الخميس 02/يناير/2025 - 10:06 ص 1/2/2025 10:06:57 AM
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، ها نحن في شهر رجب، وهو شهرٌ حرام لأنه من الأشهر الحُرُم التي يُعظِّم فيها ربنا الآثام، وإن كانت محرمة في سائر السنة، إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد حرمة، وسُمِّي "رجب الفرد" لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي تأتي متتابعة: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم، و"رجب الأصم" أي الوحيد، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسُمِّي بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل: لأنه لا تُسمع فيه قعقعة السلاح للقتال، و"رجب الأصبّ" لأن الله يصبّ فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبًّا.
وأضاف "جمعة" اليوم الخميس، عبر صفحته الرسمية: وهو تقدمة لرمضان وتهيئة لشعبان، لذا ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى المسارعة إلى مغفرته سبحانه وتعالى، وعلينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود إلى الذنوب أبدًا. ومع ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطّاء، كما قال رسول الله ﷺ وهو يعلّمنا كيف نربي أنفسنا: (كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون).
وأوضح: كلمة "خطّاء" و"توّاب" على وزن "فعّال"، وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته. لذا يجب علينا أن نكرر التوبة، وكلما وقعنا في الإثم أو المعصية، فلا نيأس، بل نعود إلى الله. فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده كما ورد في الحديث الشريف: الله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها. فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح).سيدنا رسول الله ﷺ يفتح أمامنا باب الأمل، ويأمرنا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى، ففروا إلى الله"؛ فروا من أنفسكم إلى ربكم، وفروا مما سوى الله إلى الله.
0 تعليق