دعاء إبراهيم: رواية "فوق رأسي سحابة " تنتقل بين عالمين أحدهما عربي والآخر ياباني

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تطرح دار العين للنشر "فوق رأسي سحابة" للكاتبة الروائية دعاء إبراهيم، وذلك تزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.

وقالت الكاتبة الروائية دعاء إبراهيم في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “تطرح الرواية من خلال استخدام ثيمة الجريمة أراء فلسفية حول القتل، والعلاقة الشائكة بين القاتل والمقتول، مستغلة ثيمة الجريمة التي يراها البعض أدب شعبي لصناعة فلسفة ورؤية أبعد”.

وأضافت: “تتعرض الرواية لمشكلات المرأة العربية كما تكشف أيضًا مشكلات المجتمع الياباني مثل انتشار حالات الانتحار، فاجعة فوكوشيما، ظروف الاعتقال على ذمة قضايا، مشاكل القانون الياباني التي تجلت في حالة: إياو هاكامادا الذي صدر ضده حكم بالإعدام وظل لمدة 48 عام على لائحة الإعدام وحين تم إعادة محاكمته ثبتت براءته”.

وتابعت: “تنتقل الرواية بين عالمين، أحدهما عربي والآخر ياباني كما تنتقل بين الواقعي والفانتازي لتخط حياة جديدة من العدم”.

قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏نص‏

من أجواء الرواية 

 

ركني أجرب، أتحرك ببطء، أسقط، وأقف ثانية. لكنني في النهاية طرت بالأسفل، بينما هو يطير بالأعلى. فردت ذراعي للثلج الخفيف المتساقط. احتضنت الصقيع بثياب خفيفة متهالكة. لم أعد أشعر بأطرافي، فقدت الإحساس بثقلي، صرت أخف بين نسمات الهواء. نظرت إلى جسدي الذي صار وشاحًا طائًرا فلم أر قدمي. أنا حية، أخبرونا في المدارس أن الأشجار والنباتات حية. هل هذه حياة! تُداس فلا تملك أن تصرخ، تمتد إليك الأيدي فتبتسم بسمة أخيرة استعدادًا للقطف، ثمة حياة هنا وأنا لم أختبر غيرها. لكني جعلتهم يعيشونها قبيل الموت بلحظات؛ الموتى المنتظرون على الأسرة. في ذلك الوقت تحديدًا كنا نتفق خلسة، حيث يمكن لنظرة واحدة أن تفضح كل شيء. لم يكن الهمس وحده هو ما يخبرهم بخطتي كاملة، الأعين التي تلتقي، الاستسلام للمعجزة وهي تحدث، الشك في حدوثها. تسألني عروقهم الناتئة هل ما يحدث يحدث بالفعل؟! نعم. بالضبط. كأن تقطف وردة وتدهس العشب بأطراف أصابعكَ. ثمة قتل يومي وعادي يتكرر بتلقائية. ثمة قتل كالحياة لا يحتاج للأسئلة.

 

 

 وجاء في بيان دار العين للنشر "تستمرُّ الروائيَّة دعاء إبراهيم في رسم شخصيات مكلومة بوجع الماضي. تتأثر البطلة بحياتها المأساويَّة مع أُمِّها وخالها وجَدَّتها، ولا تغفر لأبيها ترّكها في هذا المستنقع وابتعاده عنها ربما للأبد. تجترُّ المأساة وتختبرُ حدودها داخل ملابس الخجل والسكون، لكن أسفلها تتحرَّك الرياح الهادرة وتكشف عن وحشٍ عملاقٍ لا يتردَّد في قتل كل مَن يقف بطريقه.

 

تنتقل الفتاة إلى اليابان لتعيش مع أبيها في صدفة قدرية، وتنتقل الأحداث إلى بلاد غريبة، حيث تأخذنا الكاميرا إلى واقع جديد، تتمكن الفتاة من اقتحامه والسير بأدغاله بخطى ثابتة.

 

وختم البيان: "للروائيَّة دعاء إبراهيم قدرةٌ هائلةٌ على خلق الشخصيَّات من عدم، ووضعها داخل عقدةٍ لا يمكنُ الفِكَاك منها، فنرى معها عمق الهاوية ونستشفُّ خطرها. في هذه الرواية نتأرجحُ بين الرغبة والحرمان، الملائكيَّة والشيطانيَّة القديمة قِدَم الخلق. ونلتمسُ الأدبَ وهو يخطُّ حروفًا تلوَ الأخرى ليرسُم الحياة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق