مع إشراقة عام 2025، تتجدد تطلعات المبدعين والمثقفين نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي ترسخ مكانة الثقافة كركيزة أساسية للتنمية والتطور. وفي هذا الإطار أكد عدد من المبدعين والمثقفين والفنانين والنقاد في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن العام الجديد يعتبر محطة لمواصلة التألق الثقافي للدوحة كعاصمة للثقافة على المستوى العربي والدولي، آملين أن تكون قطر نموذجًا يحتذى به على مستوى الإنتاج الثقافي والفني، في ظل دعم الدولة المتواصل للثقافة بأبعادها المختلفة، واهتمام المؤسسات الثقافية بتعزيز المشهد الثقافي والفكري والفني في الدولة. كما أعرب المثقفون عن أمنياتهم الطيبة بأن يعم السلام والاستقرار في عالمنا العربي والعالم أجمع.
د. حسن رشيد: مزيد من الاهتمام بالمسرح القطري
أكد الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد أن المشهد الثقافي والفني في قطر يحمل تطلعات كبيرة لتحقيق المزيد من الإنجازات النوعية، مشيرًا إلى أن العام الجديد يمثل فرصة لتعزيز دور الدوحة كمنارة للفكر والإبداع على المستوى المحلي والعالمي.
وقال د. رشيد: «أتمنى أن يشهد العام 2025 مزيدًا من الاهتمام بالمسرح القطري، من خلال صيانة مسرح قطر الوطني، الذي يُعد رمزًا حضاريًا وحقيقيًا للحراك المسرحي في البلاد، إلى جانب إنشاء المزيد من دور العرض المسرحي». فضلا عن إقامة موسم مسرحي ثابت يعكس النشاط المسرحي المحلي، مع تعزيز المشاركات القطرية في المحافل المسرحية الخارجية.
كما دعا د. رشيد إلى تعزيز الحضور القطري في المحافل الخارجية، مشيدًا بالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة، لكنه أكد الحاجة إلى مزيد من الدعم، بما يوازي الاهتمام الكبير الذي توليه قطر للرياضة والاقتصاد والسياسة. كما أعرب عن أمله في استضافة الدوحة فعاليات فكرية وثقافية كبرى، مثل أنشطة الهيئة العربية للمسرح، لما لها من تأثير فكري وإبداعي مهم.
وفيما يخص معرض الدوحة الدولي للكتاب، شدد د. رشيد على ضرورة معالجة ارتفاع الأسعار، الذي يشكل عائقًا أمام الجمهور، مؤكدًا أهمية إتاحة المعرفة والثقافة للجميع.
وتحدث د. رشيد عن أهمية استعادة دور مجلة الدوحة، فهي «منصة رائدة حملت الفكر والفن والثقافة القطرية إلى العالم». لأن الساحة الثقافية تفتقر إلى مجلة قطرية الهوية تعكس تطلعات الوطن، على الرغم من تعدد الإصدارات.
وأشاد د. رشيد بالدعم الذي توليه القيادة الرشيدة للثقافة والفن في قطر، معربًا عن تقديره لجهود سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة في الارتقاء بالمشهد الثقافي.
وتابع: «أحلامنا كمنتمين إلى الثقافة والفن والفكر هي جزء من أحلام الإنسان العربي. نتمنى أن تظل قطر منارة للفكر والإبداع، وأن نشهد عامًا جديدًا حافلاً بالإنجازات الثقافية».
وعربياً، قال د. رشيد: أتمنى أن يعم السلام فلسطين، والاستقرار سوريا.
جمال فايز: تنظيم فعاليات عالمية
أكد الكاتب جمال فايز قاص وروائي، أن الثقافة حققت الكثير من النجاحات على المستوى المحلي والدولي في 2024، مما يمهد ويرسخ لمواصلة الإبداع الثقافي في الدولة.
