عاجل.. خبراء لـ الدستور: التطرف الديني في سوريا خطوة نحو تكرار أخطاء الماضي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور محمود الأفندي، الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية، إن الحكم في سوريا بات تحت سيطرة جبهة النصرة، التي تُعد جزءًا من الإسلام السياسي المتشدد.

وأوضح الافندي في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن هذه الهيئة لديها مجلس تشريعي ومجلس جهادي، مما يعكس انتقال هذا الفكر إلى قلب دمشق وإلى الحكومة السورية، وأضاف أن الوزارات، مثل وزارتي التعليم والعدل، يقودها شخصيات تنتمي إلى التيار الإسلامي المتشدد، وأن المنهاج التعليمي في سوريا لم يتغير بعد، لكنه سيتغير تدريجيًا ليتوافق مع الفكر الإسلامي المتشدد.


الإسلام السياسي وتحديات الحاضنة الشعبية


وأشار الأفندي إلى أن انتشار هذا الفكر يعتمد بشكل كبير على الحاضنة الشعبية في المدن السورية، وذكر أن مدنًا مثل حلب، وحماة، ومدينة اللاذقية (وليس الريف)، بالإضافة إلى ريف دمشق، تُعد بيئات مناسبة لانتشار المدارس الإسلامية، لكن من المتوقع أن تكون هذه المدارس غير رسمية، وليست تحت إشراف الدولة مباشرة.
وأوضح أن جبهة النصرة تواجه مأزقًا كبيرًا يتمثل في حاجتها إلى اعتراف دولي، وقال إن الدول الغربية قد تفرض شروطًا، مثل حماية الأقليات، على هذه الهيئة في إطار محاولاتها لكسب الشرعية الدولية.
أكد الأفندي أن الفكر السلفي الشامي، الذي تتبناه جبهة النصرة ، يختلف عن السلفية الحجازية. فبينما تركز الأخيرة على تكفير الشعب، تسعى السلفية الشامية إلى السيطرة على الحكم ثم إصلاح المجتمع، وهذا ما قد يتحقق من خلال المدارس الخاصة التي ستعمل على إعداد أجيال تحمل هذا الفكر، مما يعزز سيطرة الإسلام السياسي المتشدد.
وأشار الأفندي إلى أن الجيش السوري تغير بشكل كبير، حيث أصبح قادته وضباطه من أعضاء المجلس الجهادي لهيئة تحرير الشام، وهذا يعني أن الجيش نفسه بات جزءًا من الإسلام السياسي، مما يمنع ظهور أي قوة قادرة على مقاومة هذا التيار.

وقال الأفندي في تصريحاته بالتأكيد على أن الدول الغربية قد تكون عاجزة عن التصدي لهذا الواقع الجديد، سواء كان نتيجة أخطاء أو قرارات متعمدة، وقال إن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة قد تشهد ظهور دولة إسلامية متشددة، مما يضع الجميع أمام تحديات كبيرة.
وأكد الدكتور محمود الأفندي أن سوريا تشهد انقسامًا مجتمعيًا واضحًا، مشيرًا إلى أن البيئة الإسلامية في البلاد تلعب دورًا كبيرًا في هذا الانقسام، وأوضح أن المواطنين قد يضطرون للتوجه نحو الإسلام المتشدد لضمان حصولهم على وظائف في الدولة أو ليكونوا جزءًا من قيادتها.
وأضاف أن هذا السيناريو طبيعي ويحدث في أي بلد يعاني من تغييرات جذرية. لكنه شدد على أن الاعتماد الكامل على هذا التوجه يعد خطأ تاريخيًا، مشابهًا لما حدث في عهد حافظ الأسد، والذي قاد إلى انهيار الدولة في وقت لاحق.
وختم الأفندي بالقول إن الانقسامات الراهنة ليست سوى انعكاس للأخطاء المتراكمة على مر العقود، مع ضرورة البحث عن حلول تضمن التعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري بعيدًا عن التطرف والهيمنة الفكرية.

قصي عبيدو: قرارات حكومة الشرع تهدد هوية سوريا وتعمّق الانقسامات

بينما، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري قصي عبيدو إنه بعد أقل من شهر على سقوط النظام السابق، بدأ الشعب السوري يشعر بأن حكومة الأمر الواقع التي يقودها أحمد الشرع تفرض هيمنتها على العقول وتصادر رأي الشعب السوري.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنه منذ أن قام أحمد الشرع بتعيين ضباط ليسوا من سوريا ولا من أصول سورية، بل من دول مجاورة ومن القوقاز وأوزبكيين، ظهر جليًا أن التغيير تجاوز الحدود المقبولة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد إلى المناهج التعليمية ليصل إلى حد حذف تاريخ سوريا ونسفه بشكل كامل.

وتابع عبيدو أن السوريين لم يعترضوا على حذف ما يتعلق بالنظام السابق أو الأسبق، أي حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، بل جاءت الاعتراضات على التغيير المتعلق بعيد السادس من أيار، وهي مناسبة وطنية يحييها السوريون منذ عقود.

وأشار إلى أنه بدا واضحًا أن هذا القرار جاء لإرضاء قوى إقليمية، أما حذف مادة الوطنية، فرأى أنه تسرع غير مبرر، حيث كان يمكن تعديلها بدلاً من حذفها بالكامل. كما طال الحذف ما يتعلق بالملكة زنوبيا، التي تُعد رمزًا تاريخيًا وحضاريًا لسوريا، ولا يمكن المساس بها تحت أي ذريعة.

وفيما يتعلق بتفسير عبارة "ولا الضالين" من فاتحة القرآن الكريم، أشار عبيدو إلى أن القول بأن الضالين هم اليهود والنصارى يغذي الفتنة الطائفية ويشجع الطوائف الأخرى على كراهية الإسلام والمسلمين. وتساءل: "أين التعايش السلمي؟ وأين الحياء والخجل من رسول الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه، الذي بعث لإتمام مكارم الأخلاق؟ هل من الأخلاق تكفير الآخرين؟ أليسوا سوريين؟ أليس لهم حقوق في هذا الوطن؟ أليسوا أهل كتاب وشريعة ويتبعون أنبياء كسيدنا موسى وعيسى عليهم السلام؟"

وأوضح عبيدو في تصريحاته أن المسألة واضحة، فهي ليست سوى إحدى عمليات الغزو الفكري للعقول العربية، التي تهدف إلى تقسيم المقسم وطمس معالم وحضارات الشعوب العربية، بما في ذلك دمشق، أقدم عاصمة في التاريخ.

وأكد عبيدو أن هذه القرارات تؤدي للأسف إلى انقسامات في الشارع السوري، بين مؤيدين لها بدافع التعصب الطائفي، وبين رافضين ينطلقون من عقول منفتحة تسعى للحفاظ على التراث والحضارة السورية.

وختم عبيدو بأن هذا كله، بطبيعة الحال، سيعيد سوريا إلى الوراء تحت نفس التسميات السابقة، ولكن حول مواضيع جديدة تمس الفرض على الشعب، وغياب التشاركية، والاستفراد بالقرارات، وتهميش كل من يخالفهم الرأي.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق