاء بتوفير العلاجات الرائدة المخصصة للمرضى على اختلاف حالاتهم.
إذن.. نستطيع القول: إن الذكاء الاصطناعي سيساعد على تحسين رعاية المريض من خلال تقليل وقت البحث، وإعطاء أدلة سريعة على كفاءة الإجراءات والعلاجات، وإجراء العمليات عبر الروبوتات، والحد من احتمالية الخطأ؛ سواء في التشخيص أو وصف المريض، وذلك يحسِّن من سلامة المريض، ويقلل التكاليف، عبر الانعكاسات الإيجابية في التشخيص والعلاج، ومساعدة الكوادر الطبية في الحصول على الإجابات السريعة لأسئلتهم المختلفة.
خصّ الرحمن -سبحانه وتعالى- هذه البلاد المباركة وسخر لها من الرجال المخلصين لدينهم والساعين لعز الإسلام وصلاح المسلمين حباً وتقرباً إليه سبحانه، واتباعاً لمنهج نبيه -صلى الله عليه وسلم- المبعوث رحمة للعالمين؛ بطريقة سوية وعقيدة نقية جعلتهم مؤهلين لنشر العلم المستمد من القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة والأثر الثابت الصحيح عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والسلف الصالح، وما تم ذلك إلا بعظيم توفيق لهم الذي بارك جهودهم ونفع بهم الأمة الإسلامية.
بدأت تلك الرحلة والجهود من فجر التأسيس ولقاء الإمامين ووضع حجر الأساس وتأسيس الدولة السعودية لتقوم على أساس صلب برجال مخلصين تتركز مساعيهم على محاربة البدع والضلال وسد ذرائع الشرك ونشر المنهج القويم وطرق الثبات على الصراط المستقيم واحتواء القلوب على العقيدة النقية والمنهجية المحمدية؛ التي تعين العباد على أداء عباداته وواجباته الشرعية بالطريقة الصحيحة دون التفريط بالثوابت والأصول أو الإفراط بالتشدد والغلو ليتجلى جوهر الإسلام الوسطي وتمتد تلك الجهود وتتواتر إلى هذا العهد المجيد.
من تلك الجهود؛ إنشاء الجامعات الإسلامية والمراكز والمعاهد المختصة، وتوجيه الجهات الرسمية لتكون مظلة تحتضن الجهود، وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات وإرسال الدعاة إلى شتى البلاد، ودعم المسلمين بسخاء عبر المساعدات الإنسانية، ووضع الخطط والإستراتيجيات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي تعزز قوة الإسلام وضمان حقوق المسلمين في كل مكان، وتسخير الجهود لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن واحتضان الجاليات ومساعدة الأقليات المسلمة، والعناية الفائقة وبذل أقصى الجهود لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على مدار العام، وتوفير المطبوعات باللغات المختلفة والإرشادات والدروس العلمية التي تعزز رسوخ العلم القائم على الثوابت، وتساهم في توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم.
جزى الله حكام المملكة العربية السعودية ورموزها على جهودهم المبذولة المباركة منذ فجر التأسيس إلى هذا العهد المجيد على خدمة الإسلام والمسلمين خير الجزاء والثواب، وضاعف أجور العلماء والدعاة والمشايخ الذين ساهموا وبذلوا عظيم الجهود للرعاية والعناية بالعلم وطلاب العلم، وحرصوا على عز الإسلام وقوة المسلمين.
0 تعليق