وقال فايز: اختتم عام 2024 بمجموعة من الإنجازات النوعية والاستثنائية في قطاع الثقافة، محققة تألقًا ملحوظًا عبر مختلف مؤسساتها الثقافية، سواء الحكومية مثل وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، أو المراكز الثقافية الأخرى، حيث شهدت الدوحة نشاطًا ثقافيًا مكثفًا عزز مكانتها كعاصمة ثقافية بامتياز.
وأشار فايز إلى أهم الفعاليات الثقافية التي ساهمت في تعزيز المشهد الثقافي مثل فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي، مهرجان الدوحة للتصوير، ومهرجان فريج الفن، ومن قبلهم معرض الدوحة الدولي للكتاب، ومسابقة سارية العلم ومسابقة مثايل.
وأضاف: على الصعيد الإقليمي والعربي، استضافت قطر ملتقى السرد الخليجي الخامس في سبتمبر، كما نظمت رحلة ثقافية إلى النرويج في أغسطس. وبرزت مؤسسة الحي الثقافي كتارا بجوائزها وبرامجها، مثل جائزة كتارا للرواية العربية، بالإضافة إلى مسابقات وفعاليات متنوعة شملت الشعر وندوات فكرية. هذه الجهود أسهمت في جعل عام 2024 عامًا ثقافيًا قطريًا بامتياز.
وحول المطلوب لاستمرار التألق الثقافي القطري، أكد فايز أن ما تحقق في عام 2024 يعكس رؤية الدوحة كعاصمة للثقافة بجانب دورها في مجالات أخرى كالسياحة والرياضة. ومع تجاوز عدد زوارها خمسة ملايين زائر، باتت قطر نموذجًا عالميًا في تنظيم الفعاليات الثقافية.
وتابع: «لا بد من تعزيز مكانة الدوحة عبر تنظيم فعاليات ثقافية عالمية، على غرار جائزة كتارا للرواية العربية، ودعم الكتاب والمبدعين القطريين لتقديم إبداعاتهم في المحافل الدولية، مثل معارض الكتاب العالمية. كما نطمح إلى ترجمة الإنتاج الأدبي القطري إلى أهم اللغات العالمية وتحويله إلى أعمال درامية وسينمائية، ليصل المنتج الثقافي القطري إلى مستوى العالمية».
وختم فايز حديثه بالإشادة بالمنتج الثقافي القطري الذي أصبح يتمتع بجودة نوعية وحضور قوي إقليميًا وعربيًا، مع طموح أن يواصل توسعه للوصول إلى السوق الثقافية العالمية، مشددًا على ضرورة استمرار الدعم الكبير الذي توفره الدولة للمثقفين والكتاب لتحقيق هذه الأهداف.
سالم المنصوري: تعزيز التنوع في الأنشطة
قال الفنان سالم المنصوري إن طموحات المثقفين في العام الجديد تتطلب أولاً أن تستمر قطر في دعم الفن والثقافة بشكل أكبر، فنحن بحاجة إلى مزيد من الفضاءات الثقافية والفنية التي تحتضن المواهب المحلية.
وأضاف المنصوري: الدوحة تألقت في السنوات الماضية على المستوى الثقافي والفني والجهود نتيجة الجهود المتواصلة من وزارة الثقافة، لكن من المهم أن نواصل هذه المسيرة بتوفير المزيد من الدعم للأنشطة الفنية والثقافية، وكذلك تعزيز حضورنا الثقافي في الساحة العربية والعالمية. ومن بين أهم الخطوات التي يجب اتخاذها في العام الجديد، هو تعزيز التنوع في الفعاليات الثقافية والفنية بحيث تشمل جميع أشكال الفن، سواء كان مسرحًا، سينما، موسيقى، أو أدب، إضافة إلى ذلك، من الضروري أن يكون هناك تعاون أكبر بين الفنانين المحليين والمؤسسات الثقافية والفنية الدولية.
وتابع: إن الدوحة، بتعدد ثقافاتها وحركتها المستمرة في مختلف المجالات، بحاجة إلى دعم مستمر للفن والثقافة في جميع الاتجاهات. فنحن نريد أن نرى قطر دائمًا في صدارة المشهد الثقافي والفني على مستوى العالم العربي، كما نأمل أن يتم تخصيص المزيد من البرامج والجوائز التي تدعم وتحتفي بالإبداع المحلي.
وختم المنصوري بالقول: أتمنى أن يستمر المثقفون في قطر في تقديم أعمال تعكس هويتنا، وتُسهم في تعزيز مكانة قطر كمنارة للفكر والفن في العالم.
د. عبدالحق بلعابد: الحفاظ على «الرأس مال» الثقافي
قال الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر، إن دولة قطر تسير بخطى ثابتة في تحقيق رؤيتها 2030 على كافة المستويات، وخاصة مجال الثقافة والفنون، وهذا ما تمثل في العديد من فعاليات الثقافية ومهرجاناتها الفنية وجوائزها الدولية التي نفذتها وزارة الثقافة أو غرفة السياحة أو مؤسسة قطر أو مؤسسة الحي الثقافي كتارا وغيرها من الجهات ذات العلاقة لهذا لا بد علينا أن نثمن ونحافظ على هذا الرأس مال الثقافي والفني كإرث مستدام للأجيال القادمة.
وأضاف د.بلعابد: أنه في مطلع هذه السنة الجديدة ستستمر الدوحة في إشعاعها الثقافي والفني، داعيا المثقفين أن يدعموا ويسهموا في هذا الحراك الثقافي والفني الذي نراه يقوم على ثلاث ركائز مهمة، وهي:
- تفعيل دور المثقفين في الثقافة السياحية.
- العمل على تشبيك الثقافة بالاستدامة. لتحقيق رؤية الدولة.
- الإسهام في إثراء محتوى الثقافة العربية والمحلية من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي غير المتحيز.
وتابع: بهذا يكون المثقف أخرجنا بإسهامه من ثقافة المجتمع إلى عمران مجتمع الثقافة.
أندلس إبراهيم: الاهتمام بأدب الطفل
قالت الكاتبة أندلس إبراهيم إعلامية وكاتبة قصص أطفال ويافعين، إن المشهد الثقافي والفني في قطر يحظى برعاية واهتمام كبيرين، يشملان المثقفين والفنانين بمختلف تخصصاتهم واهتماماتهم، وذلك تحت مظلة وزارة الثقافة والملتقى القطري للمؤلفين وكذلك كافة المؤسسات الثقافية في الدولة ما يجعل المشهد الثقافي في قطر يتميز بتنوعه وحرصه على مواكبة التطورات العالمية مع الحفاظ على الهوية العربية والتراث القطري الأصيل.
وأضافت: بصفتي كاتبة قصص أطفال، ألاحظ اهتمامًا كبيرًا بمجال الكتابة للطفل، من خلال التسهيلات المقدمة والتشجيع المستمر، إلى جانب تنظيم معرض الكتاب السنوي الذي يعد تجمعًا ثقافيًا بارزًا. هذا المعرض يتيح فرصة لتبادل الخبرات والتجارب الثقافية على المستويين العربي والعالمي، كما يُبرز الإنتاجات الأدبية للمثقفين القطريين، إضافة إلى المشاركات والتمثيل الدولي في المعارض والمحافل الثقافية المختلفة.
وتابعت: نتطلع كمثقفين إلى المزيد من الفعاليات الثقافية التي تسهم في اكتساب الخبرات ودعم التنوع الثقافي. ونأمل بتبني كتاب قصص الأطفال بشكل أكبر وتشجيعهم على تناول موضوعات تعزز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية والهوية الوطنية.
وأشارت إلى أنها على المستوى الشخصي تتطلع لمزيد من الإبداع والإنتاج الأدبي «حيث أن عام 2024 عام مميز بالنسبة لي، فقد أصدرت عدة قصص للأطفال، منها: «فرحة الهلال»: تناولت طقوس شهر رمضان الفضيل، بما في ذلك ليلة القرنقعوه وأجواء العيد، وأظهرت الأجواء العائلية الرمضانية «نظارة الجدة»: بالتعاون مع دار حمد بن خليفة للنشر».
0 تعليق