شتاء غزة.. خيام تجري تحتها الأمطار

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

النازحون يواجهون طقسا قاسيا.. والبرد ينضم إلى آلة القتل
03 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

في غزة.. الأمطار زادت الطين بلّة

❖ غزة - محمـد الرنتيسي

شتاء آخر في ظل العدوان الاقتلاعي الأشرس على قطاع غزة، انتهت معه كل السقوف الزمنية لوقف الحرب، بينما بدأت فصول معاناة إضافية للنازحين والمشردين، الذين يواجهون الشتاء ببرده ورياحه وأمطاره دون أدنى مقومات، فلا ملابس شتوية ولا أغطية ولا وسائل تدفئة، وإنما خيام تجري من تحتها الأمطار، ومشردون يتنفسون تحت الماء، ويغرقون مع ما تبقى من أمتعة رثة.

وفي مراكز إيواء النازحين في قطاع غزة، ثمة مناطق منخفضة، تغرق مع كل منخفض ماطر، إنه كابوس الشتاء الذي أحال حياة النازحين جحيماً لا يطاق، وحل كزائر ثقيل يقض مضاجعهم، بل ويحصد أرواح بعض أطفالهم.

ويقول غزيون نازحون، إن السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة، اجتاحت خيامهم دون سابق إنذار، وأتلفت ما تبقى لديهم من فرش وأغطية، وبقايا مواد غذائية، مشيرين إلى أن الخيام التي يقيمون فيها لا تقوى على مواجهة الأحوال الشتوية العاصفة، إذ غالبيها خيام رحلات صيفية!.

ويشير حسن عليان، النازح من بلدة بيت لاهيا، إلى صعوبة تصريف مياه الأمطار، نتيجة لانعدام شبكات الصرف الصحي في مخيمات النزوح، ما يتسبب بانسداد مجرى الأمطار في المناطق المنخفضة، ويجعل الخيام عرضة للغرق، مضيفاً: «في أحيان كثيرة لا نستطيع الخروج من الخيام، وحتى أمتعتنا المتواضعة التي بالكاد حصلنا عليها، أتلفتها مياه الأمطار».

ويواصل لـ «الشرق»: «الأغطية التي بحوزتنا لم تعد صالحة، وفي كل ليلة نتأمل الفراش الغريق ولا نقدر على النوم، الامكانيات والمعدات التي نحتاجها للحد من تأثير الأمطار معدومة.. أصبحنا كالغريق الذي يتعلق بقشة».

20250102_1735847539-32180.jpeg?173584753

وكما كافة مراكز الإيواء، يعيش النازحون في خيام من القماش مرت عليها «رحلة الشتاء والصيف» في غمرة الحرب، فبدت متهالكة، وحتى الغرف المصنوعة من الخشب والصفيح، بدت غير آمنة، مع هبات الرياح القوية.

«الأمطار زادت الطين بلة، وحياتنا أصبحت معدومة» قال النازح أدهم أبو غالية من بلدة بيت حانون، منوهاً إلى كوارث صحية ظهرت أخيراً على النازحين في ظل البرد الشديد، وانتشار الفيروسات بعد أن تحولت مياه الأمطار إلى مستنقعات بعد اختلاطها بأكوام القمامة، مشدداً: «الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة، مستلزمات أساسية لمواجهة الشتاء، ونقف عاجزين عن توفيرها، ولا معدات أو وسائل لدينا للتصرف في حال فاضت الأمطار إلى الخيام».

ومضى يقول لـ»الشرق»: «مع كل منخفض عاصف وماطر نصاب بحالة من الإرباك الشديد، ونجد أنفسنا في «بركة سباحة» فالأمطار تعبث بممتلكاتنا البدائية، وأوضاع النازحين آخذة في التفاقم، ونعيش في ظل ظروف مأساوية مع تزايد أفواج النازحين».

ويضطر نازحون للمبيت في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ويبقى البرد ينخر عظامهم، بينما تتسلل مياه الأمطار إلى خيامهم، لتغرق ما لديهم من فرش وأمتعة.

ويواجه الغزيون شتاء قاسيا، لم تفلح معه كل محاولاتهم لتمكين خيامهم، ما يعني مضاعفة معاناتهم إلى حين هدنة، أو حل يعيدهم إلى منازلهم.. شتاء ثان في غمرة الحرب، غدت فيه حياة النازحين مستحيلة، فبعد أن تحولت منازلهم شبحية بفعل الدمار الذي ضربها، لم يكن أمامهم سوى النزوح إلى مراكز الإيواء، لكن الخيام التي نصبت لاستقبالهم غرقت في «شبر مية» كما قال أحدهم متهكماً.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق