بدأت تلك الرحلة والجهود من فجر التأسيس ولقاء الإمامين ووضع حجر الأساس وتأسيس الدولة السعودية لتقوم على أساس صلب برجال مخلصين تتركز مساعيهم على محاربة البدع والضلال وسد ذرائع الشرك ونشر المنهج القويم وطرق الثبات على الصراط المستقيم واحتواء القلوب على العقيدة النقية والمنهجية المحمدية التي تعين العباد على أداء عباداته وواجباته الشرعية بالطريقة الصحيحة دون التفريط بالثوابت والأصول أو الإفراط بالتشدد والغلو ليتجلى جوهر الإسلام الوسطي وتمتد تلك الجهود وتتواتر إلى هذا العهد المجيد.
من تلك الجهود؛ إنشاء الجامعات الإسلامية والمراكز والمعاهد المختصة، وتوجيه الجهات الرسمية لتكون مظلة تحتضن الجهود، وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات وإرسال الدعاة إلى شتى البلاد، ودعم المسلمين بسخاء عبر المساعدات الإنسانية، ووضع الخطط والإستراتيجيات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي تعزز قوة الإسلام وضمان حقوق المسلمين في كل مكان، وتسخير الجهود لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن واحتضان الجاليات ومساعدة الأقليات المسلمة، والعناية الفائقة وبذل أقصى الجهود لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على مدار العام، وتوفير المطبوعات باللغات المختلفة والإرشادات والدروس العلمية التي تعزز رسوخ العلم القائم على الثوابت، وتساهم في توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم.
جزى الله حكام المملكة العربية السعودية ورموزها على جهودهم المبذولة المباركة من فجر التأسيس إلى هذا العهد المجيد على خدمة الإسلام والمسلمين خير الجزاء والثواب، وضاعف أجور العلماء والدعاة والمشايخ الذين ساهموا وبذلوا عظيم الجهود للرعاية والعناية بالعلم وطلاب العلم، وحرصوا على عز الإسلام وقوة المسلمين.
0 تعليق