اليوم أصبح المشهد واضحًا بالنسبة للجميع، ولا يحتاج إلى مزيد من الإيضاح؛ فالنتائج خير دليل على نجاح العمل من فشله، وما يحدث مع منتخبنا السعودي في السنوات الأخيرة فشل بدرجات متفاوتة، تارةً يكون الفشل في أضعف درجاته، وتارة أخرى في قمة درجاته، كما حدث في الكويت أثناء بطولة الخليج الـ26.

إن تحمل المسؤولية في الإخفاق ليس شجاعة في كل الحالات، بعض الحالات لا تحتاج إلى كلام أو امتصاص لغضب الجمهور، لكن تحتاج إلى قرارات تكشف مدى التأثر وتحمل المسؤولية بشكل فعلي، على سبيل المثال: لو خرج رئيس الاتحاد السعودي بعد خسارة مباراة عمان في دور الأربعة من بطولة الخليج وقال: أعتذر من المسؤولين والجمهور السعودي، وأتحمل مسؤولية هذه الخسارة، وأعلن استقالتي من رئاسة اتحاد الكرة. في هذه اللحظة تكون ردة الفعل مناسبة لما حدث في البطولة من إخفاق، لكن أن تتحمل المسؤولية دون أن تضع أمام الجمهور السعودي طبيعة هذا التحمل، وتفاصيله ومدى تأثيره فيك، هنا لا يبدو الأمر منطقيًّا، ولا يمكن أن تجد من يثق بعملك في المرحلة القادمة، فالإحساس بالمسؤولية عادة مرتبط بالإحساس بالآخرين، حين لا يحضر هذا الإحساس لن يكون القرار سليمًا، وقد تكون مؤشرًا سلبيًّا لما هو قادم في المستقبل.

ربما يكون «ياسر المسحل» رجلًا مجتهدًا وحريصًا كل الحرص على النجاح، لكن لم تنجح أفكاره ومشاريعه في تكوين منتخب قوي، وحتى نكون منصفين المسحل قدّم عملًا جيدًا في المسابقات السعودية لكرة القدم من عدة نواح، لكن في الوقت نفسه كان هناك إخفاق واضح في بعض الجوانب الإدارية المتعلقة بالمسابقات والبرامج والتجهيزات؛ لذا من المفترض أن يترك الفرصة لغيره، ففي السعودية كوادر وطنية رياضية ذات كفاءة جيدة، لديها القدرة على فعل شيء جيد في اتحاد الكرة، ينعكس بالتالي على النتائج.

إن منتخبنا في هذه الفترة يعيش أزمة فنية، وهذا أمر صحيح وواقع، وحتى نحدد تفاصيل هذه الأزمة يجب أن نراجع العمل الذي يخص المنتخب السعودي من لحظة مغادرة «هيرفي رينارد» قبل أن يعود مرة أخرى، لنوجه سؤالًا مهمًّا، الإجابة عنه تكشف جزءًا كبيرًا من الخلل: هل فعلا اتفق الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب البرتغالي «جيسوس» لقيادة المنتخب، ثم تنازل عنه لنادي الهلال؟!

دمتم بخير،،،