السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.. والبلاد على شفا كارثة كبرى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد تقرير إسباني أن السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبعد مرور أكثر من عام ونصف من الحرب، أصبحت البلاد على شفا الكارثة مع سقوط مئات الآلاف من الضحايا، بما في ذلك القتلى والجرحى، إلى جانب انتشار سوء التغذية الشديد والمجاعة في بعض المناطق.   

وأوضحت صحيفة "البايس" (elpais) الإسبانية في تقرير لها، أن الحرب المدمرة التي اندلعت لأكثر من عام ونصف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم فيما تستمر المأساة في التفاقم، وتغرق السودان في هاوية لا نهاية لها في الأفق، على الرغم من الجهود اليائسة التي يبذلها المجتمع المدني المحلي وعدد قليل من المنظمات الدولية التي تحاول وقف الكارثة.

الحرب تحمل الدمار إلى كافة مناطق  السوادن 

وقالت الصحيفة إنه منذ سبتمبر الماضي مع نهاية موسم الأمطار في البلاد، اشتدت الحرب مرة أخرى، فقد بدأ الجيش السوداني في استعادة الأراضي التي فقدها في السابق وسط عاصفة فوضوية من الانتهاكات والدمار والموت فيما تتركز الحرب الآن على ثلاث جبهات وهي المنطقة المحيطة بالعاصمة الخرطوم؛ وولاية الجزيرة في الوسط؛ وعاصمة ولاية شمال دارفور، الفاشر، في الغرب.

وأشار التقرير إلى أن الوضع الإنساني في السودان كارثي بسبب الحجم الهائل وتعقيد الأزمة، فقد تسببت الحرب في سقوط مئات الآلاف من الضحايا، بما في ذلك الوفيات والإصابات، في حين تستمر الانتهاكات الواسعة النطاق مثل العنف الجنسي والتعذيب، فضلا عن سوء التغذية الشديد، وانهيا النظام الصحي  ومنع دخول المساعدات أدى لارتفاع معدلات الوفيات.

 وقال كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود للصحيفة إن أي زيادة في المساعدات المقدمة للسودان أمر مرحب به، ولكن يجب أن تكون أكثر من مجرد قطرة أخرى في المحيط.

السودان موطن لأكبر أزمة نزوح في العالم 

وبحسب التقرير أصبح السودان الآن موطنًا لأكبر أزمة نزوح في العالم فمنذ بدء الحرب في أبريل 2023، فر أكثر من 8.7 مليون شخص من منازلهم، مع عبور أكثر من 3 ملايين إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد وجنوب السودان وليبيا، حتى أنه قبل الصراع الحالي، نزح أكثر من 3.8 مليون شخص بالفعل داخل السودان، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الصراعات السابقة في المناطق الطرفية مثل دارفور وكردفان.

ويواجه أكثر من 24 مليون شخص أي حوالي نصف سكان السودان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، فقد حدد أحدث تقرير صادر عن اللجنة الدولية الرائدة للخبراء في مجال الأمن الغذائي، والذي نُشر في 24 ديسمبر الماضي المجاعة في خمس مناطق على الأقل في الغرب والجنوب، مع توقعات بأن تشهد خمس مناطق أخرى المجاعة في الأشهر المقبلة.  

ووصف صدام أبكر صافي، أحد أعضاء مجموعة المتطوعين المحليين في مخيم زمزم أكبر مخيم للنازحين في السودان في شمال دارفور، أن الأمر صعبًا للغاية، وخاصة في زمزم والعاصمة الإقليمية المجاورة الفاشر، بسبب الحصار المفروض عليهم من الدعم السريع حيث لا يستطيع العديد من النازحين شراء ما يكفي للبقاء على قيد الحياة ليوم واحد.

كما تتفاقم الأزمات بسبب انهيا النظام الصحي، ففي المناطق الأكثر تضررًا من القتال، تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 70% و80% من المرافق الصحية إما مغلقة أو تعمل جزئيًا فقط، بينما في مناطق أخرى من السودان، يبلغ الرقم حوالي 50%. ومنذ بدء الحرب، وثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 120 هجومًا على المرافق والخدمات الطبية والموظفين رغم أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

وأدى انهيار النظام الصحي الوطني، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بخدمات أساسية أخرى مثل مياه الشرب والكهرباء، إلى خلق أرض خصبة للأزمات الصحية، فمنذ الصيف، يواجه السودان تفشي الكوليرا، الناجم عن موسم الأمطار الشديد والفيضانات الواسعة النطاق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق