اتجـــــاه
الجمعة 03/يناير/2025 - 07:14 م 1/3/2025 7:14:43 PM
ماذا عند أولئك، الذين توافدوا على العاصمة السورية «دمشق»، وأرادوا كسب رضا ووفاء «هيئة تحرير الشام»، بعد استيلائها على السلطة، حيال ما قاله رئيس هذه الهيئة، أبومحمد الجولانى، إنه لا كتابة دستور جديد، قبل مضى3 سنوات، ولا انتخابات إلا بعد4 سنوات.. لقد بدت النوايا نحو ديكتاتورية «دينية» متسلطة، تبناها رئيس الهيئة، التى مازالت على قوائم الإرهاب، سواء الأممية أو لدى العشرات من الدول، وهو بأقواله، يُعنى أنه وضع نفسه «رئيساً»، من دون إجراءات ديمقراطية أو دستورية، وبالتالى يكون قد استولى على السلطة «منفرداً»، فى تحدٍّ «سافر» لكل القوى الوطنية السورية، طالما تسانده قوى الغرب، وفى المقدمة منها، تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
<< المبررات التى تظاهر بها، كل من هرولوا إلى «دمشق»، وكانت فى الواقع، تخفى أهدافاً ومصالح بلدانهم، تحدثت عن الرغبة فى مساعدة الشعب السورى، وتقديم الدعم السياسى والاقتصادى، لبناء الدولة الجديدة، ورأيناهم يجتمعون حول الهدف الواحد، وهو دولة ديمقراطية مدنية، تُمثِل جميع المكونات السياسية، من دون إقصاء طوائف أو عرقيات، وتوفر الحماية للأقليات، وكان القبول الحذر، لما يعلنوا عنه فى بياناتهم، من دون أن تكون لديهم ضمانات، لأى مايتعهد به ما يسمى بـ«رئيس الإدارة السورية»، أحمد الشرع، وهو ما تأكد منذ أيام، أنه غير معنى بتعهداته، أكثر من رغبته فى أن يكون «رئيسا»، يصرف النظر عن شواغل الداخل والخارج.
<< هكذا تجرى الأمور فى سوريا، على هوى وحاجة رئيس «هيئة تحرير الشام»، الذى استأثر بالتصرف فى الشئون السورية، منذ انهيار النظام ودخوله «دمشق»، وقد انتهت نحو27 يوماً، ولم يتحدث عن «إعلان دستورى»، يوفر غطاء قانونياً لإدارة البلاد، وبدلاً من ذلك، جلس على كرسى الرئاسة، وتولى المهام الرئاسية، بإصدار القرارات السيادية والعسكرية، من دون أى مسوغ مؤسسى أو دستورى، فضلا عن استقبالاته اليومية لممثلى الدول، فى «قصر الحكم»، الذى لا أعرف إن كان من حقه التواجد هناك، طالما أن معظم مؤسسات الدولة قائمة، من دون تغيير، إلا إن رآه غنيمة النصر، ومن «أنفال» معركته الجهادية، التى تؤسس لدولة دينية.
<< وأكثر مما يرفضه أى مراقب للأحداث، تلك المفاجأة العجيبة، فى تعيينه شخصية عسكرية- غير سورية- فى صلب القيادة العامة للقوات المسلحة، يُقال إنه الأردنى، عبدالرحمن حسين الخطيب، ويحمل الجنسية الفلسطينية، الذى قايض الدفاع عن بلده، ضد جيش إسرائيل المُحتل لأرضه، بحمل السلاح مع جماعة متطرفة تقتل المدنيين، وطالما عمل إلى جانب رئيس «هيئة تحرير الشام»- الجولانى- الذى يتسمى بـ«أحمد الشرع»، رئيساً لإدارة سوريا، كافأه برتبة «عميد» فى قيادة الجيش، وهو أمر يفهَم منه، أن الترتيب المؤسسى فى الهيئة، لايتقيد بإلزامية «انتقائية»، لتعيين غرباء فى مجلس شورى الهيئة، ومن ثم يكون الغريب «الأردنى»، مشاركاً فى حكم سوريا.
<< إنه الواقع الغامض والعنيف فى سوريا، الذى يتسع الآن للإخوان الهاربين، ليعدوا المؤامرت والشائعات ضد مصر، بالتوازى مع وضع أسس الدولة الدينية، بديلاً للمناهج القومية والوطنية، اشتملت تغييراً واسعاً لكل المناهج التعليمية، وهذه أمور متوقعة، تتحمل مسئوليتها تلك الدول، التى تشاركت منح الشرعية لـ«تحرير الشام»، المصنفة ورئيسها «إرهابية»، لتحل سلطة للحكم، مقابل السكوت عن مناطق نفوذ، تلتزم بها الإدارة الجديدة، طوعاً وولاء، أولاً لراعيتها تركيا، التى تدعمها بالمال والسلاح، وثانيا الولايات المتحدة، التى تخلت عن موقفها المتشدد مع الإرهاب، ودول أخرى، تحرص ألا تغيب عن مشهد تقسيم سوريا.. إنه الحال هناك، نخشاه حرباً أهلية، قد تنتقل لدول فى المنطقة، مع إرهابيين فى نفس الاتجاه.
[email protected]
0 تعليق